المصدر الأول لاخبار اليمن

تصريحات بلينكن تقتل اعلان بايدن.. واشنطن تصرف انظار العالم عن جرائم غزة

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //

 

يبدو أن الابتكار الأخير الذي خرج به الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالإعلان عن قرب التوصل لاتفاق في غزة، حمل هذه المرة عدة ابعاد، يتمثل الأول في تحفيز الرأي العام الأمريكي على المشاركة في الانتخابات في ظل حالة السخط التي تنتاب نسبة كبيرة من الناخبين الأمريكيين يعتقدون بعدم جدوى انتخاب إدارة جديدة ستذهب في الأخير لصالح دعم جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين الأبرياء في غزة، إلى جانب أن بايدن كان يحاول في نفس الوقت استمالة الرأي العام في الولايات المتحدة لصالح انتخاب مرشحة الحزب الديمقراطي كميلا هاريس، باعتبارها أقل راديكالية قياسا بمرشح الحزب الجمهوري، ترامب، المعروف بالنزق.

 

 

امتصاص غضب محور المقاومة

إلا أن الهدف الأبرز من وراء إعلان بايدن عن قرب التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار في غزة، يتمثل في محاولة تهدئة غضب محور المقاومة المساند لغزة، من الرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، باغتيال قادة المقاومة، إسماعيل هنية، وفؤاد شكر، ومواصلة الجرائم البشعة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، خصوصا في ظل تداول معلومات عن استعداد محور المقاومة للتهدئة مقابل امتثال الاحتلال الإسرائيلي لشروط وقف إطلاق النار التي صدر بشأنها قرار مجلس الأمن رقم 2735 والذي يتضمن وقف فوري لاطلاق النار، وتبادل الأسرى على مرحلتين، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، إلى جانب دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وعودة النازحين.

 

بلينكن يخلع قناع بايدن

 ويبدو أن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي، بلينكن، أمس، والتي جاءت متماهية مع العراقيل الجديدة التي يحاول رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فرضها على المقاومة الفلسطينية بعيدا عن قرار مجلس الأمن، بعد أن خاض وزير الخارجية الأمريكي، بلينكن، جولة طويلة من المباحثات في قطر ومصر ومع الاحتلال الإسرائيلي، ليخرج بنتائج مضحكة خلال تواجده الاثنين الماضي في تل أبيب.

 

 

الحاجة لفعل دولي يواكب احداث غزة

ويمكن القول بناء على التناقضات الأمريكية، أن واشنطن لم تتمكن، من الاحتفاظ بقناع الخداع الذي لبسته لمدة قصيرة، بادعاء السعي لإنهاء العدوان على غزة، قبل أن تعود واشنطن مجددا لتكاشف العالم أنها تقف إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي دون قيد أو شرط، بما يؤكد للعالم أن التعامل مع الولايات المتحدة باعتبارها “وسيط” لن يؤدي إلا إلى مزيد من جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وهو ما يتطلب نشاطا دوليا من نوع أخر، يواكب ما يحدث في غزة، عبر الخروج من دائرة المجاملات المتكلفة، وممارسة الضغوط على واشنطن، وعلى رأسها قطع العلاقات الديبلوماسية والتجارية مع الولايات المتحدة، لوقف الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية في غزة.

قد يعجبك ايضا