الخليج..وكالة الصحافة اليمنية..
اتهمت منظمة “العفو الدولية”، سلطات السعودية، التي وصفتها بأنها «إحدى الحكومات المعادية لنشاطها»، بمحاولة التجسس عليها عبر تطبيق إلكتروني إسرائيلي.
وفي بيان لها، أوضحت المنظمة الحقوقية الدولية إنه «في أوائل يونيو/حزيران الماضي، تلقى أحد موظفيها رسالة مشبوهة باللغة العربية على تطبيق (واتس آب)، وتضمن النص تفاصيل حول احتجاج مزعوم خارج السفارة السعودية في واشنطن، يتبعه رابط لموقع على الإنترنت».
وجاء في نص الرسالة: «هل يمكن أن تغطوا الاحتجاج أمام السفارة السعودية في واشنطن من أجل إخوانكم المحتجزين في المملكة.. فقد تم اعتقال أخي في رمضان وأنا لدي منحة هنا، لذا يرجى عدم ربطي بهذا. (الرابط)».
وأضافت الرسالة: «قوموا بتغطية الاحتجاج الآن. الاحتجاج سيبدأ خلال أقل من ساعة. نحن بحاجة إلى دعمكم».
وكشفت تحقيقات فريق التكنولوجيا بـ«العفو الدولية»، أن الضغط على الرابط سيكون، وفقا لمعرفة مسبقة، سيقود إلى الوقوع ضحية لتطبيق «بيغاسوس» (Pegasus)، وهو أداة مراقبة متطورة طورتها شركة «مجموعة إن إس» (NSO Group)، التي تتخذ من (إسرائيل) مقرا لها.
وقال رئيس قسم التكنولوجيا وحقوق الإنسان في المنظمة، «جوشوا فرانكو»: «من المعروف أن مجموعة (إن إس أو) لا تبيع سوى برامج التجسس الخاصة بها إلى الحكومات؛ لذلك نعتقد أن هذه كانت محاولة متعمدة للتسلل إلى منظمة العفو الدولية من قبل حكومة معادية لنشاطنا (في إشارة إلى السعودية) في مجال حقوق الإنسان».
وكشف أن «أدوات القرصنة القوية التي تصنعها المجموعة المذكورة تسمح بوجود شكل للمراقبة غير عادي، ويتم التحكم في الهاتف الذكي المتأثر ببرنامج بيغاسوس بصورة أساسية من قبل المهاجم، ويمكنه نقل المكالمات الهاتفية والصور والرسائل وأكثر مباشرة إلى المشغل».
وشددت المنظمة على أهمية تسليط الضوء على خطر هذا الهجوم الجسيم، الذي يتعرض له الناشطون في جميع أنحاء العالم، بسبب هذا النوع من تكنولوجيا المراقبة.
كما كشفت التحقيقات التي أجرتها «العفو الدولية» أن ناشطا آخر في حقوق الإنسان في السعودية، على الأقل، تلقى رسالة ضارة مماثلة.
وأوضحت مجموعة «سيتزن لاب» للأبحاث، التي تتخذ من تورونتو مقرا لها، تورط مجموعة «إن إس أو» في برنامج تجسس مماثل في المكسيك؛ حيث تم عبره استهداف ناشطين وصحفيين وزعماء أحزاب معارضة من خلال رسائل مزيفة تحتوي على برنامج «بيغاسوس» في محاولة لإسكات الأصوات المعارضة للحكومة.
وسبق أن استُخدم «بيغاسوس» لاستهداف المدافع الإماراتي عن حقوق الإنسان والحائز على العديد من الجوائز «أحمد منصور»، المسجون في الإمارات منذ مارس/آذار 2017.
ويبدو أن الرسالة التي أرسلت جزء من حملة مراقبة أوسع نطاقا، تشتبه المنظمة الدولية، في أنها تستخدم للتجسس على ناشطي حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، وتحول دون عملهم المهم.