صنعاء/وكالة الصحافة اليمنية//
كشفت شبكةُ التجسس الأمريكية الإسرائيلية تفاصيلَ جديدةً عن المؤامرات الأمريكية في استهداف اليمن في شتى المجالات، وفي مقدمتها قطاع التعليم.
نبذة مختصرة عن الدكتور الجاسوس محمد حاتم المخلافي:
ابتعث إلى أمريكا، فحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في تعليم اللغات من جامعة (إنديانا).
تعين عام 1409هـ/ 1989م رئيسًا لوحدة الحاسوب الآلي، ثم رئيسًا لقسم اللغة الإنجليزية في كلية التربية بجامعة صنعاء عام 1411هـ/ 1991م، ثم وكيلا لنفس الكلية عام 1412هـ/ 1992م، ثم عميدا لكلية التربية في بلدة (النادرة) في محافظة إبّ عام 1413هـ/ 1993م، ثم عميدًا لكلية التربية في مدينة حجة عام 1416هـ/ 1996م، ثم مستشارًا للمعونة الفنية لمشروع التعليم الأساسي عام 1417هـ/ 1997م، ثم عميدًا لكلية التربية في (خولان) في محافظة صنعاء عام 1421هـ/ 2000م.
أبرزُ اعترافات الجاسوس محمد المخلافي:
تم ترشيحي لمنحة إلى أمريكا، وتم الترتيب لي لأخذ لغة في معهد “يالي”، حَيثُ كان تخصصي لغة عربية، وكنت أتساءل: كيف أدرس لغة عربية في أمريكا لكنهم أقنعوني بأن علم اللغة متقدم في أمريكا، وأنني سأستفيد عن طريق الجمع بين اللغتين.
تم ترتيب عقد لقاء لي مع ديفيد أوست.
كان معنا في السفر مجموعة من أصحاب المعاهد العليا الذين درسوا الماجستير في أمريكا، لكن برنامجنا كان مختلفاً عنهم، وعند وصولنا استقبلنا هناك مندوب من الأمديست.
حصلت على الماجستير في عامين، وبدأت برنامج الدكتوراه، وتم ترشيح لي موضوع عن تطوير مقياس لتقدير مستوى مقروئية كتب القراءة المدرسية في المرحلة الابتدائية في اليمن، فكان موضوع الرسالة تطوير هذا المقياس.
في إطار الوزارة وفي قطاع التدريب والتأهيل أَيْـضاً تم تسفير عدد من الكوادر من داخل الوزارة لحضور برامج تدريبية كانت لمدة سنة أَو سنتين، وهؤلاء عادوا إلى صنعاء، وكان لهم دور كبير في إطار الأنشطة والبرامج التي تُنَفَّذُ داخل الوزارة.
في عام 1990، تم إبلاغي بوجودِ لقاء لمبتعثي الوكالة في السفارة الأمريكية، ووصلت إلى هناك، وكان أحد الأمريكيين جالساً معي في طاولة عشاء، وبعد أن تعَرَّفَ عليَّ، وعلى تخصصي، ذكر لي بأن الوكالة الأمريكية لديها دعم لتأليف كتب موحَّدة للصفوف الثلاثة الأولى في ثلاث مواد، ومن ضمنها مادة اللغة العربية التي هي تخصصي، ومن ضمن ما ذكر لي أن تواصل مع أحد الأكاديميين، فقلت له قد تواصل معي وأبلغني بهذا.
عملية تأليف الكتب من (1 – 3) كان المنفذ الـ EDC في الأردن ومنظمة الـ EDC هي منظمة أمريكية ومتعاملة مع المخابرات الأمريكية، وَأَيْـضاً خليل عليان الذي كان يمثلها هو أَيْـضاً من ضمن المتعاونين مع المخابرات الأمريكية.
في عام 1991 تعرفت على عبد الحميد العجمي، الذي كان مع خليل عليان يتابعون سير عمليات التأليف ويعطون التوجيهات في كيفية سير العمل في هذه الكتب.
عبد الحميد العجمي هو الذي صارحني بالعمل مع المخابرات الأمريكية، وأنه يعمل للمخابرات الأمريكية وأن المعلومات التي سأقدمها له هو سيقدمها للمخابرات الأمريكية.
لما بدأنا أول مشروع لتأليف الكتب من (1 – 3) كان الهدف هو مساعدة الوزارة على تأليف كتب موحَّدة، لكن الأهداف الخفية كانت أن هذه الكتب التي ستؤلف ستكون بطريقة لا تؤدي إلى أن تمكّن المتعلمين من إتقان عملية القراءة.
كانت النتيجة أنه مُجَـرّد توليف موضوعات أُلفت ليس فيها بنية ترابطية صحيحة تؤدي إلى تعلُّم صحيح وتعلُّم جيد؛ فهذه أبرز الأضرار في هذا الكتاب أنه لم يكن بنية مترابطة، فاضطر الفريق لاعتماد الطريقة التي كانت مستخدمة في الكتابين في الشمال والجنوب والكتاب الذي في الشمال هو ألّفه خبير مصري، الوكالة كان لها دور في إرسال هذا الخبير وتأليف هذا الكتاب حتى تسير الأمور وفق ما يريدون، وهو إنه إيجاد جيل لا يتمكّن من تعلم القراءة.
من ضمن الأضرار في الكتب التي أُلفت هذه المرة أنه بحكم أن البيئة وبالذات مثلاً في سوريا وفي مصر وفي الأردن البيئة الثقافية مختلفة عن البيئة الثقافية لدينا والعادات والتقاليد، فأحياناً يعني ربما تكييف بعض الدروس من كتب هذه الدول لا يخدم البيئة ولا يتناسب مع البيئة وهذا أَيْـضاً ضرر آخر كان في تأليف هذه الكتب.
مشروعُ استثمار التعليم:
كان الهدف العام من هذا المشروع هو تمكين الموارد البشرية المتمثلة في طلبة التعليم العام في مدارس التعليم العام وتمكينهم من أن يكونوا مؤهلين للإسهام في تنمية مجتمعهم، أما الأهداف الخفية للمشروع فتتمثل في الآتي:
إضلال من يستمع إلى عنوان المشروع باستثمار التعليم بينما في الواقع مكونات المشروع لا تختلف عن مكونات مشاريع البنك الدولي الأُخرى.
الهدف الثاني أَيْـضاً إغراق البلد بالمزيد من القروض.
الهدف الثالث أَيْـضاً تضمين مكونات أثناء إعداد المشروع تخدم الممولين الرئيسيين طبعًا الممولون الرئيسيون هم البنك الدولي والوكالة الأمريكية للتنمية.
الهدف الآخر من الأهداف الخفية هو جمع معلومات استخباراتية من خلال ممثلي التنفيذ.
هذا المكون الذي كان متأخراً، وَهو مكون المناهج الذي تضمن إعداد مناهج العلوم والرياضيات واللغة العربية للصفوف من (4 – 6)، وإعداد المناهج يتمثل بالكتب مع الأدلة، كذلك أَيْـضاً إعداد أدلة لكتب الصفوف (1 – 3)؛ لأَنَّه في المشروع الأول لم تعد هذه الأدلة، فأعدوا أدلة لتلك الصفوف، وكذلك أَيْـضاً إعداد وثيقة المناهج للصفوف من (1 – 12) وثيقة متكاملة للمواد الثلاث.
أبرز الأضرار في هذا المشروع أولاً أن الأهداف الخفية في آثار مترتبة عليها، فهذا أول ضرر الآثار المترتبة على الأهداف الخفية، كذلك أَيْـضاً برامج التدريب كانت برامج ضحلة؛ فالجانب العملي فيها غير واضح، ومتابعة أثر التدريب منعدم، ولا تؤدي الأهداف المتوخاة من عملية التدريب سواءٌ أكان التدريب للموجهين أَو تدريب للمعلمين.
أضرارُ المناهج:
تسريب مواقف وموضوعات وصور متعلقة بما يسمى من قبل الأمريكيين وهو “نشر ثقافة السلام ومحاربة التطرف والإرهاب” طبعاً فيما يتعلق بالذات عند الحديث عن نشر ثقافة السلام ومواجهة التطرف والإرهاب.
يتطرقون حتى للحساسية من بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي يمكن أن تُضَمَّنَ في المناهج فيكون في توجيه من خلال الخبراء على استبعاد مثل هذه الآيات التي تحث على الجهاد.
كذلك أَيْـضاً من ضمن المفاهيم التي حرصوا عليها تسريب مواقف تؤيدها هي مسألة فصل الدين عن الدولة.
ونشر مبادئ النوع الاجتماعي.
ويكشف الجواسيس أن الأمريكيين لديهم قاعدة التدرج؛ فهم يبدؤون خطوةً خطوةً، وبالذات فيما يتعلق بالنوع الاجتماعي، حَيثُ يتم تسريب المعلومات، حتى الوصول إلى أهدافهم، حَيثُ كان المنفذ لهذا المكون هو الـ EDC والـ EDC منظمة أمريكية والعاملون فيها كلهم مرتبطون بالمخابرات الأمريكية؛ فوثيقة المناهج التي شارك في إعدادها أحد الدكاترة، والدكتورة سميرة حرفوش، وهي من العاملين في مكتب الـ EDC في أمريكا فلسطينية أمريكية وطبعاً تعمل معهم أَيْـضاً في المخابرات ودكاترة آخرين، وهذه الوثيقةُ لم تتح فرصة للوزارة لمناقشتها وإبداء الملاحظات عليها وإنما سُلِّمَت لهم كوثيقة نهائية بدون مراجعتِها.