وول ستريت: ورقة السعودية الأخيرة احترقت في اليمن.. فارمي أوراقك كاملة
ترجمة خاصة/ وكالة الصحافة اليمنية//
قالت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها اليوم الأربعاء أن السعودية أحرقت أخر أوراقها في اليمن بعد مقتل حليفها القوي علي عبدالله صالح.
ورغم ذلك، فالسعودية لا يزال بيدها أوراق أخرى، لكن ليست بقوة الرأس الذي خسرته، بحسب وول ستريت. فمقتل صالح غير مسار ديناميكية الحرب تماما، مما قد يعطي السعودية وحلفائها الإماراتيين فرصة لاستعادة المبادرة.
وتسألت الصحيفة، هل بإمكان السعودية والإمارات وحلفائهم اليمنيين أن يصلحوا الأسوار مع حزب صالح؟ وهل يمكن المراهنة على مناصري صالح في تقديم مساعدة كبيرة في الحرب ضد جماعة الحوثيين الموالية لإيران التي تسيطر على العاصمة ومناطق شاسعة من شمال اليمن.
الآن، تحاول السعودية والإمارات جاهدة رمي ما تبقى من أوراق في جعبتها لاستعادة المعنويات وحشد قوة قتالية للدفع بها لمقاتلة الحوثيين.
الحرب اليمنية، وهي جزء من حرب إقليمية تشنها السعودية بالوكالة ضد إيران، تسببت في معاناة إنسانية هائلة منذ بدء تدخل الرياض العسكري ضد الحوثيين في مارس 2015. وقالت الصحيفة الأميركية ومقرها نيويورك، أن حرب اليمن برزت أيضا كقضية مصيرية لعرش العائلة السعودية، خاصة بعد أن تمكن الحوثيون من ضرب مطار الرياض الشهر الماضي بصاروخ باليستي طويل المدى.
وقالت الصحيفة أن مقتل صالح جاء بعد أيام قلائل من نكثه العهد مع الحوثيين وتغيير وجهة تحالفه علنا نحو الرياض وأبو ظبي، مما حرم السعودية والإمارات من حليف قوي وضعت عليه كل الآمال.
ووفقا للصحيفة، فإن ما تحاول السعودية اليوم في اليمن هو محاولة كشف الغطاء الشعبي عن الحوثيين وتأليب الشعب عليهم سياسيا واقتصاديا، وهو لعبة الاستراتيجية نفسها التي يحاول السعوديون اللعب بها أيضا في لبنان.
إنها النتيجة التي يسعى السعوديون لتحقيقها في لبنان، حيث دفعوا الشهر الماضي برئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى الاستقالة من رئاسة حكومته التي تضم وزراء من حزب الله. بيد أن هذا المكر السعودي فشل في لبنان بعد عودة السيد الحريري إلى لبنان من الرياض وتراجعه عن الاستقالة، وسقط المكر السعودي بردا وسلاما على حزب الله، وفقا لوول ستريت جورنال.
الجميع يعول على ما سيجري على للأرض في الأسابيع القليلة القادمة.
وقال جيرالد فيرستين، الباحث في معهد الشرق الأوسط الذي عمل سفيرا لحكومة أميركا لدى اليمن في الفترة من 2010 إلى 2013 :”ستكون مزحة ساذجة لو أن الحوثيين تمكنوا من إدارة سلطات البلاد فعلا، إنهم يفتقرون للمهارات، وليس لديهم موظفين ولا خبرة في إدارة مؤسسات الدولة”.
وأضاف فيرستين :” إن فلسفتهم السياسية، هذا إذا كان لديهم أصلا شيء من هذا القبيل، سيكون بلا شك لعنة على الملايين والملايين من الشعب اليمني “.
لكن آدم بارون الباحث والمتخصص في شؤون اليمن في مجلس العلاقات الخارجية الأوروبية كان له رأي مغاير لفيرستين صديق الراحل صالح. حيث قال بارون :”يجب عدم التقليل من شأن قوة جماعة صغيرة متماسكة من الشعب اليمني يؤمنون بأنهم يعملون في سبيل الله “، في إشارة إلى جماعة الحوثيين.
وأضاف بارون :”صحيح أنهم قد أغضبوا الكثير من اليمنيين وهذا يشكل فرصة هائلة تحاول وسائل اعلام السعودية والإمارات أن توظفه لصالحها … إلا أن هذا الرهان قد يكوم مصيره حتما الحسرة والفشل”.