كيف تقاتل السعودية اليمن وتحمى حدودها بشباب يمنيين.. تفاصيل قصص مرعبة من وراء الحدود..؟!
تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية فيما ما وراء الحدود اليمنية السعودية، يتكشف جانباً من جوانب الحرب العبثية، التي لم تحسب لها السعودية أي حسابات منطقية تنطلق من حقائق الواقع والجغرافيا، فمنذ إندلاع الحرب في اليمن عام 2015م، وما تلتها من أزمات قوضت ما تبقى من فرص منعدمة أمام اليمن، البلد الذي مجتمعه كان وما يزال […]
تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية
فيما ما وراء الحدود اليمنية السعودية، يتكشف جانباً من جوانب الحرب العبثية، التي لم تحسب لها السعودية أي حسابات منطقية تنطلق من حقائق الواقع والجغرافيا، فمنذ إندلاع الحرب في اليمن عام 2015م، وما تلتها من أزمات قوضت ما تبقى من فرص منعدمة أمام اليمن، البلد الذي مجتمعه كان وما يزال يرى الحدود و البحار منفذ الأمان الأخير للبقاء على قيد الحياة.
في السنوات الأخيرة ضيقت المملكة العربية السعودية الخناق على الأيدي العاملة، وتعمدت إرساء سياسة ما أسمتها “سعودة المهن”، وقامت بإنشاء معسكرات خاصة لتدريب يمنيين استغلت ظروفهم القاهرة، والزج بهم في معاركها وحماية حدودها، كماشة مهدت الطريق إلى مكان واحد ” الموت ” ، العودة إلى الجحيم الداخلي، أو الانخراط في معسكرات السعودية الحدودية مع اليمن، خياران وجد آلاف اليمنيين أنفسهم أمامه، بلا حيلة، أو خيار ثالث يحفظ لهم قليلا من حياة أمنة .
الانكسارات المتتالية للقوات السعودية في جبهات الحدود اليمنية على مدى سنوات الحرب، والاستراتيجية القتالية والتخطيط العسكري لدى قوات الجيش اليمني ، أرهقت السعودية وكبدتها خسائر فادحة ، من الافراد، والعتاد العسكري ، وجعلها تدرك أن هذه الجبهة ليست سوى محرقة لقواتها في مواجهة قوات يمينة دربت أصلا للقتال في جغرافيا معقدة ، الأمر الذي اضطرها لاستقدام قوات يمنية لحمايتها، فخلال الآونة الأخيرة، وثق الاعلام الحربي مقتل الكثير من القوات اليمينة الموالية للتحالف معظمها من المحافظات الجنوبية، في جبهات الحدود السعودية، أكثر من السابق، ما يشير إلى أن السعودية زادت من الاعتماد على قوات يمنية في المواقع العسكرية في جيزان ونجران وعسير، ووثق الإعلام الحربي اخبار ومقاطع فيديو لأسرى وقتلى يمنيين يقاتلون في صف التحالف بالإضافة للإحصاءات الكبيرة لقتلى سعوديين أيضا .
تمارس المملكة العربية السعودية بحق اليمنيين حربا أخرى أكثر بشاعة، من حربها التي لم تتوقف منذ أعوام، يجد اليمني نفسه مكرها لدخولها، والمئات باتوا قتلى في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل .
أمجد محمد أحد الشباب الذين اضطرت بهم الظروف المعيشية القاهرة إلى مغادرة اليمن، والبحث في المملكة العربية السعودية عن عمل يخفف من أعباء أسرته وأطفاله، عندما وجد نفسه أمام خيار العودة إلى جحيم بلده أو الانضمام إلى معسكرات التدريب السعودية، وافق على الفور، والتحق بألاف غيره.
بعد سنة ونصف من انضمام أمجد لمعسكر سعودي في إحدى المناطق السعودية المحاذية لليمن، وفي الوقت الذي اعتادت أسرته وصول مصروفها الشهري إلى ريف إحدى القرى اليمنية، وصل خبر صاعق ينبأها ب”مقتل أمجد في الحدود السعودية اليمنية وهو يدافع عن بلده” وفقا لأقارب أمجد ، والذين قالوا أن ولدهم أخفى حقيقة عمله.
من عموم مناطق اليمن، التحق الأف من الشباب بمعسكرات التدريب السعودية، منهم من يزال يمارس عمله من هناك، فيما البعض لم يعد على قيد الحياة، ولم يساعد الحظ أسرته في القاء نظرات الوداع الأخيرة، فمن يسقط في تلك المعارك بالكاد يجد لجسده حفنة تراب، إن لم يكن فريسة الوحوش البرية في تلك المناطق الجبلية، ووفقاً لأحاديث كثيرة فإن عشرات الشباب هربوا من تلك المعسكرات وعادوا إلى اليمن، بعد أن وجدوا أنفسهم في معارك قتالية غير محددة ، وأشارت معلومات خاصة إلى أن السعودية تعتمد على القوات الجنوبية والسلفية تحديدا في القتال بالحدود وبعد أن فرت الكثير من العناصر اليمنية الأخرى حينما أدركت أن جبهات الحدود ليست سوى فخ كبير بسبب تركيز قوات الجيش اليمني على تلك الجبهات من ناحية الأفراد المدربين بمهارات قتالية عالية .
ظاهرة تجنيد الشباب اليمنيين في المعسكرات السعودية، والزج بهم في الجبهات الحدودية، ليست وليدة اللحظة، بل تمتد الى ما قبل عامين، وليست مقتصرة على الشباب الذين يتسللوا الى الاراضي السعودية بطرق غير قانونية، او الذين يتم التنسيق لهم عن طريق أقارب لهم سبقوهم الى التجنيد، ولكن تضطلع فيها أيادي عسكرية موالية للرئيس المستقيل هادي، فالمعلومات تؤكد أن ” هناك شبكة مافيا منظمة في تعز ومآرب والرياض، تتاجر بأبناء اليمن وتعز على وجه الخصوص، حيث يقدم سماسرة المافيا المكلفون باستقطاب شباب تعز التسهيلات والمغريات ابتداءً بتكاليف المواصلات ومصاريف الطريق وتذليل كل الصعاب وانتهاءً بالاستقبال الجيد”، حيث “تدير قيادات عسكرية عليا في قيادة محور تعز، وقيادات بعض الألوية العسكرية الموالية للتحالف، شبكة المافيا، وتعمل على نقل الأفراد إلى جبهات الحدود السعودية وبطريقة منظمة، مقابل مبالغ طائلة تحصل عليها هذه القيادات، حيث تحصل على كل فرد مبلغ 2000 ريال سعودي، بالإضافة إلى أخذ عمولة من الأفراد تصل إلى أخذ مرتبين أو ثلاثة أي بمعدل من 4 إلى 6 آلاف ريال سعودي”، وأكدت مصادر مطلعة أن “قرابة 500 فرد غادروا تعز، إلى جيزان ونجران، خلال الشهرين الماضيين”.