المصدر الأول لاخبار اليمن

أردوغان يصارع انعكاسات الحرب على سوريا.. طعنات واشنطن تناوش أنقرة

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //

أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن قلقه إزاء ” تدهور الأوضاع في المناطق السورية التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية والانفصالية” على حد تعبيره.

ودعا أردوغان، خلال كلمة القاها، الثلاثاء، أمام الاجتماع 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى “ضرورة المضي في مسارات إرساء السلام في سوريا”.

منذ بداية يونيو المنصرم، أخذت تركيا تبدي مواقف مغايرة، لمواقفها السابقة، تجاه سوريا، حيث كانت تركيا هي المنطلق الأهم للحرب التي تعرضت لها سوريا منذ قرابة 15 عاماً.

لكن يبدو أن أنقرة، أدركت في وقت متأخر، أنها تعرضت للاستغلال من قبل الولايات المتحدة، التي كانت وماتزال الراعي والداعم للحرب على سوريا بغرض الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.

ومن الواضح أن الارتدادات الناجمة عن فشل حرب التحالف الدولي على سوريا، وضعت تركيا في وجه تحديات، لم تكن واردة في حسابات انقرة التي وظفت كل امكانيتها لصالح التحالف، والرهان على أن الحرب ستؤدي إلى نتائج حتمية تتمثل بالاطاحة بنظام الرئيس الأسد، وما سيترتب على ذلك من فوائد ستحظى بها انقرة، دون النظر إلى ضرورة الاخذ باحتمالات أن لا تكون نتائج الحرب على سوريا تصب في مصالح تركيا.

ويبدو أن اندفاع انقرة الساذج وضعها اليوم في موقف مذل، لا يتناسب مع مكانة تركيا، والسبب ليس ردة فعل انتقامية من قبل سوريا، بل من الشريك الأمريكي لتركيا في الحرب.

العام الماضي طلق الرئيس التركي تصريحات غاضبة، من قيام واشنطن بمواصلة تسليح الجماعات المناوئة للنظام السوري في مناطق سيطرة المعرضة، كانت تلك التصريحات بمثابة الشرارة التي كشفت عن عمق الخلافات القائمة بين واشنطن وانقرة، حول سوريا. قبل أن تتجه الصورة إلى مزيد من الوضوح لاحقا.

حيث أصبحت واشنطن أكثر جراءة في توجهاتها لاستخدام ورقة الأكراد ضد سوريا، ضاربة عرض الحائط بمحاذير تركيا حول تشجيع مساعي الأكراد لإقامة دولة مستقلة. والتي تمثل أكبر تهديد للدولة التركية، نظرا لما يمكن أن ينجم عن تلك “الدولة” من مخاطر قد تؤدي إلى فصل تركيا إلى قسمين، بحكم تواجد الاكراد في مناطق تمتد من شمال إلى جنوب تركيا. إلى جانب تقوية النزعة الانفصالية لدى أكراد تركيا في حال ولادة “دولة” خاصة بهم على الأراضي السورية. إلى جانب مجموعة من العوامل التي تعمدت انقره اغفالها، مثل ارتداد الجماعات الإرهابية من داخل سوريا إلى تركيا، وإمكانية استغلال تلك الجماعات بغرض دفع تركيا إلى تقديم تنازلات لصالح قوى دولية على رأسها الولايات المتحدة. إلى جانب حالة الضغط التي تتعرض لها انقرة نتيجة الجرائم التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في تركيا.

فقد شهدت مناطق سيطرة قوات الاحتلال التركي شمال حلب، مواجهات مسلحة بين الجماعات التي كانت مدعومة من انقرة، وقوات الاحتلال التركي في يوليو الماضي، في واقعة كانت الأولى من نوعها منذ تدخل تركيا العسكري مباشر في سوريا، الأمر الذي عده الكثير من المراقبين مؤشرا على إمكانية تصاعد التحركات المناوئة للوجود العسكري التركي في سوريا.

ولا يبدو حتى الآن أن الحكومة السورية، تبدي أي حماس للتقارب مع انقرة، رغم أن الأخيرة أعلنت رغبتها في احداث تقارب مع دمشق، وبما يشير إلى أن على تركيا أن تجري الكثير من المراجعات لمواقفها قبل الشروع في تقديم العروض للتقارب مع سوريا، وطي صفحة مؤلمة اختارت فيها انقرة انتهاج سياسة افتقرت لأبسط معايير الاتزان في التعامل مع جارتها الجنوبية سوريا.

قد يعجبك ايضا