المصدر الأول لاخبار اليمن

ميزان القوى الكلي قواعد استمرار الحياة الثلاث.. الخالق والجغرافيا والبشر

تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//

سمها ما شئت اقانيم/ قواعد /أسس /اعمدة فهذه الثلاثية كانت أصل الحياة ومصدر ارتقائها وتطورها حتى بلغنا يومنا.

وهي الباقية كفعل مؤسس وقاعدة ارتكاز لكل واي تطور وارتقاء.
والحاكمة في تقرير نواتج الحروب وخاصة الحرب الوجودية والمصيرية.

خلق الله الطبيعة كاملة كمصدر للحياة ثم البشر واطلق يدهم وجعلهم قبائل ليتعارفوا والتعارف اخذ اشكالا ومسالك متنوعه منهم من تكاملوا وتفاعلوا ومنهم من تدافعوا واحتربوا فتشكلوا جماعات ثم هويات جمعية ويرتقون ليصيروا بشرا كاملي الإنسانية تحكمهم آياته وشؤون خلقه ليتفاعلوا لخيرهم وتحقيق اكتمال انسانيتهم احرار متساوون كما يخلقون وعلى ما يموتون ويدفنون.

كيفما قرأنا مسارات التاريخ البشري منذ الخلق وحتى الساعة سنجد ان الثلاثية هي الحاكمة والمقررة فيما سيكون.

تفترق احيانا وقد يطول افتراقها ثم تجتمع وتقرر كلما احتاجت البشرية لنقلة نوعية تقتضي دفن الماضي ومجاوزته.

تجلت وتتجلى فاعليتها في الحروب.

تمكن الغزاة الغربين من امريكا والعالم الجديد بسبب الجغرافية والبشر عددا وعده ومستوى تطور.

هزم الغزاة في الصين والهند والعرب والمسلمين بسبب الجغرافية والبشر.
شكلت روسيا عبر التاريخ مقبرة الامبراطوريات وافغانستان واليمن مقبرة الغزاة بفعل الجغرافية والبشر وفيها جميعا تجسدت ارادة الخالق وغايته.

تشكلت منطقتنا وخاصة المثلث بزواياه الذهبية الثلاث لصناعة تاريخ مستقبل البشرية بفعل الجغرافية والبشر وشكلت بغداد وبيروت والقدس الزوايا الذهبية حيث لم تنتصر قوة وتصبح اقليمية او عالمية ما لم تنتصر في واحدة وكل امبراطورية مهما بلغت تغيب وتندثر ان هزمت في واحدة منها.

هذه حقائق مثبته في كتب المؤرخين واثار الغزاة والإمبراطوريات وتعود للفاعلية كلما احتاجت البشرية لنقله نوعية واستوجب دفن القديم.

في الجغرافية والبشر تجسدت ارادة الخالق بان ارسل الانبياء والرسل فيها ومنها خرجت اولى نتاجات البشر الحضارية والنوعية ففيها دجنت الحيوانات ومنها خرج اللون والحرف والحرفة وقواعد ونواظم التقاضي والانتظام العام.

وشهدت احتضان الرسالات السماوية واول عمران واهم واذكى الامبراطوريات واكثرها انسانية واجتماعية.

فيها وفي ايامنا الجارية تعصف حرب وجود ومصير وعصفها في الزمان والمكان اشارات وارهاصات لاتحاد الاقانيم الثلاث؛ فقد طال مخاض ولادة العالم الجديد وقاتلت المنطقة وشعوبها في حرب عالمية عظمى لكلفتها وشدتها ومدتها لخمسة عقود وتفردت بتخليق مقدمات وبيئات التغيير على الصعيد العالمي وفيها ومعها هزمت امريكا وعالمها وهي متوجه حاكما عالميا مطلقا ومتفردا بعنجهية وقد استسلمت القارات والامم.

حاولت روسيا في اوكرانيا بعد ان اشتد ساعدها من المنصة السورية وعبر عاصفة السوخوي ان تدفع الضرر عنها في اوكرانيا وارادتها عملية عسكرية خاصة الا ان موجبات ومهام دفن العالم الانجلو ساكسوني حولتها الى حرب شاملة وكانت محاولة لعملية قيصرية لتامين ولادة لعالم الجديد ولم تنجح.

فقررت الجغرافية والبشر وارادة الخالق ان تعود المهمة لغزة وهي الحارس لساحل الشام وبره ولبيروت وبغداد وهي زوايا الذهب المكملة لمثلث تصعيد او اسقاط الامبراطوريات فليس بغريب ان تنخرط امريكا وعالمها المهيمن في الحرب الجارية وهذه ايضا اشارة ومؤشر ودليل على طبيعة الحرب وما سيكون.

فالقيصرية من الخاصرة العربية الإسلامية ستنجح بالتوليد ودفن العتيق المتجبر  والذي قام ويستمر بالحروب وابادة البشر.

فالبشرية والحياة الانسانية تقتضي التخلص من جيفة القديم لتعبر البشرية الى عصرها الحضاري الثالث ومن بوابة ساحل الشام وبره وفي اركان العربية شرقها وغربها وجنوبها وشمالها وتتفق الاعمدة الاقانيم الثلاثة وتتحد في جهد ولو دموي ومكلف من البشر والعمران لتصفية الغزاة وانهاء ظاهرة الدول والنظم التي جرى تصنيعها قسرا وعلى حساب الجغرافية والبشر وعنوة عن حقائق الأزمنة ومسارات التاريخ كما تجسدت بتصنيع امريكا نظاما لا دولة ولا امه مكتملة الاركان لتحقيق غايات ومصالح الشركات وفرخت اسرائيل على نموذجها واسندتها بكيانات ونظم وحكم نخب واسر لتتخادم. الجاري يعني ان ساعة زوالها دنت وازفت لاعادة هيكلة الجغرافية والنظم وتعود المنطقة وجغرافيتها وبشرها حاكمون ومولدون للجديد بعد ان استعصت الولادة وطال المخاض.

غدا فاعلية الجغرافية والبشر واردة الخالق في هذه الحرب الوجودية الجارية المحكومة بالنصر وازالة غدة الاستيطان المصنعة والجائحة التي وطنت قسرا في جسد الجغرافية لنهب البشر وثرواتهم واقعادهم عن الفعل وانتاج ما خصصهم به الخالق.

كيف فعلت وتفعل الجغرافية والبشر في الحرب الوجودية لتجسيد الجارية لتجسيد ارادة الخالق .

كاتب ومفكر ومحلل سياسي لبناني.

قد يعجبك ايضا