تحليلات/وكالة الصحافة اليمنية//
تغيرت طبيعة المعركة على الحدود مع غزة وبدأت تأخذ طابعاً يغلب عليه الطابع “سايبري”، كانت تعتقد “إسرائيل” بأنها ستبقى متفوقة في هذا النوع من الحروب لكونها تضع كل ثقلها العلمي والعسكري والمالي في دعم الوحدات العسكرية المسؤولة عن قيادة “الحروب السايبرية” ولاسيما وحدة 8200 التي تعدّ ذراع التنصّت الإسرائيلي الهائل، واعتبر كيان الاحتلال أن عملية “الجرف الصامد” عام 2014 ضد قطاع غزة تمثّل أول حرب عالمية للتنصت.
ولكن ما جاء بعد العام 2014 كان صادماً للاحتلال الاسرائيلي فقد شهدت السنوات القليلة الماضية تطوّراً هائلاً في القدرات الاستخباراتية لدى المقاومة الفلسطينية تنمّ عن حنكة وذكاء إلكتروني كبيرين عملت المقاومة على تطويرهما، إذ تمكّنت المقاومة الفلسطينية من إحداث نقلة نوعية في هذا المجال واستطاعت اختراق الأجهزة المحمولة لجنود الاحتلال وتمكّنت من جمع معلومات عن أنشطة وتحركات وانتشار قوات الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود مع قطاع غزة.
ويوم الخميس ذكرت القناة العاشرة العبرية أن شركة أمن إلكتروني إسرائيلية، قالت: إن حركة “المقاومة الإسلامية” (حماس) طوّرت تطبيقاً يمكّنها من اختراق هواتف الإسرائيليين، وبحسب شركة “كلير سكاي”، فإن تطبيق IsraelAlert (منبّه إسرائيل)، هو من تطوير حركة “حماس”، وتم وضعه على موقع إلكتروني مزيّف.
وتهدف الحركة من خلال التطبيق الذي يحمل برنامج تجسس، بحسب الشركة إلى اختراق أجهزة كل من يقوم باستخدامه عن طريق الهاتف، وعلى أثره حذّرت القناة العبرية الإسرائيليين من استخدام التطبيق الذي قالت إنه يشبه تطبيقات “الضوء الأحمر” التي تحذّر حامليها من إطلاق صواريخ أو قذائف من غزة.
وهناك عدة تطبيقات إسرائيلية متصلة بمنظومة رصد الصواريخ وقذائف الهاون (التي تطلق من غزة)، وتعمل في الوقت ذاته مع انطلاق صفارات الإنذار، وبحسب الشركة الأمنية الإسرائيلية، فإن ناشطي حركة “حماس” يحاولون الترويج للموقع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وسبق أن تمكّن ناشطون في الحركة من اختراق مئات هواتف الجنود الإسرائيليين وغيرهم، وتحكّموا بها عن بعد من خلال تشغيل الكاميرا وسحب ملفات ومراقبة المحادثات.
كيفية اختراق هواتف الجنود الإسرائيليين
اخترقت كتائب القسام هواتف ذكية لضباط وجنود إسرائيليين في الجيش النظامي وفي الاحتياط وضباط في هيئات الأركان الميدانية وهيئة الأركان العامة، وتمكّنت بذلك من فتح حسابات مزيّفة ووهمية بوسائل التواصل الاجتماعي مليئة بصور فتيات جميلات.
المخترقون تواصلوا عبر تلك الحسابات بالجنود، وأجروا معهم محادثات مطوّلة، بعدما ركبوا فيروسات بإمكانها السيطرة على هواتف عشرات الجنود، حسب تصريح لمسؤول عسكري إسرائيلي.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت، نقلاً عن مصدر إسرائيلي، أن أعضاء حماس تواصلوا مع الجنود الإسرائيليين بلغة الشباب، وأقنعوا العشرات منهم بتحميل تطبيقات مزيّفة تسمح بالسيطرة على هواتفهم المحمولة.
واعترفت شعبة الاستخبارات والجيش الإسرائيليان يوم الأربعاء 11 يناير/كانون الثاني 2017 بأن حركة حماس نجحت في التنصت على اتصالات لضباط وجنود إسرائيليين، واعتبرت هذا الاختراق تطوراً في غاية الخطورة.
قبل حوالي العام سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بالنشر عن أن حركة حماس تنفّذ عمليات “سايبر” في الفضاء الالكتروني تستهدف من خلالها جنوداً إسرائيليين، وتمكّنت من اختراق أجهزة الهواتف المحمولة لعشرات الجنود، وأن جهاز الأمن الإسرائيلي بدأ عملية مضادة أطلق عليها اسم “قتال الصيادين”.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين أمنيين قولهم إن عمليات تقصي حقائق وتحقيقات أجرتها دائرة أمن المعلومات في الجيش الإسرائيلي ووحدة “السايبر” الدفاعية التابعة لشعبة التصنت والشاباك، تبيّن أن حماس استهدفت هواتف محمولة كثيرة لجنود وضباط إسرائيليين، وبينهم جنود وضباط بالاحتياط.
ووفقاً لهذه المعلومات وانتشارها بهذه الكثافة اضطرت دائرة أمن المعلومات في الجيش الإسرائيلي استدعاء عشرات الجنود للاستجواب، وأخضعت هواتفهم المحمولة لعملية مسح معطيات، وهي الطريقة الوحيدة من أجل منع عمل التطبيقات الذكية التي زرعتها حماس.
ولاحظ الجيش الإسرائيلي طوال العام الماضي، وجود أنشطة هجومية تكنولوجية أخرى من جانب حماس، بينها دخول ونشاط تجسسي في مئات مجموعات الجنود في “فيسبوك”، وبينها مجموعات مفتوحة وأخرى مغلقة والتي يستخدمها الجنود من أجل الحفاظ على اتصالاتهم مع أصدقائهم في وحدة قوات الاحتياط أو في السرية والكتيبة وفي جميع الأذرع والأسلحة.
على ضوء ذلك تقرّر في الجيش الإسرائيلي تشديد التعليمات حول استخدام الجنود لشبكات التواصل الاجتماعي، وستصدر قريباً تعليمات تمنع الجنود والضباط من نشر صور من الخدمة العسكرية أو التسجيل على صفحة تواصل اجتماعي أنه جندي أو ضابط وخاصة الذين يخدمون في وحدات حساسة.
ويعتزم الجيش الإسرائيلي التوجّه إلى أكثر من ثلاثة آلاف مجموعة عسكرية من جنوده وضباطه، ومطالبتهم بعدم المصادقة على ضم أصدقاء جدد إلى هذه المجموعات.
ختاماً.. أفادت صحيفة “معاريف” العبرية، في 3 يوليو/حزيران الماضي، بأن الجيش الإسرائيلي بدأ عملية توعية كبيرة لجنوده تتعلق بالتعرف على الطرق الحديثة لحركة حماس في التجسس على القوات الإسرائيلية، وكان الجنرال، يتسحاق بريك، رئيس لجنة التظلّمات والشكاوى السابق بالجيش الإسرائيل، قد ذكر في التاسع والعشرين من يونيو/حزيران الماضي، أن الجيش الإسرائيلي ليس مستعداً لأي حروب قادمة، لمجموعة من الأسباب، من بينها تسريح ضباط رفيعي المستوى، وانخفاض مستوى التدريبات العسكرية، واختراق الهواتف الذكية.