الخليج//وكالة الصحافة اليمنية//
دعت صحيفة الغارديان البريطانية الإعلام الغربي إلى مراجعة حساباته فيما يتعلَّق باعتقادهم أن “ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، سيكون قائداً وأميراً ليبرالياً ينقل السعودية إلى واقع آخر”.
فلقد أظهرت سياسات بن سلمان -كما تقول الصحيفة- حقيقته، خاصة ما جرى مؤخّراً مع كندا، عندما قطعت السعودية علاقاتها مع أوتاوا على خلفية تغريدة طالبت فيها وزارة الخارجية الكندية بالإفراج عن الناشطة السعودية سمر بدوي.
وفي مقال للكاتبة نسرين مالك، تقول: “إن بن سلمان أبعد ما يكون عن كونه الأمير الحداثي، كما وصفته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، التي قالت عنه -في إطار سعيها للترويج لحملته بتحديث المملكة- إنه يقود الربيع السعودي”.
وتستدرك الصحيفة البريطانية: “لكن واقع الحال يؤكّد أن كل حملة قادها بن سلمان تحوّلت إلى مستنقع”، في إشارة على ما يبدو إلى حملة الاعتقالات بحق الناشطين، والحرب التي تشارك فيها الرياض باليمن.
وتتابع الكاتبة: “لا تزال حرب اليمن التي قادها بن سلمان تعرّض سمعة السعودية للخطر عالمياً؛ بسبب الانتهاكات الكبيرة التي تُرتكب هناك”.
في حين أصبح الحصار الذي فرضه مع الإمارات والبحرين ومصر على قطر، منذ أكثر من عام، “تافهاً ومكلفاً”، غير أن النمو الاقتصادي القطري استمر، في وقت تعاني السعودية من صدمة انهيار الاستثمار الداخلي.
كل ما فعله بن سلمان، والقول للكاتبة، هو السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، في وقت أثرت سياساته الداخلية حتى في العلاقات العامة الجيدة التي كانت سائدة في المجتمع السعودي.
وترى أن وقوف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلف بن سلمان يمكن أن يكون سبباً في هذه السياسات المتهورة، مضيفة: “لا يمكن فصل سلوك السعودية المتقلّب عن تشجيع ترامب (..) حتى المعركة مع كندا كانت مطلوبة بالنسبة له”.
وتؤكد الكاتبة أن الغرب كثيراً ما تغاضى عن تصرفات السعودية بسبب قدرتها على عقد صفقات أسلحة مربحة بالنسبة إلى تلك الدول، ولكن يبدو الآن أن هناك شعوراً بضرورة مراجعة العلاقة مع السعودية.
وتتابع: “خاصة أن مستحضرات التجميل التي حاول من خلالها ولي العهد تجميل أفعاله تساقطت؛ فقبل كندا كانت ألمانيا والسويد، فضلاً عن تورطه في اليمن وقطر ولبنان”.