بطريقة مدهشة يستحضر بعض الاعلام والسياسيين اوهام ويصنعون خيالات ويتعاملون معها كحقائق ناجزة.
استدعاء هوكشتاين لبناء حملات اعلامية واشغال العالم الافتراضي. وافتراض انها اصبحت حقائق بديلة عن نتاجات الميادين صناعة خاسرة.
يأمل محبي هوكشتاين ومستعجلي التسويات تمرير اتفاق يلزم لبنان ومقاومته بالاستسلام وتبديد السيادة وتحويل الجيش الوطني حامي السيادة والامن والاستقرار الى شراذم جيش حداد ولحد. وكان السلاح والرجال منسحبون من وعدهم لسيد الوعد الصادق. فينبري الاعلاميون بالترويج لسيناريوهات ويستحضرون أدوات من تخيلاتهم خلبيه وغير فاعلة او غير موجودة اصلا.
بعضهم يريد قوات دولية لتصوين الحدود اللبنانية من كل الجهات لحماية اسرائيل وتامين مستوطنيها في الشمال. واخرون يتعاملون مع الجيش قيادة وضباط وجنود وكأنهم قبلوا وظيفة انطوان لحد وجيشه. فيقررون نشره على الحدود لتهجير الجنوبين وتجريدهم من السلاح لحراسة وتامين المستوطنين. ويراهنون على تعزيز قوات الطوارئ عددا وسلاحا وتسليمها الامن والسيادة على الجنوب وكامل حدود لبنان البرية والبحرية.
هكذا نستخلص ان الهبل والتوهم والتخيلات المتشكلة عند المعادين للمقاومة والعاملين في خدمة إسرائيل واصحابها في الغرب المتوحش يذهبون عقولهم ويطلقون العنان لخيالات لا قابلية لتحقيقها بل يستحيل تصنيع ادوات قادرة.
فالجيش يا انتم؛ جيش الوطن وقسمه الشرف والتضحية وضباطه وجنده لبنانيون وطنيون تخلت عنهم المنظومة وجوعتهم. وحرمتهم امريكا وسفارتها من السلاح والقدرات وتعاملهم كمجرد طالبي العيش بالمساعدات بوهم تحويلهم لعملاء ولجيش لحدي.
هذا هدف يستحيل تحقيقه ولا يقبله منتسب للجيش فمصير حداد ولحد وجيشهم العميل ماثل في الاذهان.
الجيش بهويته وتركيبته وعديده يعكس التشكيلات السياسية والاجتماعية والطائفية اللبنانية ولن يتوحد ولن يبقى اذا ورطه احد وكلفه بمهمة لا وطنية ومتعارضة مع قسمه ووظيفته وقيمته وسينهار ويتشظى ولن يبقى له وفيه ما يجعله قادر على تحقيق رغبة نتنياهو هوكشتاين والسفيرة الامريكية.
اما القوات الدولية فعديدها ودولها وسلاحها يجعلها اعجز من ان تحمي دورياتها ومقراتها وبعد الاعتداءات الإسرائيلية عليها وعجزها عن حماية نفسها ودورها ناهيك عن حماية الجنوبين يجعل من دورها الحالي في شك كبير فكيف اذا اسندت لها مهمة نزع سيادة لبنان وتهجير الجنوبين لتامين مستوطنات الشمال؟؟
اما استصدار قرار من مجلس الامن لتشكيل قوات دولية او انتداب قوات اطلسية امريكية على الحدود البرية والبحرية اللبنانية في ظل التوازنات العالمية وفي مجلس الامن اقرب الى حلم ابليس بالجنة. اظف؛ لن تجد دولة واحدة مستعدة لتامين عديد فغالبية الدول باتت تتمرد على الإملاءات الأمريكية وتعرف ان نتنياهو مطلوب للجنائية الدولية. واوروبا واتحادها متورطة في حرب تخسرها في اوكرانيا وعاجزة حكوماتها عن تامين الانخراط في حروب لحماية اسرائيل وتامين مستوطنات الشمال. اما امريكا والاطلسي فقد جربت حظها في ١٩٨٣ وهربت تحت النار.
من اين ستتأمن الادوات؟ وهل من قوة او بيئة اجتماعية لبنانية تقبل مهمة الخيانة والتآمر لتامين مستوطنات الشمال؟.تجربة الحرب الاهلية واجتياح ال١٩٨٢ وهروب الاطلسي والمارينز وانفجار الكانتونات على نفسها وحروبها وتخلي اسرائيل عن ادواتها وتركها لمصيرها وما ال له مصير جيش لحد ومنتسبيه بادية للعيان وطازجة في الذاكرة….
عبثا تأملون وتتوهمون وحصادكم العاصفة كزارع الريح.
انها حرب وجودية ومصيرية وحرب الحساب المفتوح مع اسرائيل.
اما عن مستقبل ومصير المراهنين على اسرائيل والعاملين بأمرتها يوم تخسر الحرب ولا يعود لها مكان في المنطقة.