تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
في الوقت الذي يجري في الحديث عن قرب إعلان تسوية في لبنان يصب العدو الاسرائيلي كل حقده وإجرامه على لبنان عبر تصعيد الغارات الجوية التي شملت اليوم مناطق جديدة في العاصمة اللبنانية بيروت خارج إطار الضاحية الجنوبية الى جانب القصف العنيف للضاحية الجنوبية، ومناطق الجنوب اللبناني.
قوات الاحتلال أعلنت ظهر اليوم في بيان أن ثماني طائرات حربية قصفت 20 هدفا في بيروت “خلال 120 ثانية”، بعد ظهر اليوم ادعى ف انها “مراكز لحزب الله”، في حين أكد النائب عن حزب الله، أمين شري، ان لا مرافق لحزب الله في المناطق التي استهدفتها غارات العدو الاسرائيلي في بيروت اليوم، وهو ما يؤكد ان هذا القصف العنيف كان هدفه إرهاب اللبنانيين قبل إعلان إتفاق وقف إطلاق النار، فيما إذا تم إعلانه خلال الساعات القادمة حسب الاخبار التي تتداولها العديد من وسائل الاعلام ويصرح بها المسؤولون الامريكيون.
وشن طيران الاحتلال، تسعة وعشرين عدوانا جوياً على الضاحية الجنوبية واستهدف مبنى سكني بمنطقة النويري في بيروت، ما أدى إلى انهياره بالكامل، ووقوع أضرار في المكان ، وإستشهاد سبعة مواطنين وإصابة 37 أخرين.
كما شن جيش الاحتلال غارة على محلة بربو في بيروت ما أدى الى استشهاد مدني ، وإصابة 6 آخرين ، وغارة على منطقة السفارة الكويتية ، فيما لا تزال التوقعات بأن تشهد مناطق أخرى في بيروت غارات خلال الساعات القادمة خصوصا وان جيش الاحتلال قد أصدر تهديدات لاستهداف مناطق في العاصمة بيروت وهي : رأس بيروت ، والمزرعة ، ومصيطبة ، وزقاق البلاط .
وجاءت الغارات التي شنها طيران الاحتلال على بيروت تزامنا مع غارات أخرى استهدفت مدن صيدا وشقرا ، وبعلبك ، وبلدة كفرشوبا ، وقضاء النبطية وعدد من البلدات في جنوب لبنان أدت إلى سقوط شهداء وجرحى.
وتظهر الغارات القوية التي استهدفت العاصمة اللبنانية بيروت ومناطق الجنوب بأن هدف الاحتلال إلى جانب زرع الرعب في قلوب اللبنانيين إرسال رسالة للداخل الاسرائيلي بأن جيش الاحتلال وافق على الاتفاق من موقع القوة وليس من موقع الضعف ” بمعنى انه أراد تسجيل انتصار وهمي لتسويقه للداخل الاسرائيلي وإقناعه بان جيش الاحتلال حقق إنتصاراً في لبنان .
ووفق مراقبين فان ” نتنياهو ” بحاجة الى هذا الإنتصار الوهمي لتسويقه للجمهور الاسرائيلي الممتعض أصلاً مما يحدث في لبنان، حيث يعتبر الكثير داخل كيان الاحتلال الذهاب الى تسوية في لبنان هزيمة، خصوصا وان وعود “نتنياهو ” في إقامة شريط أمني جنوب لبنان ، والقضاء على قدرات حزب الله تبخرت حيث مايزال حزب الله يحتفظ بقدراته وبإمكانه إلحاق ضرر كبير يـ”إسرائيل”.
ويعكس الهجوم الجوي العنيف من قِبل قوات الاحتلال الافلاس السياسي والعسكري الاسرائيلي حيث من السهل جدا على جيش الاحتلال استهداف المدنيين، ولكن هذا لا يعتبر انتصارا لجيش الاحتلال فالحرب ليست بين جيش الاحتلال والمدنيين، بل بين جيش الاحتلال والمقاومة اللبنانية، التي مازالت باقية، وتؤكد المؤشرات ان حزب الله سيظل قويا، ولن يستطيع أحد فرض رؤيته عليه لا الكيان الاسرائيلي، ولا غيره، و يبدو أن ضربات حزب الله الصاروخية المكثفة التي نفذها حزب الله اليوم، منعت الاحتلال الإسرائيلي من رسم تفاصيل المشهد الأخير، مع العلم أنه لم يحدث أن قام الكيان الصهيوني بإنهاء حرب يكون فيها متفوقا، مما يؤكد للجميع أن الاحتلال الإسرائيلي كان لابد أن يوافق على الاتفاق لانقاذ ما تبقى للاحتلال.