القدس المحتلة/وكالة الصحافة اليمنية//
سادتْ حالة من الغضب في أوساط المستوطنين في شمال الأراضي المحتلة بعد إعلان وقف إطلاق النار مع لبنان وبدء عدد من سكان بلدات الجنوب اللبناني بالعودة إلى مناطقهم، وإزالتهم لأعلام الاحتلال، والتقاطهم الصور مع شارة النّصر.
ونقل موقع “واينت” العبري، تصريحات العديد من المستوطنين النازحين عن مستوطنات شمال الأراضي المحتلة، التي قالوا فيها إنهم “لا يشعرون بالأمان عند العودة، فالاتفاق بالنسبة لهم أعرج ويعيد الوضع تماما إلى ما كان عليه”.
ويأتي ذلك بينما يتجه المستوطنون إلى البقاء في الأماكن التي تم النزوح إليها حتى نهاية العام الدراسي على الأقل، بينما قال عدد من هؤلاء المستوطنين: “نحلم باللحظة التي يمكننا فيها العودة إلى منزلنا في كريات شمونه”، وفي الوقت نفسه، نريد أن نعود بأمان تام، ونمنح أطفالنا الحرية، ونشفي أرواحهم، ونعيدهم أصحاء نفسيا”.
وقالت صحيفة “كالكاليست” العبرية، إن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال “الإسرائيلي” قوبل بانتقادات لاذعة من رؤساء البلديات وسكان المناطق الشمالية. وأكد رئيس مجلس مستوطنة المطلة شمال فلسطين المحتلة، أن 70% من منازل المنطقة دمّرت بفعل صواريخ حزب الله المتواصلة، مضيفًا أن عملية إعادة الإعمار ستسغرق عامين على الأقل. وعبَّر رئيس بلدبة “كريات شمونة” عن غضبه عقب اتّفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وقال ” لست مستعداً لعودة المستوطنين مثل الماشية للذبح وأنا لا أشعر بالأمان لتربية أولادي في “كريات شمونة”، واصفًا الاتفاق بأنه “اتفاق استسلام” . وأكد أن السكان سيعودون إلى مناطق مدمرة بدون ضمانات أمنية حقيقية. وأضاف “انتقلنا من الحديث عن نصر كامل إلى حالة استسلام، مما يعرض سكاننا للخطر مجددا”.
وأشار إلى أن “الحكومة” أهدرت فرصة للتعامل بشكل جذري مع التهديدات الأمنية والاجتماعية.
وتظهر بيانات رسمية أن الحرب أسفرت عن أكثر من 2700 حالة ضرر في القرى القريبة من الحدود مع لبنان، تشمل منازل ومرافق عامة.
وفي مناطق مثل عكا وطبريا وحيفا، تم تسجيل ما يقارب 9 آلاف حالة ضرر في المباني، وأكثر من 7 آلاف حالة ضرر في السيارات، بالإضافة إلى حوالي 340 حالة ضرر في البنية التحتية الزراعية، وفق ما ذكرته صحيفة “كالكاليست”.
وفي وقت سابق، نقلت قناة (آي 24 نيوز) العبرية قول رئيس بلدية حيفا يونا ياهف، إن “المدينة تعاني من وضع اقتصادي صعب جدًا بعد إغلاق المحال التجارية إثر صواريخ حزب الله”.
وأضاف ياهف “لجنة المالية بالكنيست لا تفهم أو تعرف ما يجري فيها من أحداث رهيبة وخطيرة، فحيفا مستهدفة، والاقتصاد ينهار والمدينة راكدة اقتصاديا بعد إغلاق المحلات”.
وبدوره، قال رئيس بلدية نهاريا رونين مارلي، إن “تل أبيب” فشلت في توفير الأمن لمواطنيها، وأهدرت أموالا ضخمة من ميزانيتها دون جدوى.
وأصدرت جمعية الفنادق “الإسرائيلية” تقريراً أظهر التدهور الذي يعانيه القطاع السياحي في كيان الاحتلال، مع استمرار الحرب منذ نحو 14 شهراً.
وأشار تقرير أصدرته الجمعية، إلى توقف السياحة في “إسرائيل” بنسبة 20%، في حين انخفضت الإقامات الفندقية في أكتوبر 2024 بنسبة 29% عن الشهر من العام الماضي، لتبلغ عائداتها 1.58 مليون شيكل (نحو 0.4 مليون دولار).
وأُغلق 90 فندقاً في كيان الاحتلال، علماً بأنّ مزيداً منها كان ليغلق أبوابه لولا استضافة المستوطنين الذين أرغموا على الخروج من المستوطنات الشمالية والجنوبية، التي لا تزال تتعرّض للاستهدافات من المقاومة في لبنان وقطاع غزة. أما الإقامات السياحية الدولية فاختفت تقريباً، بحسب التقرير، بحيث لم يتم تسجيل سوى 120 ألف ليلة مبيت للسياح في أكتوبر الماضي.
وقد سجّلت تسجيل 1.6 ملايين إقامة سياحية فقط في 2024، بانخفاض عن 7.5 مليون في العام السابق. وبلغ متوسط إشغال الغرف على مستوى “إسرائيل” الـ51% في أكتوبر، بانخفاض عن 63% في العام الماضي، ليسجّل بذلك أدنى معدّل إشغال شهري في 2024.
كما انخفض السفر بين المناطق داخل كيان الاحتلال، بسبب الصراع في الشمال، حيث كانت المدن الكبرى مثل حيفا (شهدت انخفاضاً بنسبة 51%) وطبريا (45%) والناصرة (80%) هي الأكثر تضرراً.