برميل ديناميت قابل للانفجار.. صراع النفوذ بين أمريكا وتركيا في سوريا يتفاقم
بعد مرور قرابة عشرة ايام على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، أخذت الأوضاع مسارا لايدعو للتفاؤل، من تصاعد صراع الهيمنة على البلاد بين تركيا والولايات المتحدة.
تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//
يبدو أن الحلفاء الذين اتفقوا على اسقاط نظام الأسد لم يجروا أي ترتيبات فيما بينهم حول الخروج بسوريا إلى بر الأمان، ويبدو أن تجاهل الترتيبات بين الولايات المتحدة وتركيا، كان ناجما عن نوايا مضمرة احتفظ بها كل طرف بشكل سري عن الآخر، على أمل فرضها أمرا واقعا داخل سوريا، دون النظر إلى حجم التبعات التي قد يدفعها الشعب السوري، نتيجة صراع الولايات المتحدة وتركيا للسيطرة على سوريا ما بعد الأسد.
تزايدت وتيرة القلق والتخوفات المحلية والإقليمية والدولية من التطورات المتسارعة في شمال سوريا خشية من أن يدفع توتر الأوضاع بين القطبين الداعمين للفصائل السورية المسلحة التي سيطرت على نظام الحكم في سوريا في 8 ديسمبر الجاري، إلى الانزلاق نحو المجهول.
وفي السياق، عبرت الأمم المتحدة على لسان مبعوثها الخاص إلى سوريا “غير بيدرسون” في إحاطته لمجلس الأمن اليوم الثلاثاء، عن القلق من التصعيد في شمال شرق سوريا، داعياً واشنطن وأنقرة إلى خفض التصعيد مؤكدا أن الوضع في سوريا بشكل عام لا يزال هشاً.
ويرى المراقبون أن تدهور الوضع الأمني بين أمريكا وتركيا وفصائلهم المسلحة ازدادت وتيرته بعد ساعات من فشل واشنطن في إبرام اتفاق تسوية شاملة بين الفصائل السورية المسلحة بقيادة ما يسمى “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا و”مجلس منبج العسكري” التابع لقوات “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة بمدينة منبج في ريف حلب الشرقي وفي مدينة عين العرب “كوباني“.
ويتصاعد الخلاف بين القطبين المتناحرين وفصائلهما المسلحة بسبب طموح أنقرة في بناء قاعدة عسكرية وذلك ضمن مساعي الأخيرة لتعزيز وجودها العسكري في شمال سوريا في إطار مشروعها لتوسيع نطاق السيطرة على مناطق جديدة في محيط عين العرب (كوباني) ومدينة الطبقة وصرين.
تصعيد أمريكي
القوات الأمريكية في سوريا سارعت في استعراض عضلاتها من خلال اقتحام محافظة الرقة ورفع العلم الأمريكي في عدد من مناطق الرقة وعين العرب كوباني.
كما تجولت العربات والمدرعات الأمريكية أمس الإثنين و اليوم الثلاثاء، داخل شوارع مدينة عين العرب.
اليوم الثلاثاء، حذّرت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، من أن تركيا تخطط لاحتلال كامل الأراضي السورية.
وتعهّدت “قسد” خلال في بيان، بـ”التصدي لأي هجماتٍ محتملةٍ للاحتلال التركي وفصائله الإرهابية على كوباني، وإلحاق الهزيمة بهم والدفاع عن هذه المدينة، التي حافظت على كرامة الإنسانية بهزيمتها لتنظيم داعش الإرهابي” . حسب تعبير البيان.
تصعيد تركي
وأدى الصراع المحتدم في شمال شرق سوريا، خلال التسعة الأيام الماضية إلى تكثيف الجيش التركي، من هجماته المدفعية والصاروخية وغارات سلاح الجو المسير، على مواقع قوات “قسد” في سد تشرين وجسر قرقوزاق، مما تسبب بخروج السد عن الخدمة، بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بجسم السد.
وفي تصعيد خطير للوضع في شمال شرق سوريا شنت الطائرات المسيرة التركية 7 غارات استهدفت مواقع قوات “قسد” في مناطق عدة من مدينة عين العرب “كوباني”.
فيما نشرت منصات إعلامية تابعة لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا صورا، قالوا إنها لـ”أرتال الجيش الوطني استعدادا للدخول إلى مدينة كوباني” شمال سوريا.
كما دفعت تركيا تعزيزات عسكرية كبيرة باتجاه حدودها المحاذية لمدينة عين العرب، تتضمن أسلحة ثقيلة وعربات مصفحة.