المصدر الأول لاخبار اليمن

الهدنة الأمريكية مع تركيا تفشل.. سوريا تحت رحمة المجازفات

تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//

 

واصلت القوات التركية خرق الهدنة مع قوات “قسد” الكردية برعاية أمريكية في شمال شرق سوريا، التي دخلت حيز التنفيذ من ليل (الثلاثاء-الأربعاء) لمدة 3 أيام.

وكان متحدث الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أعلن في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء، التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا و”قوات سوريا الديمقراطية ــ قسد” حول مدينة منبج في شمال سوريا حتى نهاية هذا الأسبوع.

وجاء الإعلان الأمريكي بعد 4 أيام من انتهاء هدنة هشة شهدت مواجهات عنيفة بين القوات المدعومة من أمريكا و”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، وذلك في ظل التوتر بين “قسد” من جهة، والقوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة ثانية، حيث تهدد أنقرة بشن عملية توغل بري في مدينة عين العرب (كوباني) شرقي حلب.

خروقات تركية

وفي سياق الخروقات التركية للاتفاق مع “قسد”، استهدف الجيش التركي فجر اليوم الأربعاء، بالمدفعية الثقيلة قرية أم الكيف بريف تل تمر شمال شرقي سوريا، ما أسفر عن خروج محطة تحويل كهرباء تل تمر عن الخدمة للمرة الثانية خلال أسبوع.

إلى ذلك تمكنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، اليوم الأربعاء، من احباط هجوماً من 3 اتجاهات للفصائل المسلحة التابعة للجيش التركي باتجاه سد تشرين في مدينة منبج بريف حلب الشرقي في شمال شرق سوريا، وفق بيان “قسد”.

وقال بيان “قسد” أن الهجوم التركي على سد تشرين تزامن مع قصفٍ بطائرات مسيرة تابعة للجيش التركي، على منطقة جسر قرقوزاق وقرية بير حسو جنوبي مدينة عين العرب.

وأضاف البيان: “كما شهدت المنطقة قصفاً عنيفاً بالعشرات من الضربات الصاروخية والمدفعية”.

وفي عين عيسى قصفت الطائرات المسيرة التركية، سيارةً في قرية هوشان إضافة إلى قصف الريف الشرقي لعين عيسى والغربي لتل أبيض بالعشرات من قذائف الهاون والمدفعية.

وفي سياق متصل تمكنت قوات “قسد” من اسقاط طائرة مسيرة تركية، في قرية ماميت جنوب مدينة عين العرب (كوباني).

وأمس الثلاثاء، استهدفت الطائرات المسيّرة التركية بـ 5 غارات جوية، مواقع وأسلحة ثقيلة لقوات النظام السابق في قرى ابراهيم كردو وجرن وبير خات ضمن مناطق سيطرة “قسد” بريف تل أبيض الغربي، شمال الرقة.

كما استهدف الطيران التركي بـ 7 غارات مواقع قوات “قسد” في مناطق عدة من مدينة عين العرب “كوباني”.

ويعيش السوريون في مناطق شمال شرق سوريا حالة من القلق العميق وسط تزايد التهديدات التركية بشن هجوم جديد على المناطق الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، في مدينة منبج ومدينة عين العرب “كوباني”.

صراع الهيمنة والنفوذ

و يبدو من تسارع الأحداث الدامية على الساحة السورية جراء تصادم المصالح بين حلفاء الأمس وفرقاء اليوم “واشنطن وأنقرة” وتنامي أطماع البلدين بشأن الهيمنة على سوريا السورية، أن الصراع الأمريكي ــ التركي، لن يتيح أي فرص يمكن أن تقود إلى استقرار سوريا، وزج بالبلاد في أتون حرب أهلية متعددة الطوائف والأعراق تؤدي إلى تقسيم سوريا إلى خمسة “كنتونات ” منزوعة السلاح”.

ومن وجهة نظر -المراقبين- والمهتمين بالشأن السوري فأن ازدياد وتيرة الخلاف بين القطبين المتناحرين (أمريكا – تركيا) وفصائلهما المسلحة بسبب تضارب الطموحات والأطماع والذي تمثل في طموح تركي في بناء قاعدة عسكرية وذلك ضمن مساعي الأخيرة لتعزيز وجودها العسكري في شمال سوريا في إطار مشروعها لتوسيع نطاق السيطرة على مناطق جديدة في محيط عين العرب (كوباني) ومدينة الطبقة وصرين، فيما تطمح الولايات المتحدة البقاء في بادية سوريا بهدف تأمين قواعدها العسكرية فيها بما يسمح لها السيطرة على حقول النفط ومن جهة أخرى تأمين حماية حليفتها “إسرائيل” من أي هجوم جوي وصاروخي من العراق وإيران وكذا فصل طريق ما يعرف بـ”الهلال الشيعي” باتجاه كيان الاحتلال ولبنان عبر محطة سوريا.

قد يعجبك ايضا