انتشرت بشكل واسع ظاهرة التسول بين النساء بصورة غير مسبوقة في مدينة عدن الواقعة تحت سيطرة التحالف، وذلك بالتزامن مع تفاقم حدة المجاعة التي تفتك بالأهالي جراء الانهيار الاقتصادي المستمر.
وتداول ناشطون صور مؤثرة لعدد من النساء اللاتي خرجن مجبرات للتسول في أحد شوارع عدن بهدف لتوفير قوت يومهن وأبنائهن، في مشهد مأساوي يكشف حجم المعاناة التي يعيشها المواطنين دون أي حلول للأزمة الاقتصادية من قبل الحكومة التابعة للتحالف.
وطالبوا الحكومة بضرورة اتخاذ حلولا عاجلة لمعالجة استمرار الانهيار الكارثي للريال اليمني، وسط تحذيرات من العواقب الوخيمة التي ستفتك بالجميع.
وتزداد معاناة المواطنين مع التدهور المستمر لسعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، حيث وصل سعر الدولار الأمريكي لأكثر من 2185 ريال يمني، وفشل الحكومة إصلاحات اقتصادية فعالية بعد استلامها المساعدات المالية التي تقدر بالمليارات من الدولارات، آخرها 500 مليون دولار من السعودية نهاية ديسمبر الماضي.
ولم تعير الحكومة المطالبات الشعبية التي خرجت خلال التظاهرات والاحتجاجات الغاضبة بإيقاف التدهور المعيشي وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين أي اهتمام، مما زاد من تفاقم الأزمة وسط تهديدات اتحاد نقابات العمال بنقل التظاهرات إلى أمام قصر معاشيق التي تتخذه الحكومة و”مجلس القيادة” مقرا لهم.
ويرجع عدد من خبراء الاقتصاد أسباب الانهيار الاقتصادي الحاد في عدن إلى قيام الحكومة بطباعة كميات كبيرة من العملة المحلية دون غطاء نقدي، وهو ما أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم وتدهور قيمة العملة، واستمرار فرض الجرع في أسعار بيع المشتقات النفطية عند كل انهيار للريال اليمني بهدف تغطية العجز المالي الكبير لبنك عدن المركزي التابع للتحالف.
