تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعًا بعد تصريحاته بشأن السيطرة على قطاع غزة وإعادة توطين سكانه في أماكن أخرى، وهو ما اعتبره العديد من الأطراف محاولة لفرض واقع جديد على المنطقة.
هذه التصريحات جاءت في سياق حديثه عن إعادة إعمار القطاع بعد الحرب، معتبراً أن الولايات المتحدة يمكن أن تتولى مسؤولية التطوير الاقتصادي وتحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، حسب زعمه.
ردود الفعل الدولية والعربية
قوبلت تصريحات ترامب بإدانات دولية وعربية واسعة، حيث رفضت القوى الإقليمية والدولية فكرة تهجير الفلسطينيين، معتبرة أن ذلك يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني.
أبرز المواقف جاءت من الفصائل الفلسطينية والتي رفضت بشكل قاطع أي محاولة لفرض وصاية خارجية على قطاع غزة.
وأكدت حركة حماس، أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بفرض أي حلول تتجاوز حقوقه المشروعة، فيما اعتبرت الجهاد الإسلامي التصريحات “تصعيدًا خطيرًا يهدد الأمن القومي العربي والإقليمي”، وخاصة في مصر والأردن.
الدول العربية رفضت تصريحات ترامب حيث أكدت مصر والأردن الدولتان المستهدفتان من مخطط تهجير سكان غزة رفضهما بشكل واضح فكرة إعادة توطين الفلسطينيين، وهو ما يشير إلى حساسية قضية التهجير القسري للغزاويين بالنسبة لهما.
سيناريو واحد
وعلى الرغم من أن حكومة كيان الاحتلال لم تعلن رسميًا عن تبني هذا الطرح، إلا أن المراقبون رأوا في حضور رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” المطلوب للمحاكم الدولية في قضايا ارتكاب جرائم الإبادة، خلال تصريحات ترامب يوحي بتقارب في وجهات النظر بين الطرفين حول مستقبل غزة.
تداعيات محتملة
وعلى ما يبدو، أن هذه التصريحات قد تؤدي إلى تصاعد الغضب الشعبي الفلسطيني واندلاع احتجاجات شعبية فلسطينية واسعة تمهد الطريق لانتفاضة فلسطينية ثالثة، إضافة إلى تعزيز موقف الفصائل الفلسطينية محلياً وعربياً في مواجهة أي مخططات تستهدف قطاع غزة.
كما قد تؤدي هذه التصريحات إلى تعقيد علاقة واشنطن مع الدول العربية التي ترفض أي محاولات لتغيير الخارطة الديموغرافية في المنطقة.
وفي المقابل أكد الحقوقيون أن تلك التصريحات جاءت ضمن ما يعرف بالقرارات الأحادية الجانب الفاقدة لأي سند دولي أو قانوني، الأمر الذي قد تواجه بانتقادات داخلية وخارجية.
حقبة استعمارية جديدة