تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
على الرغم من إعلان حكام سوريا الجدد عن حل الفصائل المسلحة بما فيها فصائل “هيئة تحرير الشام” وفصائل قوات “قسد” وإدماجها في الجيش السوري الجديد، إلا أن الواقع الميداني يظهر مشهداً مختلفاً، حيث لا تزال الفصائل المسلحة، خصوصاً تلك المدعومة من الجيش التركي، تعمل بشكل منفصل ودون ضوابط واضحة.
التناقض بين القرارات والتطبيق
التطورات الأخيرة في شمال سوريا تُظهر أن هناك فجوة واضحة بين التصريحات الرسمية وما يجري فعليًا على الأرض.
فبدلاً من تفكيك الفصائل وإعادة هيكلتها ضمن جيش موحد، لا تزال الفصائل السورية المسلحة تتصرف ككيانات مستقلة، وغالبًا ما تتقاتل فيما بينها على النفوذ، كما هو الحال في عفرين، التي شهدت اليوم الإثنين، اشتباكات بين فصيل “العمشات” بقيادة محمد الجاسم المعروف بـ”أبو عمشة”، وقوات الأمن العام التابعة للإدارة المؤقتة.
عفرين: ساحة للفوضى والصراعات الداخلية
منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على عفرين في 2018، تحوّلت المنطقة إلى بؤرة لانتهاكات ممنهجة، من تهجير السكان الأصليين، والاستيلاء على ممتلكاتهم، واختطاف المدنيين بهدف الحصول على الفدى والإتاوات إلى الاقتتال الداخلي بين الفصائل المتناحرة.
وعلى ما يبدو فأن الاشتباكات الأخيرة بين فصيل “العمشات” التي تم تصنيفها على قوائم الإرهاب الأمريكية وقوات الأمن العام تعكس مدى تراجع سلطة “الإدارة السورية المؤقتة” في فرض سيطرتها، خاصة في مواجهة الفصائل المدعومة تركيًا، التي تمتلك نفوذًا قويًا في سوريا.
دلالات الصراع الداخلي بين الفصائل
الاشتباكات المستمرة تؤكد أن فكرة إدماج الفصائل في جيش موحد ليست أكثر من حبر على ورق، حيث لا تزال هذه الفصائل تعتمد على الولاءات الخارجية والمصالح الخاصة بدلاً من الالتزام بقرارات الإدارة السورية المؤقتة.
كما أن الدعم التركي لهذه الفصائل يجعل من الصعب فرض أي سيطرة حقيقية عليها، وهو ما يزيد من حالة عدم الاستقرار والفوضى في المناطق المحتلة من قبل الجيش التركي.
السيناريوهات المحتملة
-
استمرار الصراع الداخلي: مع غياب آلية فعالة لضبط الفصائل، من المتوقع استمرار الاشتباكات، مما يؤدي إلى مزيد من الانفلات الأمني في المناطق المحتلة.
-
تعزيز النفوذ التركي: قد تستغل تركيا هذا الوضع لتعزيز سيطرتها المباشرة على الفصائل، ما قد يؤدي إلى مزيد من التدخل العسكري التركي في الشمال السوري.
-
محاولات إعادة الهيكلة: رغم الصعوبات، قد تحاول بعض الأطراف داخل الإدارة المؤقتة فرض واقع جديد عبر ضغوط محلية ودولية لإجبار الفصائل على الالتزام بعملية الإدماج.