المصدر الأول لاخبار اليمن

في ظل سياسة “النهب” عوضاً عن الحرب.. هل تخلّت واشنطن عن زيلينسكي؟

ـ

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

 

تشهد الساحة الدولية تطورات متسارعة في الموقف الأمريكي تجاه أوكرانيا، لا سيما بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، التي اعتبر فيها أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يؤدي “دورًا مريعًا”، وأن عليه التحرك سريعًا وإلا “فلن تتبقى له دولة”.

هذه التصريحات أثارت جدلًا واسعًا حول مدى التزام واشنطن بدعم كييف، خاصة في ظل تراجع زخم المساعدات العسكرية والمالية التي كانت تتدفق عليها منذ بدء الحرب مع روسيا.

تحولات في الموقف الأمريكي

لطالما كانت أوكرانيا في قلب الصراع الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والغرب من جهة وروسيا من جهة أخرى، حيث شكل الدعم الأمريكي والغربي حجر الزاوية في صمود كييف أمام موسكو.

لكن مع مرور الوقت، يبدو أن الأولويات الأمريكية بدأت في تغير مواقفها، خاصة مع تزايد التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها واشنطن، وكذا عودة ترامب الذي يوصف بحلاب الدول الحليفة لواشنطن.

تصريحات ترامب تعكس تيارًا متناميًا داخل الأوساط السياسية الأمريكية يرى أن الحرب في أوكرانيا يجب أن تنتهي عبر المفاوضات، وليس من خلال استمرار الدعم غير المحدود لكييف.

من الواضح أن الإدارة الأمريكية، سواء تحت قيادة الرئيس السابق جو بايدن أو بعد عودة ترامب إلى السلطة، تنظر الآن إلى الصراع في أوكرانيا من زاوية المصالح الاستراتيجية البحتة.

الرئيس ترامب الذي وصفه أمين حزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله بأنه “رجل حلب وليس رجل حرب”، ينظر في المقاوم الأول إلى تخفيف تكاليف واشنطن بدعم الحروب والصراعات في الخارج مقابل حلب الدول الحليفة لها، تحت مبرر الحماية الأمريكية.

وعلى ما يبدو أن التكلفة الاقتصادية والعسكرية المتزايدة لدعم أوكرانيا قد دفعت واشنطن إلى إعادة تقييم مدى التزامها تجاه زيلينسكي، خصوصًا بعد فشل أوكرانيا ومن خلفها حلف الناتو في تحقيق حتى نصر جزئي ضد روسيا.

أزمة زيلينسكي الداخلية

إلى جانب التحديات الخارجية، يواجه زيلينسكي أزمة داخلية متصاعدة، إذ تشير استطلاعات الرأي داخل أوكرانيا إلى تراجع شعبيته، وسط تزايد الانتقادات لسياسته في إدارة الحرب ورفضه إجراء انتخابات رئاسية في ظل الظروف الراهنة.

تصريحات ترامب التي وصفت زيلينيسكي بأنه “ديكتاتورًا غير منتخب” تسلط الضوء على هذه الإشكالية، وتزيد من الضغوط الدولية على الأخير لإيجاد حل سياسي يُنهي الحرب الغربية الروسية في أوكرانيا.

هل اقتربت نهاية الدعم الأمريكي؟

مع تزايد الأصوات المنادية بوقف الدعم غير المشروط لكييف، تبرز تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن بدأت بالفعل في التخلي عن زيلينسكي، لا سيما أن المفاوضات مع روسيا قد تكون الخيار الأمثل لتقليل الخسائر والخروج من المستنقع الأوكراني بأقل الأضرار الممكنة.

وعليه يمكننا القول، أن أوكرانيا تبقى ساحة لصراع المصالح بين القوى الكبرى، وعلى ما يبدو أن زيلينسكي يجد نفسه اليوم أمام معضلة حقيقية، إما التفاوض لإنهاء الحرب وفق شروط تفرضها المعطيات السياسية والعسكرية الحالية، أو الاستمرار في المواجهة رغم تضاؤل الدعم الغربي، ما قد يعرض مستقبل أوكرانيا إلى مخاطر أكبر.

قد يعجبك ايضا