تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
تتواصل الانتهاكات التركية في شمال سوريا عبر احتلال مساحات واسعة من الأراضي السورية، حيث لم تتوقف الهجمات العسكرية التركية منذ سنوات على المناطق الشمالية والشمالية الشرقية، ليأتي هذه المرة الدور على قمع حرية التعبير للشعب السوري.
وفي تطور جديد يعكس مدى تغلغل النفوذ التركي، أقدمت السلطات التركية على اعتقال شخص داخل الأراضي السورية بتهمة “الإساءة” للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ما يثير تساؤلات عدة عن مدى سيادة دمشق على أراضيها، وكذلك عن موقف “الإدارة السورية المؤقتة” التي لا تزال تتخذ موقف المتفرج إزاء التحركات التركية المتزايدة.
تصاعد النفوذ التركي
لم يقتصر الدور التركي في سوريا على العمليات العسكرية المباشرة، بل شمل إرسال وفود دبلوماسية وأمنية واقتصادية، إضافة إلى فرق تدريب تقني، ما يشير إلى مساعي أنقرة لتثبيت وجودها السياسي والإداري في المناطق التي تسيطر عليها.
ووفقًا لمراقبين، فإن هذه التحركات تمثل ناقوس خطر ينذر بتوسع التمدد التركي وتحوله إلى احتلال دائم.
خرق جديد للسيادة السورية
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، أعلنت وزارة الداخلية التركية اعتقال مواطن سوري داخل الأراضي السورية بحجة نشر منشورات مسيئة لأردوغان على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا الإجراء يعكس مدى تدخل أنقرة في الشأن الداخلي السوري، حيث باتت تتصرف وكأنها سلطة رسمية على الأراضي السورية التي تحتلها، ما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة دمشق و”الإدارة السورية المؤقتة” على مواجهة هذه التحركات، وحماية حقوق مواطنيها وامن وحرية شعبها.
الموقف السوري الرسمي
على الرغم من استمرار الانتهاكات التركية، فإن الموقف الرسمي السوري، سواء من حكام سوريا الجدد في دمشق أو من “الإدارة السورية المؤقتة”، لا يزال غير واضح وحاسم تجاه هذه التجاوزات.
فالصمت المستمر وعدم اتخاذ إجراءات ملموسة يشير إلى غياب رؤية استراتيجية لمواجهة التمدد التركي الذي لم يعد يقتصر على الجانب العسكري، بل بات يشمل الجوانب الإدارية والقانونية أيضاً.
السيناريوهات المحتملة
ولفت المراقبون، إلى أن استمرار الاحتلال التركي وتزايد الانتهاكات، تبرز عدة سيناريوهات محتملة لمستقبل العلاقة بين سوريا وتركيا:
-
تكريس الاحتلال التركي: إذا استمر الصمت السوري والدولي، فقد يتجه النفوذ التركي إلى تعزيز سيطرته على الشمال السوري، وفرض واقع جديد يصعب تغييره مستقبلاً.
-
تصعيد سوري – تركي: في حال اتخاذ حكام سوريا الجدد خطوات أكثر جرأة، فقد نشهد توتراً متزايداً قد يفضي إلى مواجهات مباشرة أو غير مباشرة بين القوات السورية والتركية.
-
تدخل دولي: في ظل تزايد الضغوط، قد تتدخل جهات دولية لإيجاد حل سياسي يحدّ من التدخل التركي، لكن ذلك سيعتمد على توازنات القوى والمصالح الإقليمية والدولية.