من الواضح ان تفجيرات الحافلات جنوب “تل ابيب” لم يكن سوى ذريعة “إسرائيلية” لشن المزيد من القتل والدمار في الضفة الغربية المحتلة التي تتعرض لعدوان منذ أكثر من شهر، حيث أعلنت ما يسمى بـ”القيادة السياسية” للاحتلال فور وقوع العمليات اطلاق عملية واسعة في الضفة خصوصا مخيمات اللاجئين في الشمال، ليعقب ذلك زيارة لرئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي “بنيامين نتنياهو” الى مخيم طولكرم معلنا من هناك انه أصدر أوامر بالدفع بمزيد من القوات الى الضفة الغربية ، وهو تصريح سبقه تصريح لوزير دفاع كيان الاحتلال “يسرائيل كاتس ” خلال زيارة له الى المخيم قال فيه انه وجّه الجيش بتكثيف عمليته العسكرية ضد ما سماه الإرهاب في الضفة الغربية .
وحسب الاعلام الاسرائيلي فقد أمر “نتنياهو” قوات الاحتلال بتنفيذ “عملية مكثفة ضد مراكز ما اسماه “الإرهاب” في الضفة الغربية المحتلة ردًا على تفجيرات الحافلات، وهو ما يؤكد ان مدن الضفة الغربية المحتلة ستشهد مزيداً من القتل والدمار خلال الايام القادمة.
ووفق مراقبين فأن تصريحات ” نتنياهو ” وكاتس ” والتحركات العسكرية التي تلت تفجيرات الحافلات جنوب ” تل ابيب ” كلها تؤكد أن هذه التفجيرات لم تكن سوى ذريعة من كيان الاحتلال لتوسيع عمليته العسكرية لتشمل مدنا إضافية في الضفة المحتلة الى جانب جنين وطولكرم وطوباس ونابلس ، الى جانب تكثيف العمل العسكري في هذه المناطق، وخصوصا في مخيمي جنين وطولكرم، معقلي المقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة.
وما يؤكد ان عملية تفجير الحافلات هو عمل “إسرائيلي” عدم ظهور أي فصيل فلسطيني يتبنى هذه العمليات، الى جانب ان سردية الاحتلال حول هذه العمليات غير قابلة للتصديق، خصوصا وان هذه التفجيرات لم ينتج عنها أي ضحايا “إسرائيليين”، ما يؤكد انها لم تكن سوى مسرحية أفتعلها كيان الاحتلال للتبرير الجرائم التي سيرتكبها مستقبلا بحق الفلسطينيين في الضفة.
يشار الى ان قوات الاحتلال الاسرائيلي تواصل عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ33 على التوالي، مخلفة 27 شهيدا، وعشرات الإصابات والاعتقالات.
وتسبب العدوان الاسرائيلي بنزوح نحو 3 آلاف عائلة من مخيم جنين، ودمر منازلها وممتلكاتها.. فيما تستمر قوات الاحتلال بالاستيلاء على عدد من منازل المواطنين وتحويلها لثكنات عسكرية، خاصة في البنايات القريبة والمطلة على مخيم جنين، فيما يواجه المواطنون في الأماكن القريبة من المخيم صعوبات في الدخول والخروج والحركة بسبب تواجد القناصة بشكل دائم، ما يعرض حياة الفلسطنيين للخطر.
وفي طولكرم، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ27 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ14، وسط تعزيزات عسكرية، مترافقة مع مداهمات للمنازل وتخريب محتوياتها.
وأفادت مصادر اعلامية بأن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية صوب المدينة ومخيميها، ونشرت آلياتها وجنودها في الشوارع والأحياء، تركزت في شارع نابلس الواصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، وأعاقت حركة تنقل المركبات والمواطنين، وأوقفتهم وأخضعتهم للتفتيش والتحقيق.
وألحق العدوان الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيميها دمارا واسعا وكاملا بالبنية التحتية والممتلكات وانقطاع لشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، ونزوح قسري لأكثر من 16 ألف مواطن، منهم نحو 11 ألف من مخيم طولكرم، ونحو 5500 نازح من مخيم نور شمس ، الى جانب استشهاد 12 مواطنا. ضمن ما وصفته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، بـ”أوسع عملية تهجير يتعرض أهالي الضفة الغربية منذ العام 1967″.
تجدر الإشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي بدأ منذ عدة أشهر ــ اثناء العدوان على غزة ــ بإظهار نزعة تدعو إلى الاستيلاء على الضفة الغربية، تحت مسمى “استعادة يهوذا والسامرة” وهي ادعاءات “عقائدية” لدى اليمين الصهيوني تحظى بتأييد من الجانب الأمريكي، بينما كان عدد من اعضاء الكونجرس الأمريكي قد أعلنوا نهاية يناير المنصرم نيتهم التقدم بمشروع قانون يدعو إلى اعتراف الولايات المتحدة بحق “الإسرائيليين” بالضفة الغربية وتغير اسمها إلى”يهوذا والسامرة” تلبية للمزاعم الصهيونية.