يوماً تلو أخر تشهد سوريا، حالة من الانهيار الأمني المتسارع، حيث باتت مشاهد الفوضى والانفلات الأمني و”القتل خارج القانون” من قبل قوى الأمن التابع لحكام سوريا الجدد تهيمن على المشهد العام في عدة مناطق.
فبعد حمص، وحماة، وريف العاصمة السورية دمشق والساحل السوري، دخلت محافظة درعا على خط التوترات، لتكون أحدث محطة في مسلسل الانفلات الأمني.
اشتباكات عنيفة في الصنمين
وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، اقتحمت قوات الأمن برفقة الدبابات الحي الغربي لمدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي، حيث يقطن محسن الهيمد، القيادي السابق بفرع الأمن العسكري في الجيش السوري السابق.
وقد ردّت مجموعة “الهيمد” بإطلاق نار كثيف، مما أدى إلى اندلاع معارك استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، وأسفرت عن وقوع أضرار جسيمة بمنازل المدنيين، ومقتل 3 من عناصر الأمن التابع لحكام سوريا الجدد وعنصر من مجموعة “الهيمد”، فيما أصيب عدد من المدنيين بينهم نساء وأطفال، وفق المرصد.
كما تداول ناشطون مشهد فيديو يظهر مدرعات تابعة لقوات حكام سوريا الجدد وهي تطلق نيران الرشاشات باتجاه منازل السكان.
في حين شهدت بلدة الصنمين حركة نزوح كبيرة للأهالي.
ووسط هذا التصعيد، فرضت سلطات حكام سوريا الجدد حظرًا للتجوال في المنطقة.
وبحسب مؤسسات حقوقية، فقد شهدت المدينة أمس الثلاثاء اشتباكات دامية بين قوات الأمن ومجموعة الهيمد، مما أدى إلى مقتل 3 من عناصر المجموعة، وإصابة 3 مدنيين، بينهم طفل، إضافة إلى إصابة عنصر من قوات الأمن.
اغتيالات وتوترات متصاعدة في ريف دمشق واللاذقية
الضحية رهف تويتي
وفي تطور آخر، قُتل شخصان برصاص مجهولين عند مدخل قرية عين التينة، التابعة لمدينة القطيفة في ريف دمشق.
ولم ترد أي معلومات إضافية حول منفذي الهجوم أو دوافعه، ما يعكس استمرار حالة الفوضى الأمنية.
أما في مدينة اللاذقية على الساحل السوري، فقد شنت قوات الأمن لليوم الثاني على التوالي عمليةً أمنيةً في حي الدعتور، الذي تقطنه غالبية من الطائفة العلوية، ما أسفر عن مقتل واعتقال عدد من سكان الحي.
أخر الأنباء الواردة من اللاذقية، أفادت بحسب سكان محليين، أن حي الدعتور شهد مساء اليوم اشتباكات مسلحة بين قوى الأمن التابع لحكام سوريا الجدد وسكان الحي استخدمت فيها قوات الأمن الدبابات والمدرعات والأسلحة الرشاشة.
وأسفرت المواجهات وفق الناشطين ومؤسسات حقوقية، عن سقوط ضحايا مدنيين من أبناء الطائفة العلوية جراء اطلاق قوى الأمن النار باتجاه منازل السكان عرف منهم الفتاة رهف تويتي والطفل علي إبراهيم (15 سنة) والشاب عمار داؤود وهو وحيد والديه الذي قتل بدم بارد أثناء قيامه بشراء الخبز من أحد أفران الحي.
وجاء ذلك بعد استقدام وزارة الدفاع في الحكومة السورية الجديدة تعزيزات عسكرية، تضمنت دبابات وعربات مزوّدة برشاشات ثقيلة، مع إغلاق الطرق المؤدية إلى المنطقة، وسط تصاعد التوتر المستمر منذ يومين.
فوضى عارمة
تعكس هذه التطورات تزايد الفوضى الأمنية في مختلف أنحاء سوريا، وسط غياب حلول فعالة لاحتواء الأزمة.
ويخشى مراقبون من استمرار تدهور الوضع الأمني، لا سيما مع تنامي أعمال العنف والاشتباكات المسلحة بين مختلف الأطراف، ما يفاقم من معاناة المدنيين ويدفع بمزيد من المناطق إلى دائرة الاضطرابات.