المصدر الأول لاخبار اليمن

وسط توقعات بتشكل مجاميع حماية ذاتية.. سوريا تندفع بسرعة نحو المجهول

الانتهاكات بحق ابناء الطائفة العلوية تدفع سوريا نحو المزيد من الفوضى

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية//

يوماً تلو الأخر تتوالى الأحداث المأساوية في سوريا بعد التحولات السياسية والعسكرية التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد، حيث تتصاعد الانتهاكات بحق أبناء الطائفة العلوية بشكل دموي في مناطق عدة من البلاد.

وتشير التقارير الحقوقية ورواد التواصل الاجتماعي إلى تصاعد موجة العنف والانتهاكات التي طالت المدنيين والبنية الدينية والثقافية للطائفة العلوية، مما ينذر بمخاطر واسعة على السلم الاجتماعي ومستقبل التعايش في سوريا.

تفجير مقام ديني

في واحدة من أكثر الحوادث إثارة للقلق، قامت عناصر مسلحة محسوبة على الفصائل التابعة لحكام سوريا الجدد بتفجير ضريح الشيخ ناصر إبراهيم أسعد في قرية تل عبد العزيز بريف السلمية الشرقي.

ويعد هذا الضريح أحد المعالم الدينية البارزة للعلويين، مما يجعل استهدافه مؤشراً خطيراً على النهج التصعيدي الذي تتبعه الفصائل المسلحة تجاه المكون العلوي.

جرائم قتل خارج القانون

شهدت مناطق عدة من سوريا عمليات قتل وإعدام ميداني طالت المدنيين العلويين، من بينها جريمة مروعة في بلدة المحروسة بمحافظة حماة، حيث لقي الطفل آدم حسان رستم، البالغ من العمر عامين وستة أشهر، حتفه جراء إطلاق نار من قبل مجموعات مسلحة في محيط القرية.

وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة استهداف العوائل العلوية المهجرة، لا سيما أن عائلة الطفل تنحدر من قرية “أمقلق” التي شهدت تهجيراً قسرياً سابقاً.

وفي مدينة حمص، تم العثور على جثة الأستاذ خضر المحمود، مدرس التربية الرياضية في ثانوية الحسن ابن الهيثم، مقتولاً بطلق ناري في الرأس بعد يوم واحد من اختطافه من منزله في حي الوعر.

وتصف مؤسسات حقوقية سورية، الجريمة بأنها “إعدام خارج القانون”، في سياق استهداف متزايد للأكاديميين وأصحاب المهن في المجتمع العلوي.

توتر متصاعد في اللاذقية

الضحية رهف تويتي

بالتزامن مع الأحداث الدامية في حماة وحمص، تشهد مدينة اللاذقية توترات أمنية غير مسبوقة، حيث شنت قوات الأمن التابعة لحكام سوريا الجدد حملة أمنية في حي الدعتور، الذي تقطنه غالبية من أبناء الطائفة العلوية.

وأدت العملية الأمنية المتواصلة لليوم الثاني في حي الدعتور، عن سقوط ضحايا واعتقالات واسعة بين المدنيين.

وشهد الحي مساء اليوم اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن وسكان المنطقة، حيث استخدمت القوات الدبابات والمدرعات والأسلحة الرشاشة، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين، بينهم الفتاة رهف تويتي، والطفل علي إبراهيم (15 سنة)، والشاب عمار داؤود، وهو وحيد والديه.

خلق مناخ عداء وكراهية

يرى المراقبون، في تصاعد وتيرة الجرائم والانتهاكات بحق أبناء الطائفة العلوية تطوراً خطيراً في المشهد السوري، حيث تؤدي إلى تأجيج الأوضاع الطائفية، وخلق مناخ من العداء والكراهية بين المكونات السورية المختلفة.

ويؤكد المراقبون، ان هذا التصعيد يعزز من خطر الانقسامات المجتمعية، ويفتح الباب أمام مزيد من العنف والانتقام المتبادل، في وقت تحتاج فيه سوريا إلى حلول سياسية واجتماعية لإرساء الاستقرار.

كما يشير المراقبون، إلى أن استهداف البنية الدينية والثقافية للطائفة العلوية، إلى جانب القتل خارج القانون، يعكس غياب أي أفق للعدالة والمحاسبة، مما قد يدفع شرائح واسعة من المجتمع إلى البحث عن وسائل ذاتية للحماية، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في سوريا الجديدة.

وفي ظل استمرار الجرائم الطائفية، يمكن القول، إن الحاجة باتت ملحة لبذل جهود فعلية من قبل المجتمع الدولي والدول الإقليمية تضمن حماية المدنيين، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية، والعمل على محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.

كما يجب الضغط على حكام سوريا الجدد للعمل على تعزيز التعايش السلمي، ووقف دوامة الانتقام والعنف، لضمان مستقبل أكثر استقرارًا لسوريا وشعبها.

قد يعجبك ايضا