قراءة/محمد العزي/وكالة الصحافة اليمنية//
في ظلّ العواصف التي تهبّ على المنطقة، تبرز كلمات قائد الثورة اليمنية، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، كصوتٍ صارخٍ في وجه العاصفة، يحمل في طياته رسالةً واضحةً لا لبس فيها: اليمن لن ينحني، ولن يتراجع، ولن يسكت.
إنها ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي صرخةٌ تعكس إرادة شعبٍ قرّر أن يقف في وجه أعتى قوةٍ عسكريةٍ في العالم، ليس دفاعاً عن نفسه فحسب، بل دفاعاً عن قضيةٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ تُعتبر قلب الأمة النابض: فلسطين.
اليمن: صخرةٌ في وجه العاصفة
في خضمّ التصعيدات الأخيرة، يبدو اليمن كصخرةٍ صلبةٍ تقف في وجه الأمواج العاتية للعدوان الأمريكي. فبعد الغارات التي استهدفت العاصمة صنعاء ومحافظاتٍ يمنيةٍ أخرى، والتي خلّفت وراءها دماراً وأرواحاً أبرياء، لم يتردد قائد الثورة في إعلان موقفٍ واضح: اليمن سيواجه التصعيد بالتصعيد. هذه ليست مجرد تهديداتٍ عابرة، بل هي إعلانٌ عن استراتيجيةٍ تقوم على الردع والمواجهة.
اليمن، الذي عانى من حربٍ طاحنةٍ لسنوات، يرفض اليوم أن يكون ساحةً لتصفية الحسابات الأمريكية والإسرائيلية.
الحصار: جريمةٌ ضد الإنسانية
عندما يتحدث قائد الثورة عن “جريمة التجويع” التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في غزة، فإنه لا يصف مجرد حصارٍ عسكري، بل يسلط الضوء على مأساةٍ إنسانيةٍ تمسّ كرامة الإنسان.
أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تحت وطأة الجوع والعطش، بينما العالم يقف متفرجاً.
قائد الثورة يضع الولايات المتحدة في قفص الاتهام، ليس فقط لدعمها إسرائيل، بل لكونها شريكاً في هذه الجريمة التي تُذكّرنا بأحلك فصول التاريخ البشري.
إنها ليست مجرد معاناةٍ يومية، بل هي محاولةٌ ممنهجةٌ لطمس وجود شعبٍ بأكمله.
الصمت العربي: جرحٌ نازف
في خضمّ هذه المأساة، يبدو الصمت العربي كجرحٍ نازفٍ في جسد الأمة. قائد الثورة لم يتردد في توجيه سهام النقد إلى الأنظمة العربية والإسلامية التي تختار الصمت بدلاً من المواجهة، والبرودة بدلاً من الحماس.
هذا الصمت ليس مجرد تقاعس، بل هو تشجيعٌ ضمنيٌ للعدو على المضي قدماً في جرائمه. فكلما سكتت الأمة، تجرأ العدو، وكلما تراجعت الشعوب، تقدّم الطغاة.
إنها معادلةٌ مريرةٌ يعيشها العالم العربي اليوم، حيث تتحول القضية الفلسطينية من قضيةٍ مركزيةٍ إلى مجرد ورقةٍ في لعبة المصالح الدولية.
الرد اليمني: مواجهةٌ لا هوادة فيها
عندما يهدد قائد الثورة باستهداف حاملات الطائرات الأمريكية والسفن الحربية، فإنه لا يلقي بكلماتٍ عابرة، بل يرسم خريطةً لمواجهةٍ قد تغيّر معادلات القوة في المنطقة.
اليمن، الذي يمتلك موقعاً استراتيجياً على باب المندب، يعرف جيداً أن تحويل البحر الأحمر إلى ساحة حربٍ سيُحدث زلزالاً في حركة الملاحة الدولية.
هذا التهديد ليس مجرد ردٍّ عسكري، بل هو رسالةٌ سياسيةٌ مفادها أن اليمن لن يكون ساحةً مفتوحةً للعدوان، وأنه قادرٌ على تحويل المعادلات رأساً على عقب.
التعبئة الشعبية: القوة الحقيقية
في خضمّ هذه العاصفة، يبدو الشعب اليمني كقلبٍ نابضٍ يقود المعركة.. دعوة قائد الثورة للتظاهرات المليونية ليست مجرد استعراضٍ للقوة، بل هي تأكيدٌ على أن القوة الحقيقية تكمن في إرادة الشعوب.
الشعب اليمني، الذي عانى من ويلات الحرب، يرفض اليوم أن يكون ضحيةً للعدوان، ويختار أن يكون درعاً للقضية الفلسطينية. هذه التعبئة ليست مجرد ردٍّ على العدوان، بل هي إعلانٌ عن انتماءٍ عروبيٍّ وإسلاميٍّ يتجاوز الحدود الجغرافية.
معركة الكرامة
كلمة قائد الثورة هي نداءٌ للضمير الإنساني، وصيحةٌ في وجه الظلم، تؤكد بما لا يدع مجالات للشك بأن اليمن، الذي يقف اليوم في مواجهة العدوان الأمريكي والإسرائيلي، يقدّم درساً في الكرامة والإصرار.
إنها معركةٌ لا تُخاض بالسلاح فحسب، بل بالإرادة والعزيمة.
وفي الوقت الذي تتراجع فيه الأنظمة العربية، يبرز اليمن كقلعةٍ من قلاع المقاومة، يحمل في قلبه قضية فلسطين، ويرفض أن يتركها تُدفن تحت ركام الصمت والخيانة، أو تضيع في زحمة الخنوع.