المصدر الأول لاخبار اليمن

وسط تجاهل حكومي.. استمرار سقوط مئات الضحايا السوريين بسبب مخلفات الحرب

تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//

تنتشر في أنحاء متفرقة من سوريا آلاف الألغام الأرضية والعبوات الناسفة والقنابل غير المنفجرة، التي تُركت في أعقاب النزاع المسلح التي عاشتها سوريا طوال 14 عاماً، وكذا الصراعات الدموية بين الفصائل المسلحة والاعتداءات الجوية الأخيرة لقوات الاحتلال “الإسرائيلي” على البنية العسكرية في سوريا.

مخلفات الحرب باتت واحدة من بين أخطر التحديات التي تواجه السوريين، التي تشكل تهديدًا يوميًا لحياة المدنيين، خصوصًا الأطفال.

كما تشكل مخلفات الحرب تهديدًا دائمًا لحياة السكان، لا سيما النازحين العائدين إلى قراهم المدمرة أو بالقرب من المناطق العسكرية السابقة.

حوادث مستمرة

اليوم الإثنين، استشهد مواطن سوري، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، لترتفع حصيلة ضحايا مخلفات الحرب في سوريا منذ مطلع العام الجاري إلى 557 شخصًا بين شهيد وجريح، وفقًا لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي حادث منفصل، دوّت انفجارات عنيفة في عدة أحياء بمدينة حلب، بالقرب من حي الأشرفية، ما أثار حالة من الذعر بين السكان.

وأوضح الإعلام الحكومي السوري أن الانفجارات ناتجة عن تفجير مخلفات عسكرية داخل ثكنة طارق بن زياد، مما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب وانبعاث أصوات انفجارات متتالية جراء احتراق الذخائر، دون ورود معلومات مؤكدة عن وقوع خسائر بشرية حتى اللحظة.

وتأتي هذه الحوادث بعد يومين من كارثة أخرى شهدتها مدينة اللاذقية، حيث استشهد 16 مدنيًا، بينهم أطفال وسيدات، في حي الرمل الجنوبي، عقب انهيار مبنى سكني بسبب انفجار صاروخ من مخلفات الحرب داخل محل للخردوات في الطابق الأرضي.

إحصائيات مقلقة

وتواصل حصيلة ضحايا مخلفات الحرب ارتفاعها، إذ بلغ عدد المدنيين السوريين الذين استشهدوا منذ بداية العام الجاري نتيجة انفجار مخلفات الحرب 276 شخصًا، من بينهم 56 طفلًا و15 امرأة، فيما أصيب 281 آخرون بجروح، بينهم 120 طفلًا وثلاث نساء، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقد وثّق المرصد السوري خلال 20 يومًا من شهر ديسمبر الماضي استشهاد 86 مدنيًا، بينهم 64 رجلًا، و14 طفلًا، و8 نساء، إلى جانب إصابة 119 آخرين، من بينهم 66 طفلًا و6 سيدات.

مناشدات وسط غياب حكومي

ويستمر هذا التهديد في حصد أرواح المدنيين، وسط مطالبات دولية ومحلية بضرورة تكثيف الجهود لإزالة هذه المخلفات وتقليل المخاطر التي تهدد حياة المواطنين في مختلف المناطق السورية.

وعلى الرغم من تصاعد مخاطر مخلفات الحرب وحصد اعداد كبيرة من الضحايا، غابت الجهود الحكومية لحكام سوريا الجدد في إزالة تلك المخاطر من الأراضي السورية.

وتُعد مخلفات الحرب في سوريا إحدى أكبر المخاطر الإنسانية التي تواجه السوريين، منذ سقوط نظام الأسد وبدء مرحلة جديدة من النزاع المسلح بين الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا ونظيرتها المدعومة من الولايات المتحدة في شمال وشرق سوريا، كما تزداد حدة المشكلة في ظل عدم مبالاة “الحكومة السورية المؤقتة” في إزالة هذه المخلفات من المناطق المتضررة.

قد يعجبك ايضا