المصدر الأول لاخبار اليمن

هل تتجه المواجهة العسكرية بين اليمن والولايات المتحدة نحو صراع إقليمي أوسع؟

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل//

تصاعدت حدة المواجهة العسكرية بين اليمن والولايات المتحدة في الأيام الأخيرة، مع إعلان القوات المسلحة اليمنية استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “يو أس أس هاري ترومان” للمرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة.

هذا التطور العسكري يعكس تحولًا استراتيجيًا في طبيعة الصراع العربي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفه الولايات المتحدة، حيث تؤكد صنعاء استعدادها للمضي قُدمًا في المواجهة رغم التدخل العسكري الأمريكي، ومن قبله التدخل الأمريكي البريطاني.

أبعاد التصعيد العسكري

بحسب بيان القوات المسلحة اليمنية، فإن الهجوم الأخير جاء بعد تمكنها من إحباط هجوم أمريكي وصد طائرات حربية كانت تستعد لتنفيذ غارات على مدن يمنية وأعيان مدنية.

هذه المواجهات تأتي في سياق تصعيد مستمر، حيث تواصل صنعاء فرض حصار بحري على السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال إسرائيلي، كجزء من موقفها الداعم لمظلومية الشعب الفلسطيني وبشكل خاص نصرة سكان قطاع غزة، الذين يتعرضون منذ 15 شهراً لأبشع جرائم حرب الإبادة والتجويع.

وجاء استهداف البارجة الأمريكية “يو أس أس هاري ترومان” من منطلق حق الرد اليمني على سلسلة غارات جوية شنتها الولايات المتحدة على عدة محافظات يمنية، كان آخرها قصف مصنع الحبيشي للحديد في مدينة باجل غرب اليمن، ما أسفر عن دمار واسع وخسائر بشرية في صفوف المدنيين.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة اليمنية، عن ارتفاع عدد ضحايا الضربات الأمريكية إلى 53 شهيدًا، بينهم 5 أطفال وامرأتان، إضافة إلى 98 جريحًا بينهم 18 طفلاً وامرأة.

دلالات الرد اليمني

وعلى ما يبدو أن صنعاء تسعى إلى تعزيز موقعها في معادلة الصراع الإقليمي عبر تصعيد استهدافها للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، مما يؤكد أن اليمن لم يعد طرفًا هامشيًا، بل أصبح لاعبًا رئيسيًا في التوازنات العسكرية في البحرين الأحمر والعربي.

 

ويمكننا القول، إن الرد اليمني الحاد وتحذير السيد عبدالملك الحوثي الأخير من أن اليمن تمتلك خيارات متقدمة للرد على العدوان الأمريكي وإدراج السفن الأمريكية ضمن حظر الملاحة في البحر الأحمر يعكس قدرة القوات المسلحة اليمنية على تهديد المصالح الأمريكية ذاتها في المنطقة رغم التفوق العسكري الأمريكي.

مخاطر توسع الصراع

في ظل هذه التطورات، تتزايد مخاوف -المراقبين- من أن تؤدي المواجهة بين اليمن والولايات المتحدة إلى اندلاع صراع إقليمي أوسع، خاصة مع استمرار العدوان الأمريكي وكذا استهداف السفن المرتبطة بكيان الاحتلال وحلفائها في البحرين الأحمر والعربي وفي باب المندب.

ومع استمرار الهجمات والهجمات المضادة، يبدو أن فرص التهدئة تتضاءل، مما يفتح الباب أمام احتمالات تصعيد أوسع قد يشمل أطرافًا إقليمية أخرى.

وفي ظل تعقّد المشهد العسكري بين صنعاء وواشنطن، يبقى السؤال الرئيسي: هل ستتمكن الأطراف الدولية من احتواء هذه المواجهة قبل أن تتحول إلى نزاع إقليمي شامل، أم أن المنطقة تتجه نحو تصعيد غير مسبوق يغير موازين القوى في الشرق الأوسط؟

قد يعجبك ايضا