هل ستفكر إيران من خارج الصندوق؟.. فتستعيد مكانتها وتهزم أمريكا؟؟
هل ستفكر إيران من خارج الصندوق؟.. فتستعيد مكانتها وتهزم أمريكا؟؟
تحليل/د.ميخائيل عوض//
حتى اللحظة وفي الحرب الوجودية الجارية والمستمرة وما سبقها من جولات خاضتها إيران مباشرة كحرب السفن والممرات وحماية سيادتها والتفاوض وبلوغ النووي والفضائي وصناعة سلاحها وتقدمها العلمي وصمودها في حروب التجويع وخوض الجولات بالواسطة والحلفاء والساحات نجحت.
خسرت في الحرب الوجودية وفقدت الكثير من بريقها والثقة بها وبوعود قادتها.
خسارتها لسورية وضعفها في لبنان وتدمير غزة والضفة الغربية وانكشاف الضعف الكبير في العراق والتردد في خوض الحرب التي أعلنها نتنياهو ويمارسها وجودية لا وقف لها قبل هزيمة ساحقة لإسرائيل تنهيها او للمحور وعلى رأسه إيران بل هي عين الهدف ومقصده.
ترددها وإداراتها للحرب أضعفها وجعل ترامب يتطاول عليها وأصبحت مصداقيتها مثلومه.
تصفية وجودها في العراق جار على قدم وساق كمقدمة لفرض الحصار الشديد عليها وفرض انكفائها مهزومة تمهيداً للعبث باستقرارها ودفعها لخوض الحرب في قلعتها كما جرى مع سورية بعد انسحابها من لبنان.
فالحرب التي أعلنها ترامب على اليمن لإضعافه ومنعه من إسنادها أو حمل جزء من العبء عنها
واحتمال توريطه لنتنياهو لضربها جاد واحتمال قائم وراهن.
تُفهَم سياستها ورغباتها بالتملص من الحرب والاعتماد على الحلفاء لكنها استراتيجية أدت قسطها وتغيرت شروطها فقد قررت أمريكا وعالمها الانجلوساكسوني الحرب المباشرة والفاصلة معها وبلا وسطاء واستهدفت برموزها وسيادتها في دمشق وطهران وتراجعت قدرة حلفائها وأصبحت هي الهدف والمسرح شاءت أو أبت.
في تاريخ الحروب وسعي قادتها لانتزاع النصر عندما تستنفذ مرحلة واستراتيجية وهذا منطق تراكم الجولات والصراعات لابد من التفكير (من خارج الصندوق) وتغير الاستراتيجيات والتكتيكات والمسارح والتشكيلات العسكرية وفروع الحروب.
إيران بيت القصيد وحان وقتها ولها أن تنتصر إذا فكرت من خارج الصندوق وحدَّثت وسائطها وظرفها وفرصتها وافرة وأيضا أدواتها وقدرتها فالمسألة إرادة وقرار وجدية.
لن ننصح بالانتقال من الدفاعية والانتظارية والصبر الاستراتيجي إلى الهجوم -فقد انبرى لساننا منذ ٢٠٠٦ ولا من يهتم-.
في الاستراتيجيات الدفاعية أيضا دفاع مرن، فشن هجمات تكتيكية ومفاجأة العدو وابتداع آليات جديدة لم يتحوط لها تحقق مكاسب وتراكمها وتربك الخصم وتؤهله للهزيمة.
الأمر بسيط وسهل وممكن ونتائجه أهم من جولة حرب وتدمير.
ببساطة يمكن لإيران أن تخرج من التفاهمات مع أمريكا في العراق ولبنان الساحتين الحاسمتين والأهم مادامت خسرت سورية واستعادتها معقدة وتحتاج الى زمن غير متوفر.
وبكل حال أمريكا لم تحترم التفاهمات ولا المصالح الإيرانية في يوم والجاري شاهد قاطع.
الكتلة الشيعية في العراق محسوبة على إيران وباسمها وبقوتها تشارك في المحاصصات ونهب وافقار العراق وتأمين أمريكا وتحكمها ومصالحها فيه وعبره.
بفتوى الجهاد أنشأ الحشد الشعبي وانخرط فيه مئات الآلاف وأسهم بهزيمة ’داعش’ وبات شريكاً في الدولة.
في أربعينية الحسين يحتشد أكثر من ٣٠ مليون سيراً على الأقدام الى المراقد!.
المطلوب؛ فك التفاهمات مع أمريكا وأدواتها في حكم العراق ونهبه وإصدار فتاوى وإطلاق تظاهرات مليونيه واجتياح المنطقة الخضراء وإسقاط حكومة ودولة أمريكا وسفارتها ومقرات الموساد وأخواته.
إيران في خطر واستعادتها لنفوذها ودورها ومن العراق وبالتفاهم مع الشعب العراقي وكُتله الحية الوطنية وإلحاق الهزيمة بأمريكا أمر سهل وبسيط لا يستلزم حرب تدمير.
قالها السيد نصر الله مراراً وراهن وناشد كما بعد اغتيال سليماني وعند إعلان حرب الإسناد؛
العراق ومقاومته كفيلة بطرد الأمريكي من سورية والعراق وعند تحقيقها نحرر الأقصى بدون حرب.
إذا لن تفكر من خارج الصندوق فلتقرأ في كتاب السيد نصرالله أقله.
من خذل السيد ويخذله أسهَم بقتله ولا شيء يمنع من هزيمته!.
حان الوقت.