المصدر الأول لاخبار اليمن

إعادة نشر “غولاني” في غزة… عودة للواجهة أم تمهيد لتصعيد جديد؟

إعادة نشر “غولاني” في غزة… عودة للواجهة أم تمهيد لتصعيد جديد؟

تحليل/وكالة الصحافة اليمنية//

في خطوة تحمل دلالات ميدانية وسياسية، أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، نشر قوات لواء “غولاني” في قطاع غزة، بعد شهور من سحبها من شمال قطاع غزة، ما يشير إلى تغير في أولويات الانتشار العسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط استمرار الحرب المفتوحة على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023.

توقيت إعادة “غولاني”، أحد أبرز ألوية النخبة في قوات الاحتلال الإسرائيلي، يطرح تساؤلات حول المرحلة المقبلة من العمليات، خاصة أن البيان الرسمي لقوات الاحتلال ربط عودة لواء غولاني، بتنفيذ عمليات “لاستهداف البنية التحتية لحماس” في مدينة رفح، وهي المدينة التي تُعد البوابة الرئيسية لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وتؤوي مئات آلاف النازحين.

رسائل عسكرية وسياسية

تأتي هذه الخطوة في وقت حساس على المستويين الداخلي والخارجي لكيان الاحتلال.

فبعد أشهر من العمليات البرية التي استنزفت قوات الاحتلال وبشكل خاص لواء “غولاني” وألوية الاحتياط، وأثارت انتقادات داخلية بسبب الخسائر البشرية وغياب “النصر الحاسم”، تسعى “حكومة نتنياهو” على ما يبدو لإعادة ترتيب أوراقها ميدانيًا.

اختيار “غولاني” للعودة إلى غزة يضع الكثير من علامات الاستفهام؟، نظرًا لاستنزافه في المعارك الشرسة التي دارت مع المقاومة الفلسطينية خلال الأشهر الأولى للعدوان، خصوصًا في الشجاعية وخان يونس.

على الصعيد السياسي، قد تهدف قوات الاحتلال من خلال هذا التحرك إلى إيصال رسالة مزدوجة: أولًا، للجبهة الداخلية بأن قواتها لا تزال موجودة وماضية على مواصلة الحرب، وثانيًا، للمجتمع الدولي بأنها تواصل استهداف ما تصفه بـ”البنى التحتية لحماس”، لتبرير استمرار العمليات رغم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، وخسائر قوات العدو الفادحة.

تصعيد ميداني متواصل

بالتوازي مع إعادة الانتشار، شهد يوم أمس تصعيدًا لافتًا في العدوان الإسرائيلي، حيث طال القصف مناطق واسعة في رفح وشرق مدينة غزة، وأسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، في ظل ظروف إنسانية متدهورة ونقص حاد في المساعدات.

وبحسب جهات رسمية فلسطينية، تجاوز عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي 51 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 115 ألف مصاب.

هذا التصعيد، مقرونًا بعودة “غولاني”، قد يكون مؤشرًا على تحضير لمرحلة عسكرية جديدة أكثر دموية وعنفًا، خصوصًا مع استمرار الفشل في تحقيق انتصار عسكري أو التوصل لاتفاق تبادل أسرى بين فصائل المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال، ما يُبقي الباب مفتوحًا على مزيد من المواجهات.

وفي ظل الغموض الذي يكتنف مآلات العدوان على غزة، يمكننا القول إن إعادة تموضع قوات الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسها لواء :غولاني”، محاولة لإعادة الزخم إلى عمليات عسكرية تواجه مقاومة شديدة من الفصائل الفلسطينية وبشكل متزايد.

لكنها، في المقابل، قد تعني مزيدًا من التصعيد في منطقة تختنق أصلًا بالأزمات بفعل العدوان الإسرائيلي، ما يجعل كل تحرك ميداني محفوفًا بتبعات إنسانية وسياسية لا تقل خطورة عن البُعد العسكري.

قد يعجبك ايضا