المصدر الأول لاخبار اليمن

موقع بريطاني: مقترح إندونيسيا باستقبال فلسطينيين تقوده أبوظبي

لندن/وكالة الصحافة اليمنية//

قال موقع بريطاني إن العرض الذي قدمته “جاكرتا” لاستضافة آلاف الفلسطينيين لا يمثل إلا صفقة تجارية تقودها أبوظبي “المتواطئة مع المجازر الإسرائيلية في غزة” حسب وصفه.

والأربعاء، أعلن الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، عقب زيارته أبوظبي ولقائه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، استعداد بلاده استضافة آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة لتسهيل إعادة إعمار القطاع.

وقال موقع “ميدل إيست مونيتور” في مقال رأي للكاتب والأكاديمي الإندونيسي محمد ذو الفقار رحمت، إن زيارة الرئيس الإندونيسي إلى أبوظبي، وانفتاحه على الإمارات لإيجاد حلول للإبادة الجماعية الفلسطينية، تثير تساؤلات أخلاقية واستراتيجية خطيرة.

ويرى رحمت أن رئيس بلاده يُخاطر برابوو، من خلال تواصله مع أبوظبي المطبِّعة مع الاحتلال الإسرائيلي، بربط إندونيسيا بأطراف متواطئة في معاناة الفلسطينيين المستمرة. مشيراً إلى علاقة أبوظبي المفتوحة مع الاحتلال.

وأشار إلى أن أبوظبي عمّقت تعاونها الاقتصادي والعسكري والتكنولوجي مع تل أبيب على مدى السنوات الخمس الماضية.

“تحايل أبوظبي”

وقال الكاتب إنه “من المُخادع، إن لم يكن من قبيل السخرية، تصوير أبوظبي كشريك إنساني محايد في غزة، في حين أن علاقاتها مع إسرائيل قد عززت، على ما يبدو، إفلات إسرائيل من العقاب”.

واعتبر أن ما يجعل خطوة برابوو أكثر إثارة للقلق هو التوقيت والسياق؛ حيث جاءت دعوته للمساعدة الإماراتية في خضم سلسلة من الاتفاقيات الثنائية، تتراوح بين التعاون الأمني ​​والطاقة المتجددة والاستثمار في الثروة الحيوانية. مؤكداً أن إبرام هذه الاتفاقيات خلال زيارة يُفترض أنها تدور حول غزة يُظهر استخدام الاهتمام الإنساني كأداة للدبلوماسية الاقتصادية.

وشدد على ضرورة ألّا تتعامل إندونيسيا مع معاناة الفلسطينيين كورقة مساومة لتعزيز العلاقات مع شريك ثري.

وعبر رحمت عن مخاوفه من استغلال خطة برابوو، لمساعدة “إسرائيل” على إعادة صياغة حملتها الوحشية في غزة كقصة نجاح إنسانية تُتيح “ممرًا آمنًا” يُسهّله حلفاؤها الإقليميون.

وأكد أنه “بدلًا من التوجه إلى الإمارات، ينبغي على إندونيسيا تعزيز تحالفاتها مع الدول والحركات التي دافعت باستمرار عن حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وليس تلك التي طبّعت العلاقات مع إسرائيل بينما غزة تحترق”.

وشدد على أنه “يجب ألا تُصبح حياة الفلسطينيين خلفيةً للزيارات الرسمية أو مبررًا لصفقات تجارية. غزة ليست مسرحًا لالتقاط الصور. إنها مقبرة للأطفال، وسجن للاجئين، ورمز للمقاومة. إن ادعاء المساعدة في حين يُمكّن من يُمكّن المحتل ليس تضامنًا، بل تواطؤًا”.

“شراكة خدّاعة”

وقال الكاتب إن “انفتاح برابوو على أبوظبي كشريك في معالجة الإبادة الجماعية الفلسطينية مُضلِّلٌ تماماً، إذ لا يُمكن الوثوق بدولة طبّعت علاقاتها مع إسرائيل وتواصل تعزيز تلك العلاقة كجهة فاعلة ذات مصداقية في النضال الفلسطيني من أجل العدالة”.

وأكد أنه يجب على إندونيسيا ألا تُضفي الشرعية على مثل هذه الجهات بحجة الدبلوماسية الإنسانية. ولا ينبغي مقايضة إرث إندونيسيا في دعم فلسطين المبدئي بصفقات اقتصادية أو مكانة دبلوماسية.

واختم بالقول: “صوت إندونيسيا في العالم له وزنه، ليس بفضل ثروتها، بل بفضل وضوحها الأخلاقي، لا سيما في وقوفها إلى جانب المظلومين. يجب أن يظل هذا الصوت ثابتًا لا يقبل المساومة”.

قد يعجبك ايضا