الخليج//وكالة الصحافة اليمنية//
قالت مجلة نيوزويك الأميركية إن وفاة عاهل السعودية الملك عبد الله بن عبدالعزيز في 2015 منحت ولي عهد إمارة أبوظبي محمد بن زايد فرصته الذهبية لدثر النمط الدبلوماسي القديم في منطقة الخليج، والذي يعتمد على الرزانة والحذر والحرص على إظهار الوحدة والاجتماع.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان قد قضى بعض الوقت في سن المراهقة مع محمد بن زايد، فما كان من الأمير الظبياني الأكبر سناً إلا أن عمل على صقل شخصية الفتى السعودي.
وتابعت: “جمع بين الاثنين نفاد صبرهما مما اعتبراه فتور جيل آبائهما وتطلعهما إلى رد فعل أقوى تجاه التحديات الإقليمية. إلا أن محمد بن زايد أضاف إلى نزعات محمد بن سلمان المشاكسة مهارة التجمل في أعين الغربيين وحشد مؤسسات الضغط والعلاقات العامة للترويج لفكرة أن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية هما الزعماء المستنيرون للعالم العربي وفي نفس الوقت العمل على الحط من قدر الإخوان المسلمين وإيران”.
واستطردت: “انتهت سنوات من الاستثمار الرخو في مؤسسات العلاقات العامة إلى صعود نجم محمد بن سلمان، وبحلول عام 2016، كانت المملكة العربية السعودية توظف ما لا يقل عن عشر مؤسسات ضغط تدفع لها ما مجموعه 1.3 مليون دولار في الشهر، حسب المعلومات التي نشرها موقع ذي هيل”.
ولفتت الصحيفة إلى إن الإعلام الغربي حاول تصوير ولي عهد السعودية باعتباره مصلحا اجتماعيا وتقدميا يعالج مشاكل المملكة، لكن ذات الوسائل الإعلامية أخفقت في الحديث عن النساء المسجونات مثل سمر بدوي ونسيمة الصداح في سجون المملكة، بالإضافة إلى الكوارث الإنسانية التي تجتاح اليمن بفعل شن الرياض لحرب هناك.
ونقلت المجلة عن البروفيسور في العلوم الإنسانية مضاوي الرشيد قولها إن النظام السعودي استخدم كل موارده لوأد أي نبض ديمقراطي في العالم العربي، فبرغم الضجيج حول مزاعم الاصلاح، إلا أن محمد بن سلمان يقود نظاما لا يتسامح مع أي معارضة.
وأضافت المجلة: “النظام السعودي لا يتسامح أيضا مع الطائفة الشيعية في شرق المملكة والذين تعرض منهم الكثير إما للتعذيب أو الإعدام أو الإخفاء القسري بسبب أفكارهم التي تشكل خطر على بن سلمان”.
وذكرت المجلة أن الديمقراطية ليست على أجندة بن سلمان، الذي يمثل الثورة المضادة التي أطفأت شمعة الديمقراطية التي أضاءت لفترة وجيزة خلال ثورات الربيع العربي، فهو قد تحالف مع طغاة الشرق الأوسط وتحركوا بلا هوادة لإنعاش نظام إقليمي سلطوي.
وقالت المجلة إن قصة تمكن بن سلمان من شن حملات علاقات عامة ناجحة في الغرب بدأت في أبوظبي عاصمة الإمارات، التي بالنسبة للغرب مجرد دولة مكونة من ناطحات سحاب من الحديد والزجاج والمنتجعات، والتي يحكمها محمد بن زايد.
وتشير المجلة إلى أن بن زايد كان مرشح الغرب المفضل للعرش بعد موت والده لكن مرض أخيه خليفة جعله الحكام الفعلي للإمارات، التي وسع من جيشها، وتلاعب الإعلام بشكل كبير، فصار ينظر إليه في الغرب على أنه قوة منفتحة ومتسامحة، وهو درس في كيفية صناعة الصورة تمكن تلميذه بن سلمان من تعلمه بوضوح.
ولفتت المجلة إلى أن ولي عهد أبوظبي بن زايد أصابه الرعب لدى اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2010 وانشارها من تونس لمصر وإمكانية انتشارها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فهب لوصم هذه التظاهرات بالإسلامية ودفع أموالا لشركات علاقات عامة غربية لمساعدته في حملته المضادة للثورات وتشويه أغراضها.
وأوضحت نيوزيوك أن بن زياد شن عام 2012، عندما انتُخب الإخوان المسلمين لقيادة مصر، على الحكومة المصرية آنذاك هجوما شديدا وأطلق حملة عدائية للعودة بالقاهرة للحكم السطلوي من خلال انقلاب عسكري عام 2013 بغطاء شعبي، لكن تمويل الانقلاب كان من قبل الإمارات.
وأشارت المجلة إلى ان الإمارات اتبعت نفس النهج من النظام الديمقراطي التونسي الناشئ ووجهت وسائل إعلامية مقربة من أبوظبي لتوجيه اتهامات لحزب النهضة الفائز بالانتخابات بأنه جزء من مؤامرة الإخوان المسلمين لفرض الشريعة في العالم العربي.