تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
عند حروب الكبار خبي راسك، وإلا بروح تحت الأقدام.
العرب وإقليمهم لا رأس لهم! فماذا عليهم ان يخبؤوا لينجوا؟
حروب الكبار الجارية طاحنة، لا رحمة، ولا إنسانية، ولا حقوق إنسان أو حيوان.
وغزة وسورية ولبنان وليبيا والسودان شواهد ناطقات.
الحرب ضروس بين الصين وأمريكا، تقارب الحرب الوجودية، ومؤكد أنها مصيرية. فالعالم عند “الانجلوسكسوني” لا يحتمل “رأسان” وهما الكبار. وروسيا كبيرة ومحاربة، وإيران تحاول وتحارب ومستهدفة، وليس أمامها من خيار إلا الانتصار. فالخطر حقيقي على النظام الإسلامي، والنموذج المختلف والمتفرد.
بين التردد ونصف الاختباء
السعودية ومصر تجاريان، تخبئان نصف الرؤوس، وهذا أشدُّ خطراً عليهما من كشف الرأس أو تخبئته. ففي السياسة والحروب وعند دنو زمن التغيرات الكبرى لا ينفع التردد أو نصف اختباء، فليس من نصف حبل؟!
يفيد فقط قول الشاعر: {إذا كنت ذا رأيٍ سديد، فكن ذا عزيمة، فساد الرأي أن تتردد.}
الكأس السورية تشرب منها الدول والكيانات والنظم فجميعها “حان قطافها”.
كيف، وبمن، ومتى؟ هذه رواية أخرى، مقدماتها وعناصرها واضحة، ومؤداها متوقع. برغم أنَّ هذه النظم والدول والكيانات حاولت أن تنجز تغييرات في بنيتها وهياكلها، لكنها تغييرات “لا تزبد ولاتغني” في زمن العصف والهيجان.
تركيا أردوغان والإخوان قضت زمانها الذهبي، وصالت وجالت، ونشرت قواتها وقواعدها، وتدخلت واستنفذت حقبتها. فزمن انهيارها أقرب وأسرع من الأخريات.
سيف ترمب على اعتبار أنَّ آيلون ماسك ومنشاره ذهب إلى العتمة والانكفاء، على غير ما قاله “فطاحل التحليلات” من أنه الرئيس الفعلي لا ترمب….
سيف ترمب حاد وقاطع، ويعرف متى يستله، وكيف يضرب به. فالرجل تاجر صفقات ماهر، وننصح بقراءة كتابه “الصفقة”.
في زيارته للخليج بين ١٣ و١٦ الشهر القادم، سيجبي ٣ تريليون دولار، وتكون حصيلة الـ١٠٠ يوم 5 تريليون دولار. غلة وافرة تعينه في حروبه الآتية.
لن يدخر تهديداً وعقوبات و”هوبرات” على إيران، حتى يجبي منها اتفاقاً نووياً، يأمل أن يوفر له تريليون دولار استثمارات أمريكية خالصة، بلا الأوروبية أو المتعددة الجنسية. أما مستقبل علاقات إيران مع روسيا والصين، ومستقبل النظام الإسلامي: فزمنها آت ولا شيء يستعجله، وحلولها ليست بالضرورة حربية ومن الخارج.
أولويات حرب ترمب انتزاع قلب لوبي العولمة وحكومة الشركات في أمريكا بعد أن أضعفها كثيراً وكسر أذرعها العالمية الأخطر والبقية تأتي