من يافا إلى حيفا.. اليمن يقصف العمق الإسرائيلي ويعرّي خدعة أمريكا في غزة
تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
في منعطف جديد من الحرب الإقليمية المتصاعدة، أظهرت كلمة قائد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، مساء الخميس، تحولًا لافتًا في موازين المعركة، مع تصاعد العمليات اليمنية النوعية ضد العدو الإسرائيلي والأميركي، وكشفه خفايا العدوان على غزة، الذي قال إنه يهدف إلى تهجير السكان وليس تحرير الأسرى كما يُروّج.
لكن أكثر ما لفت الأنظار في كلمته، كان تركيزه على ردة فعل رئيس حكومة كيان الاحتلال “بنيامين نتنياهو” تجاه اسم طائرة مسيرة يمنية حملت اسم “يافا المحتلة“، حيث قال السيد عبدالملك إن هذه التسمية “أزعجت العدو لأنها تذكّره بأرضه المغتصبة وهويته الزائفة”.
اسم الطائرة أقوى من الصاروخ؟
وفق ما كشفه السيد الحوثي، فإن “نتنياهو” ناقش في اجتماع رسمي اسم الطائرة اليمنية “يافا المحتلة”، وعبّر عن امتعاضه من الاستخدام المتكرر للأسماء الفلسطينية على الطائرات المسيرة اليمنية.
هذا الاهتمام المبالغ فيه بالتسمية، يعكس – بحسب السيد عبدالملك – “أزمة هوية يعيشها الكيان المحتل، ومحاولة لطمس أسماء المدن الفلسطينية في الوعي العربي”.
وقال في هذا السياق: “المصطلحات والمعاني التي تُستخدم في تسمية الطائرات والعمليات ليست أمرًا هامشيًا، بل جزء من معركة الوعي والذاكرة مع العدو الصهيوني”.
كذبة الاحتلال الكبرى
على صعيد ميدان غزة، أكد السيد عبدالملك الحوثي أن الحديث المتكرر من قبل قادة الاحتلال عن “تحرير الأسرى” ليس إلا ستارًا لتمرير خطة تهجيرية أميركية-إسرائيلية تسعى لإفراغ القطاع من سكانه بالقوة.
وأوضح أن استشهاد أحد الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال هذا الأسبوع، وبلوغ عدد الشهداء الأسرى 64 منذ بداية العدوان، دليل قاطع على أن “العدو لا يهمه مصير أسراه، بل يوظفهم في حملته الإعلامية لتبرير حرب إبادة تهدف لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه”.
كما أشار إلى تصريحات أميركية سابقة -أبرزها لتشاك شومر وترامب– كشفت نوايا واضحة لدفع الفلسطينيين نحو سيناء أو دول أخرى.
وقال السيد عبدالملك: “العدو لا يبحث عن صفقة تبادل، بل يسعى لهدم غزة فوق رؤوس سكانها لتُصبح خالية من الفلسطينيين”.
عملية “حيفا”
في الجانب العسكري، استعرض السيد عبدالملك الحوثي سلسلة عمليات نفذتها القوات المسلحة اليمنية، أبرزها عملية “حيفا” النوعية، التي استهدفت منشآت صهيونية باستخدام صواريخ مجنحة وطائرات مسيّرة طويلة المدى.
وأكد أن هذه العملية تم تنفيذها بنجاح تام، رغم التشويش والإجراءات الدفاعية التي اتخذها الاحتلال، ما يضع “إسرائيل” في موقع العاجز حتى عن حماية عمقها.
كما لفت إلى تسع عمليات اشتباك مباشر في البحر الأحمر وبحر العرب ضد القوات الأميركية، مشيرًا إلى إسقاط ثلاث طائرات استطلاع أميركية خلال أسبوع واحد، في ما وصفه بأنه “تطور ميداني نوعي يكرّس معادلة الردع اليمنية”.
المعادلة الجديدة