تحليل/ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
القاطع أنَّ كمائن القسام والفصائل، وجرأة أبطالها الأساطير، وما تحققه من إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية، تجربة أسطورية ومذهلة، ولم يكن العقل قادراً على تصورها.
مقاومة منظمة صابرة صامدة متقنة، وعقول إبداعية، ورجالٌ قلَّ نظيرهم في تجربة الحياة والمقاومة. يقاتلون بلا هوادة أو تحسب، بلا غذاء ولا مدد ولا إسناد، ويصمدون في العراء بلا غطاء نباتي أو أبنية، يكمنون ويتقدمون ويصلون إلى العدو من مسافة صفر، ويمسكون العدو من الحزام.
يشتبكون بأسلحتهم الفردية والمصنَّعة في أنفاق غزة حفاة، ويحققون إصابات، ويزرعون العبوات، وينسحبون آمنيين
يا رجال الله!
أسطورية غزة شعباً وبشراً، أنها تقدم القرابين بلا حساب أو تأفف. إلا من أمتها ومسلميها، ومن الجهات والإدارات والنظم، التي طالما كذبت وروجت عن حقوق الإنسان والحيوان والجندرة، ولم تلتزم حرفاً منها بإزاء ما تتعرض له غزة وأهلها. تشكوا وتلوم الذين خذلوها وتركوها تجوع وتعرى تحت النار والقصف الهمجي من كل جهاتها، وقد تحولت أبنيتها إلى غبار وردم، بما فيها المشافي والمدارس والمعدات والآبار ومضخات المياه ومصادر الطاقة حتى الشمسية.
يتكالب العالم الجائر عليها، وتصمد
كأنها قُطعت ألسنتهم، وأُقفلت عقولهم، وفقدوا حاسة الإنسانية والتضامن، ورفض العدوان والبغي.
يعرض على ناسها الهجرة، والتمتع بالحياة، وتُقدَم لهم الإغراءات. فيرفضون ويقررون الموت فوق ترابها ولا يأبهون.
لسنة وستة أشهر متواصلة تتعرض للإبادة وتقصف بطائرات الـ F35، وقنابل الأعماق خيم من تنك وقماش. ولا تهتز إرادتهم وصبرهم، ويستمرون بالحياة ويرفضون الإغراءات، ولا يتخلون عن غزة ولا يترددون بالوقوف إلى جانب المقاومة، ويساندون أبنائهم فيها، ويؤمنونهم، ويحمونهم بالأجساد. فليس من خيارات؛ إما الموت أو النصر، والنصر تصنعه العقول والأيادي والسلاح لا غيرها.
بينما الواهمين المستسلمين لجرائم المحتل، المتآمرين على غزة وقضيتها فلسطين، يروجون لنهاية عصر المقاومة، ولهزيمتها، ويفركون أيديهم فرحاً، ويتوهمون حصاداً يزيد أرصدتهم المالية، ومكانة في دوائر الخيانة وأنظمتها، تفاجئهم غزة وأساطيرها أبناء القسام والفصائل، ويستعيدون المبادرة، ويفرضون حضورهم. بل يستعدون لانتزاع نصر تاريخي، سيكون المفتاح الذهبي لتحرير فلسطين كلها، وتصفية الكيان الغاصب والمؤقت، ومعه ترحيل أدوات النظام والعالم الانجلو ساكسوني المتوحش، لتحرير الأمه والعالم من بطشه وعدوانيته.