جرحى ومعاقين من أمام مقر الأمم المتحدة في صنعاء يروون شهادات حَيّة عن فضائع جرائم التحالف
صنعاء –خاص (وكالة الصحافة اليمنية)- لم يقف الجرحى والمعاقين اليمنيين عند ألم القصف والجراح والإصابات، فجاء إهمال الأمم المتحدة والمنظمات المتفرعة عنها التي تُعنى بتقديم المساعدة الطبية والإنسانية، أو حماية حقوق الإنسان، حيث وقفت الأمم المتحدة عاجزة عن استخراج تصريح للسماح بالجرحى في صنعاء بنقلهم لتلقي العلاج بالخارج أو اعادة من هم عالقين في الخارج، ليزيد أوجاعهم أوجاعاً.
“وكالة الصحافة اليمنية” واكبت صباح اليوم الأربعاء وقفة احتجاجية للجرحى والمعاقين أمام مقر الأمم المتحدة في صنعاء للمطالبة بالسماح لهم بالسفر للخارج، حيث عاد موفد “وكالة الصحافة اليمنية” بشهادات حية تروي فضائع جرائم التحالف بحق اليمنيين.
“أين منظمات الامم المتحدة التي تدعي حماية الانسان؟”
الجريح (عبدالرحمن)، يعاني من جروح متقيحة في الوجه واليدين، مضخن بجراح غائرة وآثار الحروق واضحة للعيان عليه. كان واقفا الى جوار جدار أمام بوابة الامم المتحدة في صعاء ، بدى وكأنه يائسا من انصاف هذه المنظمة له حيث كان بجواره مرافقه الذي كان يرتدي معوزا شعبيا غير قادر على فعل شيء له.
(عبدالرحمن)، قال في حديث خاص لمندوب “وكالة الصحافة اليمنية”، قال انه يعاني من جروح “تراها واضحه وهي من آثار قصف صواريخ التحالف البربري”.
(عبدالرحمن)، الذي كان واضحا من حالته أنه حرجة فالتقيحات في الحروق والجروح متفاقمة، وهو غير قادر على الأكل، أوضح لـ”وكالة الصحافة اليمنية” أنه أتى لحضور الوقفة الاحتجاجية لمطالبة الأمم المتحدة بالسماح له بالسفر للخارج لتلقي العلاج.
“أقول للأمم المتحدة ولمنظمات حقوق الانسان التي تدعي حماية حقوق الإنسان أين هم من حماية الجرحى”، قال (عبدالرحمن)، مشيرا أن معظم الجرحى في معاناة كبيرة كما هو حال المرضى الأخرين.
وفي بيان الوقفة الذي قرأه الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة، أدان باسم كل جرحى ومرضى ومعاقي الوطن المكلوم “استمرار مجازر الإبادة والحصار والصلف من قبل تحالف العدوان”، مؤكدا أن الجرحى يدينون بعبارات أشدّ لهجة وبأصوات أعلى نبرة موقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان وجميع المنظمات ذات الصلة التي تقف موقف المتفرج على كل ما حصل ويحصل في اليمن.
الجرحى وفي بيانهم، اعتبروا “صمت الأمم المتحدة وتواطؤها وعجزها وفشلها الواضح الفاضح تعد شريكة أساسية في كل جرائم العدوان وانتهاكاته بحق اليمن وأبناء شعبه بل وتشرعن له استمراره في المزيد والمزيد من هذه الانتهاكات”.
وتعرضت معظم المستشفيات والمرافق الصحية للقصف الممنهج أو انها غير قادر على العمل بسبب الحصار وعدم صرف المرتبات بعد نقل البنك المركزي الى عدن من صنعاء.
(عبدالرحمن)، أوضح أن هناك حالات مرضية وجرحى كثيرون توفوا بسبب عدم تمكنهم من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة في اليمن، ومنع التحالف لهم من السفر بعد الحصار المفروض على مطار صنعاء والمنافذ الأخرى.
معاق يطالب بنقل الجرحى كي لا يتعرضوا للإعاقة
سالم علي (معمر المرزوقي)، من ابناء زبيد بمحافظة الحديدة، معاق بسبب قصف وحصار التحالف على اليمن.
(المرزوقي) قال لـ”وكالة الصحافة اليمنية” أنه يتلقى العلاج في مستشفيات العاصمة صنعاء التي تعاني هي من نقص في الكادر والمستلزمات الطبية، بعد نقله من الحديدة بسبب عدم قدرة مستشفيات الحديدة اعطائه الرعاية اللازمة.
(المرزوقي) أبى الا ان يكون مشاركا في الوقفة الاحتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة في صنعاء بين حر الشمس الملتهبة، وأتى على عكاز نظرا لبتر في قدمه، قال في تصريح خاص لـ”وكالة الصحافة اليمنية” بعد انتهاء الوقفة الاحتجاجية ” أعاني من بتر في قدمي اليسرى”، وأتمنى من الله أن يعجل بالشفاء لجميع الجرحى.
وأرسل رسالة للأمم المتحدة عبر “وكالة الصحافة اليمنية” طالب فيها بسرعة رفع الحصار المفروض على البلاد والسماح للجرحى بالسفر للخارج ليتمكنوا من تلقي العلاج اللازم.
على الأمم المتحدة أن تضغط للسماح بنقل الجرحى
الجريح (محمد الهباس)، لم يذكر من أي محافظة يمنية ينحدر اصله اليها، قال لـ”وكالة الصحافة اليمنية” أنه يعاني من رصاص في ساعده وهو بحاجة ماسة للسفر للخارج لتلقي العلاج.
(الهباس)، الذي كان واقفا على قدميه إلى جدار جوار مبنى الأمم المتحدة، ليقي نفسه من حر الشمس الملتهبة، كان له رسالة إلى الامم المتحدة التي يقف بجوار مبناها في صنعاء ” نريد من هذه المنظمة أن تضغط للسماح لنا بالسفر لتلقي العلاج وإعادتنا”، مؤكدا أن هذا عمل انساني صرف لا يجوز حرمان الجرحى منه.
جراحنا قد نتحملها لكن الحرب لا نتحملها
يحيى أبو هادي، وبجوار مقر الأمم المتحدة في صنعاء بشارع الستين الجنوبي، كان يحمل روح معنوية كما اتضح من خلال كلامه، أوضح لوكالة الصحافة اليمنية ” نحن نعاني من العدوان أكثر من معاناتنا من جروحنا”.
وأكد لـموفد “وكالة الصحافة اليمنية” وهو يشير الى ركبته أنه مصاب بطلق ناري في قدمه، مضيفا ” لكن الحمد لله، سنصبر على جراحنا ونتحملها، لكن الحرب لا نتحملها”.
وأرسل رسالة عبر “وكالة الصحافة اليمنية” للأمم المتحدة قائلا: “نقول للأمم المتحدة يجب رفع الحصار فورا، ليش هذا الحصار، بأي سبب، من أجل مه (من أجل ماذا)”.
جرحى متضامنين
وفي الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها وزارة الصحة العامة والسكان في صنعاء، كان هناك جرحى ومعاقين ليسوا بحاجة للسفر للخارج، لكنهم أتوا للتضامن مع جرحى ومرضى آخرين للمطالبة بسفرهم للخارج لتلقي العلاج اللازم قبل ان يتعرضوا للإعاقة كما هو حال هؤلاء الجرحى.
الجريح( علي فلاح الزايدي)، من قفر بمحافظة إب، 22عاما، يعاني من جروح وكسور في الرجل، يرى انها بسيطة لو تم مقارنته مع جرحى آخرين.
(الزايدي) أكد لمراسل “وكالة الصحافة اليمنية” أنه لا يحتاج للسفر، لكنه يطالب الأمم المتحدة بالسماح لبقية الجرحى الذي حالاتهم حرجة بالسفر للخارج حيث وأنهم في أمس الحاجة لذلك لان مستشفيات صنعاء غير قادرة على معالجة تلك الحالات وباتوا مهديين بين الحياة في وضع إعاقة دائمة أو الموت السريري.
جريح آخر، من أبناء محافظة حجة، (فاروق أبو بارعة)، 22عاما، قال أن لديه كسر في الرجل واليد، ولكنه هو الاخر ليس بحاجة للسفر للخارج.
” أتيت هنا للتضامن مع بقية الجرحى ومنحهم حقهم الانساني في الحصول على الرعاية الصحية في الخارج لان أقل القليل”، الجريح فاروق أضاف في حديث لـ”وكالة الصحافة اليمنية”.