أصدر المركز القانوني للحقوق التنمية، تقريراً يوثق التفاصيل الكاملة لجريمة إختطاف الطفلة بثينة الريمي (عين الانسانية) من العاصمة اليمنية صنعاء، واحتجازها وعمها في العاصمة السعودية الرياض.
وتعد الطفلة بثينة الريمي (6 أعوام) ، الناجية والمصابة الوحيدة من أسرتها، إثر قصف التحالف حي سكني كان من ضمنها منزل اسرتها بالعاصمة صنعاء فجر الجمعة 25 أغسطس2017م وتسببت الغارات بواحدة من ابشع الجرائم بحق المدنيين من سلسلة مئات المجازر التي ارتكبتها قوات التحالف على اليمن منذ مارس 2015م والتي راح ضحيتها استشهاد وإصابة أكثر من 38 مواطنا بينهم نساء وأطفال كان من ضمنهم والدها محمد منصور الريمي وأمها وإخوانها الخمسة: آلاء, آية, برديس, رغد, عمار إضافة إلى خالها منير. حيث أصيبت الطفلة بثينة بكسور وارتجاج في الجمجمة، وتورمت عيناها، فأثارت صورتها وهي تغطي جروح وجهها وتحاول فتح عينها المصابة بيدها، ردود أفعال غاضبة بصورة كبيرة لدى مواقع التواصل الاجتماعي، التي عبر فيها كثيرون عن غضبهم من وحشية الحرب على اليمن ودشن ناشطون هاشتاق تحت عنوان #بثينة_عين_الانسانية. وقام الآلاف من الناشطين والمشاهير في تداول صورهم وهم يقومون بنفس العلامة، التي كانت تشير بها بثينة عين الانسانية، في إشارة لتضامنهم بحركة تضامنية معها ورسالة داعمة للسلام وحماية المدنيين وإيقاف الحرب على اليمن ولاقت قصتها اهتمام وسائل إعلام دولية عربية واجنبية عديدة، ومنظمات دولية عديدة، الامر الذي استفز السعودية، وجعلها تلجأ إلى سيناريو لاختطاف وتهريب بثينة إلى الرياض؛ ومن ثم محاولة إقناع عمها بالتنازل وإغلاق الملف؛ خوفاً من أي دعاوى قضائية قد تُرفع في المحاكم الدولية ضد قيادات المملكة كمجرمي حرب.
المركز القانوني للحقوق والتنمية، استقصى جريمة الاختطاف هذه، حيث قابل أقارب للطفلة بثينة واستمع الى افاداتهم حول اختطافها وحجزها مع عمها في العاصمة الرياض، كما اطلع المركز على ما نشر في وسائل الاعلام المختلفة ومواقع التواصل حول واقعة الاختطاف:
ففي 25 سبتمبر 2017 كشفت رئيسة مؤسسة “سماء الإنسانية” سماء أحمد، التي تولت تنسيق بعض الأعمال الإنسانية لصالح الطفلة بثينة، تفاصيل الاختطاف للطفلة بثينة وأفادت أن “شخصاً يدعى فؤاد المنصوري قدم إلى مؤسستها الإنسانية وطلب منها التنسيق مع عم بثينة لعمل تسجيل وثائقي للطفلة لصالح مؤسسة صناع السلام، على اعتبار أن يُبث الفيلم في الأمم المتحدة، وسيتم تصويره بعدة أماكن شهدت جرائم بحق المدنيين”. وقالت سماء: “بدأنا التصوير من أطلال منزل عائلة بثينة في حي عطان، ثم قرر المنصوري الانتقال إلى جريمة عرس سنبان في ذمار، ومن هناك طلب من عم بثينة الانتقال بزيارة سياحية إلى مدينة دمت، ولم يرفض عم بثينة الطلب، وفي مدينة دمت، طلب المنصوري أن يذهب لزيارة عائلته القريبة من المكان، إلا أن ذلك كان كميناً، حيث كانت بانتظارهم سيارات ومدرعات تابعة للتحالف قامت بأخذ الطفلة بثينة الى عدن ومن ثم الى الرياض”.
بعد واقعة خطف بثينة بأيام نشر عم بثينة علي منصور بعد الحادثة يؤكد فيها تعرّضه لخدعة، وأنه سيصمد أمام الإغراءات السعودية، وسيعود لليمن، لكنه قوبل بانتقادات لاذعة واتهامات بالتواطؤ والتفريط في حق بثينة وأسرتها وتشكيك في الفيديو، لكن اخوه وليد منصور قال للمركز القانوني ان موقف اخوه علي جاد وأنه تعرض للسجن والضرب في السعودية بعد نشر الفيديو ولا زال مخفي في سجون المملكة ولايعرفون عن اخباره ومكان احتجازه حتى الان منذ يوليو 2018م .
كانت قناة العربية وقنوات سعودية أخرى قد اكدت في اخبار نشرتها في 28 سبتمبر 2017م بوصول الطفلة بثينة الى الرياض لتلقيها العلاج برعاية مركز الملك سلمان وهو ما يؤكد ان السعودية قد قامت بتهريب الطفلة بثينة من اليمن لطي قصتها التي تضامن معها العالم ولاقت اهتمام اعلامي وحقوقي واسع ولم يكن نقاها الى رياض بدافع معالجتها بعد اعتراف التحالف بخطأ قصف منزلها والسؤال الذي يكذب مزاعم السعودية حول اختطافها لماذا بثينة فقط تم اخذها للرعاية والعلاج دون مئات الأطفال اللذين أصيبوا في غارات لطائرات التحالف واعترف بارتكابها ؟؟!!
المركز القانوني وفقاً لتقريره أكد أنه حصل على مقطع فيديو من عم الطفلة وليد منصور الريمي عم الطفلة بثينة قال انه نشر في أغسطس 2018م على الشبكة العنكبوتية للطفلة المختطفة بثينة الريمي وهي تناشد فيه العالم للتدخل وإنقاذها وأسرة عمها من احتجازهم في الرياض وبجانبها أطفال -قال عمها وليد منصور للمركز القانوني انها بالفعل بنت أخيه الطفلة بثينة ومن بجوارها في المقطع هم أبناء خالها ووجهت رسالة للسلطات السعودية قائلة: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً”، وذلك تعليقاً على احتجازها.
وطالب وليد منصور عم الطفلة بثينة هو ووالدته جدتها بالإفراج عن علي الريمي وأسرته والطفلة بثينة وإعادتهم إلى وطنهم اليمن ومحاسبة الجناة المتورطين في عملية الاختطاف والذين يحاولون بيع قضيتها، ومحاكمة مرتكبي جريمة قصف بثينة وأسرتها”.