الخليج//وكالة الصحافة اليمنية//
يشهد فندق “فيرمونت شاتو لور” الشهير، في العاصمة الكندية أوتاوا، حفلة رسمية تقيمها السعودية، من المتوقع أن يحضرها كبار الشخصيات السياسية الكندية؛ الأمر الذي يدفع إلى التساؤل حول مصير التصعيد الكبير الذي تبنته الرياض أمام كندا مؤخراً.
وأمس الأربعاء، وجهت السفارة السعودية في أوتاوا، دعوة لمن بقي من المواطنين السعوديين لحضور حفل مناسبة “اليوم الوطني السعودي 88″، مبينة أنه سيقام يوم الاثنين المقبل، 24 ديسمبر، في فندق “فيرمونت شاتو لور في أوتاوا”، وهو واحد من أشهر فنادق العاصمة الكندية.
الغريب في هذا الحفل، الذي سيشهد حضوراً دبلوماسياً من عدة دول، بينهم كنديون، أنه جاء بعد تصعيد حاد من قبل السعودية تجاه كندا، وصل إلى حدّ طرد السفير الكندي من الرياض وسحب السفير السعودي من أوتاوا، والطلب من جميع السعوديين هناك مغادرة البلاد فوراً بغض النظر عن سبب وجودهم، حتى وإن كان للعلاج أو الدراسة!
تصعيد الرياض جاء بعد انتقاد وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، والسفارة الكندية في الرياض، يوم الأحد (5 أغسطس الماضي)، اعتقال الرياض نشطاء المجتمع المدني، وحثتا السلطات في المملكة على الإفراج عنهم فوراً و كان ذلك بعد طلب الرياض من كندا تسليم المعارضين السعوديين على أراضيها للحكومة السعودية وهو الطلب الذي رفضته كندا جملة و تفصيلاً.
وتصاعدت، منذ يوليو الماضي، حملة اعتقالات واسعة طالت ناشطين ودعاة وطلبة علم، ممن لا يؤيّدون سياسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
هذا الأمر لم يرُق للسعودية، التي استدعت سفيرها لدى كندا، واصفة سفير أوتاوا في الرياض بأنه “شخص غير مرغوب فيه”، معتبرة ذلك “تدخُّلاً صريحاً وسافراً في الشؤون الداخلية للبلاد”.
الرياض ذهبت إلى أبعد من ذلك في شن هجومها على كندا إذ رأت أن “هذا الموقف السلبي والمستغرَب الكندي يُعد ادّعاءً غير صحيح جملةً وتفصيلاً، ومجافياً للحقيقة، وأنه لم يُبنَ على أي معلومات أو وقائع صحيحة”.
فضلاً عن ذلك فقد أعلنت، في البيان الصادر عن خارجيتها، “تجميد التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة كافة بين المملكة وكندا، مع احتفاظها بحقها في اتخاذ إجراءات أخرى”.
حملة الرياض التي شنتها على كندا، شملت توجيه الأمر للطلبة السعوديين لترك مقاعد دراستهم في الجامعات الكندية فوراً، بالإضافة إلى مغادرة الأطباء السعوديين المتدربين في المستشفيات الكندية، في مهلة أمدها نهاية أغسطس المنصرم.
لكن السعودية لم تكن تدرك خطورة فرض قراراها بترك الطلاب والمبتعثين السعوديين دراستهم والعودة فوراً لبلدهم؛ حيث يتطلب فك ارتباطهم وقتاً طويلاً؛ ما جعل الرياض تمدد المهلة حتى 22 سبتمبر الجاري، وهي المهلة المعطاة لنحو 800 طالب طب سعودي، بدلاً من نهاية أغسطس.
المهلة الجديدة جاءت أيضاً بعد اعتراض عدد كبير من السعوديين، ورفض عدد منهم تنفيذ الأمر ومغادرة جامعاتهم، في حين أن بعضهم طلبوا اللجوء في كندا؛ وهي إشارة على رفضهم سياسات بلادهم.
من جهة أخرى؛ علق سعوديون على إقامة السفارة السعودية في كندا حفلاً خاصاً في أحد فنادق العاصمة، وبينوا من خلال ردود على تغريدة السفارة التي دعت فيها السعوديين لحضور الحفل، بأنها “فخ” لاعتقالهم!
الحفل الذي من المتوقع أن يحضره كبار الشخصيات السياسية الكندية؛ مثلما هي الأعراف المتبعة في مثل هذه المناسبات، أثار استغراب سعوديين؛ لا سيما بعد حملة المقاطعة الكبيرة التي شنتها الرياض على كندا، ما جعل البعض يتساءل عن مصير التصعيد والخلاف والمقاطعة.