الخليج//وكالة الصحافة اليمنية//
ضجت مواقع التواصل في السعودية بموجة غضب واسعة بين النشطاء، عقب تداول مقطع مصور، أظهر عرض شاشة إعلانات “ناسداك” الرقمية الشهيرة في ميدان التايمز سكوير بمدينة نيويورك الأمريكية، صورا للملك سلمان وولي عهده وعلم المملكة، بمناسبة اليوم الوطني الـ 88 للسعودية.
موجة الغضب سببها ما كشفه البعض عن أن الإعلان في شاشة “ناسداك” الرقمية هو الأعلى سعرا للإعلان الخارجي في العالم، وتبلغ قيمة الإعلان أكثر من 2.5 مليون دولار في الشهر، (ما يعادل نحو 84 ألف دولار في اليوم الواحد).
وتزامن عرض صور الملك سلمان ونجله في الميدان الأشهر بنيويورك، مع بدء توافد زعماء العالم إلى المدينة للمشاركة في أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق في نيويورك يوم 25 سبتمبر.
وتغطي الشاشة الرقمية، البالغة مساحتها 7620 مترا مربعا بارتفاع ثمانية أدوار، مبنى في ميدان تايمز سكوير الأشهر في مدينة نيويورك، أكثر من ثلاثمائة ألف شخص يوميا، بحسب وسائل إعلام أمريكية.
خبير التسويق الدولي ورئيس تحرير موقع “ارحل” السياحي، عرفان أحمد، قال عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن مجموعة سامبا المالية (وهي مجموعة مالية سعودية تأسست عام 1980م تحت مسمى البنك السعودي الأمريكي) هي من قامت بتمويل هذا الإعلان احتفالا باليوم الوطني للمملكة.
يشار إلى أن سياسات “ابن سلمان” الجديدة ورؤيته 2030 قد أثقلت كاهل السعوديين، الذين باتوا يجأرون بالشكوى من الضرائب وارتفاع الأسعار وفواتير الكهرباء والماء.
وشهدت المملكة تدني مستوى الخدمات بكافات قطاعات ومؤسسات الدولة خاصة الصحية، ما نتج عنه تفشي الجرب في المدن السعودية وإعلان وزارة الصحة الطوارئ في أبريل الماضي.
ولا تتوفر أرقام رسمية دقيقة عن نسبة الفقر والبطالة في المملكة، ولا تشير بيانات المؤسسات الدولية إلى هذا الموضوع لاعتبار التكتم الشديد من قبل الدوائر الرسمية السعودية، لكن التقديرات والشواهد تشير إلى تفشي مشكلة الفقر والبطالة والتفاوت الطبقي والمناطقي في أرض الذهب الأسود خلال السنوات الأخيرة.
وتسعى المملكة لمعالجة جملة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتأتية من تراجع أسعار النفط من خلال إجراءات تقشفية وفرض ضرائب ورسوم، والتخلي عن الدعم في عدد من القطاعات الإستراتيجية بينها رفع أسعار الكهرباء والوقود، وتطبيق ضريبة القيمة المضافة، ورفع أسعار المياه وغيرها.
وعلى الرغم من الثروات النفطية الهائلة للمملكة العربية السعودية، إلا أنها لم تستطع منع تسلل الفقر إلى ملايين السعوديين، حيث تشير التقديرات والإحصاءات غير الرسمية إلى أن معدل الفقر في السعودية وصل إلى 25% من السعوديين، البالغ عددهم نحو 20 مليون مواطن، أي ما يعادل 5 ملايين مواطن ، وهو ما أكده تقرير أمريكي نشر في صحيفة الرياض قبل عدة سنوات.
ما يبرر زيادة معدلات الفقر في السعودية تخصيص أكثر من 30 مليار ريال في الموازنات العامة للمملكة، لبرامج معالجة الفقر والمخصصات السنوية المتعلقة بالأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة والضمان الاجتماعي.