خاص//وكالة الصحافة اليمنية//
لطالما مثلت دول القرن الافريقي بيئة خصبة لتدخلات الدول الخارجية وخاصة الغربية مثل أمريكا وبريطانيا اللتان تتعاملان مع دول العالم برغبة الاستعمار والاستغلال، ومع مرور وقت طويل على الحروب والاقتتال والخلافات السياسية والاقتصادية بين دول القرن الافريقي وصل الأمر لتمكن دول صغيرة مثل دول الخليج للتدخل في شئون أفريقيا وتأجيج الصراعات الموجودة والبحث عن مصالح اقتصادية وجيوسياسية على حساب أمن واستقرار تلك الدول التي أعياها الفقر وأنهكته الحروب.
منذ عدة شهور بدأت دول القرن الأفريقي بالتقارب مع بعضها والسير باتجاه حل الكثير من الخلافات التي مضى على بعضها عقود من الزمن، تحديداً بعد وصول آبي أحمد لمنصب رئيس وزراء اثيوبيا، والذي بدأ بإجراء أكثر من حوار مع أكثر من دولة افريقية من الصومال الى اريتيريا الى جيبوتي وغيرها وفاجأ العالم بعقد اتفاقات تاريخية والإقدام على خطوات سلام بين الدول الافريقية.
لم ترق التطورات في القرن الأفريقي للقوى المهيمنة على المنطقة، واللافت في ردود الفعل الدولية لتلك التطورات الإيجابية هو ما قامت به دول الخليج وفي مقدمتها السعودية والامارات، وهما الدولتان التي خسرت الكثير من الصفقات في القرن الافريقي وشعرت بالقلق من تحركات وطموحات القيادة الاثيوبية الجديدة، فما كان منها إلا أن تتقمص دوراً تمثيلياً تجسد في رغبتها بالظهور أمام العالم وكأنها ترعى تلك الاتفاقات الافريقية وسارعت كل من الرياض وأبوظبي لدعوة عدد من رؤساء دول القرن الافريقي في محاولة منها للظهور في الصور التذكارية التي بدأ زعما أفريقيا يلتقطونها بشكل متسارع.
هكذا إذاً تقوم دويلات الخليج بمصادرة جهود وطموحات دول المنطقة، فعندما تجد عملاء لها تقوم بالاستثمار في أي من الدول والاستحواذ على خيراتها ومقدراتها ووقف طموحاتها وإيقاف عقارب الزمن حتى عند نقطة معينة، وعندما تلمس تحركات حقيقية بعيدة عنها تعود للعب دور المصلح أو الصديق المُحب وتفرش لهذا الزعيم أو ذاك سجاداتها الحمراء وإلهائه من وقت الى آخر الى أن يتم السيطرة على قراره وإعادته مربع الصفر.