بحر من الأعلام الفلسطينية في مؤتمر حزب العمال البريطاني
تقرير: وكالة الصحافة اليمنية
رفعت الوفود الحاضرة في مؤتمر حزب العمال البريطاني الذي عُقد في ليفربول يوم الثلاثاء، المئات من الأعلام الفلسطينية، في إطار نقاش نادر الحدوث حول فلسطين، تم خلاله تأييد التعليق الفوري لمبيعات الأسلحة لـ”إسرائيل”.
في الواقع، مثل هذا النقاش المرة الأولى التي يتم فيها التطرق إلى الحديث عن فلسطين في مؤتمرات حزب العمال. وكان هذا النقاش ناتجا عن دعوة ممثلين عن الأحزاب المحلية لوضع هذه القضية على جدول الأعمال يوم الأحد. في هذا الصدد، تمت إدانة خفض الولايات المتحدة الأمريكية لتمويلها الموجه للاجئين الفلسطينيين وطُلب من الحزب دعم التعليق الفوري لمبيعات الأسلحة الموجهة لـ”إسرائيل”. ولا زال المحتجون ينتظرون إجراء تحقيق مستقل حيال قتل الجنود الإسرائيليين للمتظاهرين في غزة منذ 30 آذار/ مارس الماضي.
في المقابل، أخبرت وزيرة الخارجية في حكومة الظل البريطانية، إيميلي ثورنبيري، الوفود الحاضرة في المؤتمر أن من يعادون السامية في صلب الحزب كانوا يستغلون القضية الفلسطينية للترويج للكراهية. وطالبت ثورنبيري بطرد هؤلاء الأشخاص من الحزب، قائلة: “نحن ندعم القضية الفلسطينية، وملتزمون بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأنا أقف دون تردد عند إدانتي لحكومة نتانياهو نظير سياستها العنصرية وأعمالها الإجرامية التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني”.
في المقابل، أوضحت ثورنبيري قائلة: “أنا أعلم أيضا، ويجب علينا جميعا أن نعترف، أن هناك أشخاصا يُحسبون على حركتنا، يستغلون دعمنا لفلسطين كغطاء لإخفاء كراهيتهم الدفينة تجاه اليهود، فضلا عن رغبتهم في رؤية “إسرائيل” مدمرة”. تجدر الإشارة إلى أن قانون الحكومة الإسرائيلية الأخير، الذي يكرس السيادة اليهودية، فضلا عن مقتل أكثر من 170 متظاهرا في غزة أثناء مطالبتهم بحق العودة إلى منازلهم التي طردوا منها سنة 1948، سلط ضغوطا متزايدة على الحزب من أجل دعم حقوق الإنسان في فلسطين بشكل أكبر.
من جهتها، نشرت الناشطة الحقوقية، هدى عموري، تغريدة ورد فيها: “إنه لمن الرائع أن يقوم الحاضرون برفع أكثر من 1000 علم فلسطيني تضامنا مع فلسطين أثناء النظر في مقترح التوقف عن تسليح “إسرائيل” خلال مؤتمر حزب العمال لهذه السنة. إنها المرة الأولى التي يتم خلالها الاستماع إلى مقترح يتعلق بالقضية الفلسطينية في مؤتمرات حزب العمال في الذاكرة الحديثة. فلسطين ستكون حرة”.
على نحو مماثل، نشر العديد من مؤيدي الحزب مقاطع فيديو لما حدث في قاعة المؤتمرات، حيث لوح الحاضرون بمئات الأعلام تضامنا مع فلسطين. وبادر المندوب، كولين مونهين، بإلقاء كلمة مؤثرة دعما للاقتراح الذي تمت مناقشته داخل المؤتمر، كما أنه رفض النزول عن المنبر الصحفي حتى يقدم تعليقاته في هذا الشأن بشكل كامل.
صرح مدير حملة التضامن مع فلسطين، بن جمال،أنه “خلال شهر آب/ أغسطس الماضي، كتب المجتمع المدني الفلسطيني لحزب العمال عبارة “لا تسمحوا بإسكات أصواتنا، قفوا معنا”. واليوم، استجاب أعضاء حزب العمال البريطاني خلال مؤتمر سنة 2018 من خلال رفع الكثير من الأعلام وإطلاق هتافات “حرروا فلسطين””.
أثناء إلقاء خطابه، صرح مونهين قائلا: “نحن نرى أنكم تسعون إلى دفع الشعب الفلسطيني ومأساته إلى طيات النسيان. وأنا أريد أن نتفق جميعا على أننا لن نسمح بتغييب وتجاهل معاناة الشعب الفلسطيني بشكل تدريجي. سنثور ضد تغييب هذه المعاناة، ليس لأن هذا أمر سهل التنفيذ، بل لأنه الأمر الصحيح الذي ينبغي علينا القيام به”.
عندما وقع تذكير مندوب حزب العمال بأن الوقت المخصص لخطابه انتهى، أصر على إتمام ما بدأه وأردف قائلا: “وقتي لم ينته بعد، فأنا أتحدث باسم الشعب الفلسطيني وسأواصل إتمام ما تبقى من خطابي”. وعمدت الجماهير الحاضرة إلى مقابلة هذه الكلمات بهتافات صاخبة، ليضيف مونهين أنه “في حال أردتم مني مغادرة هذا المسرح، يتوجب عليكم إحضار رجال الأمن وإرغامي على ذلك. ويجدر بهم أن يرسلوا جيشا للقيام بذلك لأن سكان شرق لندن، شأنهم شأن الفلسطينيين، لا يرضخون بسهولة”.
من جهته، صرح مدير حملة التضامن مع فلسطين، بن جمال، الذي ساعد على تنظيم عملية رفع الأعلام الفلسطينية، أنه “خلال شهر آب/ أغسطس الماضي، كتب المجتمع المدني الفلسطيني لحزب العمال عبارة “لا تسمحوا بإسكات أصواتنا، قفوا معنا”. واليوم، استجاب أعضاء حزب العمال البريطاني خلال مؤتمر سنة 2018 من خلال رفع الكثير من الأعلام وإطلاق هتافات “حرروا فلسطين””.
الجدير بالذكر أن هذا النقاش تزامن مع توقيع حوالي 300 مواطن إسرائيلي، من بينهم فنانون وباحثون أكاديميون وأعضاء من البرلمان الإسرائيلي، على رسالة يظهرون من خلالها دعمهم لجيرمي كوربين وحزب العمال. وقد كتب المواطنون الإسرائيليون أنه “منذ انتخابه، تعرض كوربين لهجمات متواصلة بسبب محاباته المزعومة لمعاداة السامية. نحن نرفض جوهر هذه الإدعاءات بشكل كامل. كما نلاحظ أن الذين يوجهون أصابع الاتهام نحو كوبرين، على غرار رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، يُعتبرون أشخاصا عنصريين سيئي السمعة ويُعرفون بمعاداتهم للسامية، على غرار فيكتور أوربان والقوميين البولنديين”.
كما جاء في رسالة المواطنين الإسرائيليين: “نحن نحيط علما بأنه عندما يزعم الكثير من منتقدي كوربين أنهم يحترمون الحق في انتقاد “إسرائيل” نظريا، تبدو هجماتهم عمليا مصممة لصرف النظر عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومنع الحكومة المستقبلية لحزب العمال من ممارسة أي ضغط حقيقي على “إسرائيل” لتغيير سياستها”.
المصدر: ميدل إيست آي
ترجمة: Noompost