وعود السعودية تتحقق داخل اليمن، ومعمر الإرياني يؤكد أنها فاقت التوقعات في فترة وجيزة..!
تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية قبل شهرين تقريباً خرج السفير السعودي في عدن بتصريحات أكد فيها أن المملكة ستعطي المستودرين عملة صعبة من الوديعة السعودية من أجل معالجة ومواجهة أزمة الغذاء. أنذاك قال محمد آل جابر أن أسعار السلع الغذائية التي ارتفعت بشكل جنوبي ستنخفض، وأن دول التحالف حريصة على إنهاء أزمة […]
تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية
قبل شهرين تقريباً خرج السفير السعودي في عدن بتصريحات أكد فيها أن المملكة ستعطي المستودرين عملة صعبة من الوديعة السعودية من أجل معالجة ومواجهة أزمة الغذاء.
أنذاك قال محمد آل جابر أن أسعار السلع الغذائية التي ارتفعت بشكل جنوبي ستنخفض، وأن دول التحالف حريصة على إنهاء أزمة الغذاء.
اليوم الاثنين الأول من أكتوبر 2018 واصل الريال اليمني تهاويه المتسارع مسجلاً أكثر من 800 ريال مقابل دولار واحد، في حين تصر جوقة المطبلين للتحالف، والمزايدين على جوع أبناء جلدتهم ووطنهم، على أن التحالف قدم لليمن 17 مليار دولار مساعدات منها 13 مليار من السعودية وحدها.
واليوم أيضاً، أقفل أغلب تجار الجملة وبعض تجار التجزئة محلاتهم في أكثر من مدينة يمنية بسبب الارتفاع الجنوبي والمتفلت للأسعار الذي أربكهم وأدخلهم في دوامة الخسارة التي ستقضي عليهم إن لم يحتاطوا ويعيدوا حساباتهم بتأني شديد..لكن ذلك لا معنى له إلا أن شعب بأكمله يساق عنوة صوب الموت جوعاً.
وتذهب جوقة التحالف المحلية إلى تحميل السلطات في صنعاء مسئولية الوضع الاقتصادي الكارثي، فلماذا إذاً لم تستقر الأوضاع الاقتصادية في المحافظات التي يسيطر عليها التحالف التي تم نقل البنك المركزي اليمني إليها، وفيها مصادر الثروة من نفط وغاز اللذان يشكلان 90 % من ميزانية الدولة بأكملها لكنها أصبحت محرمة على صنعاء ومحافظات اليمن الشمالية..فلماذا تعيش تلك المحافظات انهيار اقتصادي ومعاناة غير مسبوقة أبداً؟!.
إذا كانت دول التحالف وخاصة السعودية والإمارات الثريتان جداً، تزعمان أنهما قد قدمتا مساعدات مالية وغذائية وانسانية للشعب اليمني، فلماذا انهارت العملة الوطنية؟!، أليست 4 مليارات من النقد الأجنبي ( كانت السعودية قد قالت في غير مرة أنها أودعتها في مركزي عدن ) قادرة على تحسين أو لنقل استقرار سعر صرف العملة اليمنية وهذا معروف لدى الجميع، فلماذا لم تتكفل ال17 مليار التي قال التحالف أنه قدمها مساعدة لليمن في كبح جماح العملة وفرملة تهاوي الاقتصاد؟!.
المثير للسخرية أنه وفي حين يتضور اليمنيين جوعاً، وينهكهم قلقهم من مصير أشد بؤساً من هذا الذي يعيشونه الآن..يظهر معمر الإرياني وزير الإعلام في حكومة هادي وبن دغر مثنياً على ما أسماها بالإنجازات السعودية في اليمن.
الإرياني قال في تغريدة له يوم أمس :”البرنامج السعودي لإعمار اليمن حقق انجازات فاقت كل التوقعات في فترة وجيزة”.
ولكن ماهي انجازات البرنامج السعودي التي يتحدث عنها الإرياني، وأين هي تلك الإنجازات؟!.. ليس ثمة تزلف أشد انحطاطاً من ما يقوله هذا الإرياني الذي ما زال اليمنيين يتذكرون بقرف كيف غازل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كما لو أنه جارية في بلاطه تريد أن تحظى برضاه ولو لقليل من الوقت..!.
وكان سفير السعودية في عدن محمد بن سعيد آل جابر أعلن في شهر مايو الفائت أنه سيجري خلال العام الجاري 2018 الإعلان عن خطة إعادة إعمار لليمن بالتزامن مع جهود سياسية لإيقاف الحرب ، بحسبه، إلا أن الحقائق على الأرض كان لها رأي آخر.
بفضل السعودية ووعودها السرابية وصلت الأوضاع المتردية ازدادت تردٍ وقد جاء في آخر إحصائية دولية، فإن عدد الأشخاص المحتاجين للتأمين الغذائي وصل إلى 18.8 مليون شخص، منهم 10.3 مليون من ذوي الاحتياج الشديد، و8.5 مليون من ذوي الاحتياج المتوسط، و15 مليون شخص من المحتاجين غير النازحين.
كما أن 2 مليون طفل محرومون من التعليم، و8 مليون شخص عاطل عن العمل، بحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).
كما تقدر جهات يمنية وأخرى دولية تكلفة إعادة الإعمار بما يتعدى 100 مليار دولار، وذلك لغرض إصلاح الدمار وعودة وضع المواطن اليمني لمرحلة ما قبل اندلاع الحرب العدوانية التي شنتها السعودية على اليمن في إطار تحالف عربي منذ ثلاثة أعوام ونصف.
لقد مارست السعودية والإمارات أساليب قذرة ضد الشعب اليمني تحت شماعة المذهبية المقيتة، وقد انكشفت مؤامراتهما الدنيئة وحقدهما الأسود واطماعهما على هذا البلد أرضاً وإنساناً، وهاهما الآن تسيران في حرب الإبادة كمشروع قائم تبذلان فيها مئات المليارات من الدولارات.