تحليل: وكالة الصحافة اليمنية
تخلى إرنستو فالفيردي بإرادته هذه المرة عن رسم 4-3-3، بعد أن تخلى عنها مضطرا بالموسم الماضي، بعد إصابة عثمان ديمبلي. هذه المرة تعثر الفريق بالأداء والنتائج مؤخرا، كان له الكلمة العليا في تحول المدير الفني إلى خطة قريبة من 4-4-2 ومشتقاتها، التي تتحول في الحالة الهجومية إلى 4-3-2-1، بتواجد كوتينيو وميسي في أنصاف المسافات بالعمق، خلف رأس الحربة سواريز. بينما تواجد راكيتتش، بوسكيتس، أرثور بمنتصف الملعب، أمام رباعي الدفاع، ألبا، بيكيه، لونجليه، وسميدو.
– إيسكو البرازيلي
كوتينيو لاعب ضعيف بعض الشيء على مستوى اللياقة، لا يضغط بشكل مميز، ويرتد بصورة سيئة. كذلك الحال بالنسبة لديمبلي، صحيح أنه أسرع وأقوى وأصغر سنا، لكن الفرنسي كسول بعض الشيء من دون الكرة، ويعود إلى نصف ملعبه ببطء، مع نسبة افتكاك ضعيفة في نصف ملعب الخصم، لذلك تأثر رسم 4-3-3 بقدرات هذا الثنائي في الحالة الدفاعية، وكبر سن ميسي وسواريز، مما جعل الفريق يلعب وكأنه منقوصا من أربعة لاعبين دفعة واحدة أثناء التحولات.
لم يكن هناك خيار آخر، إما ديمبلي أو كوتينيو، وكان الاختيار في صف البرازيلي أمام توتنهام. يلعب الرقم 7 كجناح داخلي في الحالة الهجومية، بينما يعود كلاعب وسط رابع أثناء الدفاع، لكنه في أمان أكبر، لأن هناك لاعب وسط إضافي بالتشكيلة، يربط بينه وبين ألبا، ويعود للمساندة أثناء التحولات، مع جعله أشبه بالضلع الثالث في المثلث، بتواجد ألبا على الخط، كوتينيو في أنصاف المسافات، أرثور كلاعب وسط صريح.
هي فكرة قريبة من توظيف إيسكو مع مدريد زيدان، نصف جناح وهمي ونصف لاعب وسط إضافي رقم 10 بالعمق، وهذا ما قام به كوتينيو في الشوط الأول بالأخص، قبل انخفاض لياقته بالشوط الثاني. البرازيلي تواجد بالقرب من ميسي، لكن على يسار الملعب، مع دخوله إلى المنتصف كلاعب وسط رابع، أمام بوسكيتس، وبين أرثور وراكيتتش، في حالة صعود ميسي بالقرب من ألبا، كحالة الهدف الثاني على سبيل المثال، وكأن الخطة أصبحت 4-4-2 الجوهرة أو “دياموند”.
– المركز 6
أضاف أرثور ميلو بعدا آخر للخطة، البرازيلي الآخر ممتاز فيما يتعلق بالحيازة تحت الضغط. يستلم الكرة في مناطق خطيرة، يسيطر ولا يهاب الخصوم، وجيد لعب التمريرات القصيرة الكاسرة للخطوط. لذلك وجد ميسي أكثر من لاعب يمرر له، عكس ما كان يحدث بالسابق، عندما كان الربط فقط مع بوسكيتس. لقد فقد خط وسط برشلونة 10 كرات فقط طوال التسعين دقيقة، بمعدل 6 لأرثور، 4 لراكيتتش، 0 لبوسكيتس الذي مرر بدقة وصلت إلى 100 %.
أدى البارسا مباراة أفضل لأنه حافظ على الكرة، إنها المعضلة الأساسية التي يعاني منها الفريق بالسنوات الأخيرة، خصوصا مع ميل فالفيردي إلى الدفاع لكن من دون وسط قادر على الحيازة، لذلك خرج بغرابة أمام روما، لكن هذه المرة أدى بشكل أفضل، لتواجد أرثور وتألقه، مما انعكس بالإيجاب على بوسكيتس، وحتى راكيتتش الضعيف بعض الشيء هجوميا، مع حصول ميسي على كرات أخطر بالقرب من مرمى الخصوم.
– المشاكل حاضرة
سيطر برشلونة على مجريات اللعب باستثناء 20 دقيقة في الشوط الثاني، لكن نجح توتنهام أيضا في خلق أكثر من فرصة، عن طريق لعبة بوكيتينو الشهيرة، بلعب التمريرة القطرية المباشرة من الظهير إلى قلب الهجوم، لكي يستلمها كين ويمررها إلى القادم من الخلف،أو يحصل لاميلا على الكرة أمام منطقة الجزاء، ليسدد أو يمرر تجاه زملائه بالثلث الأخير. كذلك نجح أصحاب الأرض في استغلال نقص لياقة
لاعبي برشلونة، وسوء حالتهم في المرتدات، لينجحوا في فتح الملعب عرضيا، عن طريق الاختراق العمودي في العمق، ومن ثم لعب الكرات البينية تجاه تريبيه البعيد عن الرقابة، حتى يلعب الكرات تجاه كين ثم يورينتي أمام مرمى تير شتيجن.
هكذا كانت خطورة توتنهام بالشوط الثاني، نتيجة مشاكل برشلونة المستمرة رغم التحسن، مع ضعف الضغط من دون كرة على اليسار بالأخص، نتيجة ضعف كوتينيو دفاعيا وسوء تمركز أرثور في بعض المناسبات، بالإضافة إلى بطء رد فعل فالفيردي، المدرب الذي تأخر كثيرا في الدفع برافينيا وفيدال، بعد هبوط مستوى أكثر من نجم بتشكيلته، ووقوع الفريق في فخ الضغط والتحولات، لدرجة أن السبيرز كانوا
قريبين جدا من التعادل بالدقائق الأخيرة.
– ماذا بعد؟
من المرجح أن فالفيردي سيستمر في المباريات الكبيرة بهذا الشكل، 4-4-2 و4-3-2-1، بتواجد لاعب وسط إضافي، والدفع بكوتينيو أو ديمبلي في التشكيلة الأساسية، حسب سير المباريات وقوة الخصوم. ويبدو أن الخطة الحالية مناسبة لقدرات لاعبي برشلونة، وضعف حالتهم أثناء الضغط، لذلك كان لا بد من لاعب ارتكاز آخر، لكن أيضا هناك بعض العيوب التي تحتاج إلى مراجعة، كسوء حالة سيميدو هجوميا على
اليمين، فالظهير البرتغالي يعاني من قصور واضح على مستوى التمركز، مع ميله إلى العمق، وعدم شغله الخط الجانبي أثناء الاستحواذ.
أيضا في الحالة الدفاعية هناك بطء واضح من راكيتتش، مما يجعل سيميدو بمفرده أمام بعض الفرق، لخلق حالة 2 ضد 1 أسفل الأطراف، كهدف هاري كين الأول. أيضا ضغط كوتينيو الضعيف من دون الكرة يجعل شكل الفريق مختلا، لكن ربما هذا الأمر يمكن حله، بتبادل المراكز بين كوتينيو ولاعب الوسط الثالث أثناء الضغط، حتى يقوم راكيتتش أو أرثور بالضغط إلى جوار سواريز، وعودة كوتينيو على مقربة من
بوسكيتس في نصف ملعبه، لتعويض ضعفه الواضح في الافتكاك وقطع الكرات.
إذا كان تبادل المراكز بين كوتينيو ولاعب الوسط حلا منطقيا، فإن أرثور بالأخص يحتاج إلى عمل أكبر على مستوى التمريرات القطرية، فالبارسا يهاجم فقط من اليسار، لأن ألبا يقطع باستمرار في انتظار تمريرة ميسي، أما سيميدو فيحتاج إلى عمل أكبر هجوميا، حتى يقطع مثل زميله الإسباني، لكن شرط تطور أرثور في لعب البينيات على خطى تشافي سابقا، حتى يستعيد البارسا جزء من رونقه المفقود منذ سنوات.