الجوع يتنامى في اليمن .. الموت بقرارات من التحالف والعالم الصامت يتحول إلى حفار قبور
تحليل / خاص / وكالة الصحافة اليمنية // عادة ما يسحب صاحب “السمو” يده متثاقلاً، عندما تنحني الهامات لتقبل يده وقدمه على هبة منوا بها هنا او هناك. مئات الأطفال يموتون في اليمن يومياً بسبب الامراض و سواء التغذية، انها المعركة القديمة بين التشدق بالدين والانسانية لتستر على الجرائم التي باتت ترتكب علانية ضد شعب […]
تحليل / خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
عادة ما يسحب صاحب “السمو” يده متثاقلاً، عندما تنحني الهامات لتقبل يده وقدمه على هبة منوا بها هنا او هناك.
مئات الأطفال يموتون في اليمن يومياً بسبب الامراض و سواء التغذية، انها المعركة القديمة بين التشدق بالدين والانسانية لتستر على الجرائم التي باتت ترتكب علانية ضد شعب اليمن.
وبينما ، تواري الأرض جثامين اطفال ابرياء اغتال الجوع حياتهم ، وارسلهم إلى تحت التراب، إلا انه لايزال هناك من يراهن على مشيخات التحالف ، ويحاول قمع كل من ينتقدها.
اليوم تتحدث الأنباء عن ظهور عشرات الحالات لأطفال مصابين بسوء التغذية في محافظة الجوف، قبل اسبوع تقريباً كانت محافظة الضالع هي المصدر لأخبار سوء التغذية ، لحقتها محافظة حجة شمالاً ثم محافظة ابين جنوب اليمن، ولن تتوقف مشاهد الاطفال المصابين بفاجعة الجوع عن الظهور في كل ارجاء اليمن، اطفال لم يعد امامهم سوى الهواء ليتنفسوه ، على أن هناك من يعتقد أن حرب التحالف لوثة الهواء ايضاً قبل أن تمنع الغذاء والدواء.
تشير احصائيات الأمم المتحدة قبل عامين أن هناك طفل يموت كل عشر دقائق بسبب المرض ونقص الغذاء، المنظمة الدولية قالت أن موت هؤلاء الأطفال يحدث لأسباب يمكن تلافيها، لأنها من صنع البشر.
لكن لم يحدث أن قام احد بتلافي الأسباب التي اوجدها ” البشر” لإنقاذ اطفال اليمن، كان هذا قبل عامين، عندما كانت كارثة المجاعة تتركز في محافظة الحديدة بشكل اساسي، وتتوزع على بقية المحافظات بنسب متفاوتة.
تقارير وزارة الصحة في صنعاء قالت ان هناك (500) الف طفل فقدوا حياتهم بسبب الجوع حتى منذ بداية هجمة التحالف حتى اواخر يوليو الماضي، هذه الارقام بحسب خبراء دوليين تعد الاعلى على مستوى العالم قياساً بالمدة الزمنية التي سجلت خلالها، رغم أن هناك من يعتقد أن الارقام عن ضحايا من المدنيين بمن فيهم الاطفال اكثر بكثير من الارقام المعلن عنها بسبب عدم وجود اليات دقيقة لاحصاء عدد ضحايا سوء التغذية ، وعدم القدرة إلى الوصول إلى كل الحالات ، وينصح بأن توثق كل حالة وفاة في سجلات متعددة لدى السلطات المحلية والجهات الصحية والمنظمات المتواجدة، من اجل اعطاء صورة واضحة ، قد تكشف للجميع الاعداد الحقيقية للضحايا الذين يقتلهم الجوع في اليمن .
خلال السنوات الثلاث الماضية كانت المنظمات الدولية تتحدث عن أن هناك قرابة (10) مليون انسان في اليمن يعجزون عن تأمين وجبتهم التالية في حال حصلوا على الوجبة الاولى ،وأن هناك (18) مليون يمني يحتاجون للمساعدات العاجلة.
بالنسبة لبلاد اليمن ينتشر الموت بسرعة مخيفة تتجاوز التوقعات ، صانعاً المقابر للألاف من البشر.
وفي كل مرة يتباهى التحالف أنه يقدم مساعدات انسانية لليمن، وهناك ابواق تريد أن تنسى ان التحالف هو من صنع كارثة الجوع في اليمن.
ورغم ندرة التصريحات الدولية الصريحة عن الكارثة المرتكبة على يد التحالف ضد شعب اليمن، إلا أن ذلك لا يعني أن العالم لا يعرف ، فقد دعى المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفد بيسلي منتصف مايو عام 2017 السعودية إلى تحمل مسئولية الأزمة الانسانية في اليمن بنسبة 100% ، أو توقف حربها على اليمن ، باعتبار حرب السعودية على اليمن هي من اوجدت الكارثة الانسانية، واتهم بيسلي السعودية في ذلك التصريح بمنع وصول المساعدات إلى اليمن.
اليوم عزز التحالف من اجراءات حرب التجويع عبر الايعاز لحكومة فاقدة للأهلية باتخاذ اجراءات تضر بالعملة وتدمر الاقتصاد اليمني.
والآن وفي اسوء درجات المئاساة يعود التحالف باقنعة دينية سلفية اخوانية مالية ليعلن عن هبة بقيمة (200) مليون دولار ، والمطلوب أن ينحني المرتزقة لتقبيل يد صاحب “السمو” وأن يسحب هو يده متثاقلاً ، كما تستدعي تفاصيل الجريمة .