واشنطن (وكالة الصحافة اليمنية)- حدد مسؤول أمني سابق ثلاثة أسباب لعدم رد السعودية على الإهانات والابتزازات المستمرة من قبل الرئيس الأمريكي تجاه المملكة.
قال الدكتور حكيم غريب، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، المسؤول السابق في جهاز الأمن الوطني الجزائري، إن هناك تاريخ طويل من الإهانات التي وجهها ترامب للسعودية، باعتبارها الدولة الغنية التي لا تدفع ثمن حمايتها، رغم أن زيارة الرئيس الأمريكي الخارجية الأولى بعد دخوله البيت الأبيض كانت للسعودية، ووقع خلالها اتفاقيات مشتركة قيمتها 280 مليار دولار، بالإضافة إلى 11 مليار دولار للسلاح.
وكان دونالد ترامب قد هدد الملك سلمان أمس، بأنه لن يظل في الحكم أسبوعين من دون دعم الجيش الأمريكي، وقال في تجمع انتخابي في ساوث هافن بولاية “مسيسبي” الأمريكية: نحن نحمي السعودية، ستقولون إنهم أغنياء… أنا أحب الملك، الملك سلمان، لكني قلت له، أيها الملك نحن نحميك، وربما لا تتمكن من البقاء لأسبوعين في الحكم من دون جيشنا، لذلك عليك أن تدفع.
وكشف غريب أن تصريحات ترامب المهينة للسعودية تدخل في إطار الاستعراض الإعلامي قبل الانتخابات الرئاسية النصفية المرتقبة، ومن الناحية السعودية و العربية، ترامب بالنسبة لرؤساء الدول العربية حليف وثيق، ولكن في الوقت نفسه تعلم السلطات السعودية في الرياض أن هذا الرجل لا يمكن التنبؤ بتصرفاته و تصريحاته الجنونية، لذلك هم يعلمون أن عليهم التعامل مع مطالبه.
وفيما يتعلق بموضوع النفط، قال الخبير الأمني إن مطالبة ترامب لدول الخليج وعلى رأسهم السعودية بتقليص أسعار النفط، هو أمر دائم ومعتاد، خصوصا وأن مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية في الحفاظ على أسعار النفط عند مستويات منخفضة، لما لذلك من تأثير جيد على الاقتصاد الأمريكي، وعلى جعل النفط الصخري الأمريكي قادراً على المنافسة في السوق ، غير أن السعودية لا تستطيع تنفيذ الطلب هذه المرة، لأن احتياطياتها النقدية، تتلاشى بسبب السياسة المكلفة للمملكة في المنطقة، ومصلحتها على المدى المنظور والبعيد الحفاظ على سعر النفط في مستوى عالٍ، أعلى من السعر المتداول حاليا، وهو ما يخالف الإرادة الأمريكية والفيصل في هذا الخلاف هو مدى توافق مصالح الطرفين في ملفات سياسية أخرى.(سبوتنيك)