تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية
على مدى سنوات الحرب الأربع في تعز، دخلت المحافظة منعطفات عدة في مسرح الحرب والاقتتال، وتعقدت الجوانب السياسية والعسكرية والاجتماعية، بل تعقدت الحياة برمتها، وظلت الحرب تولد صراعات متعددة الاطراف والمسميات،، وتخلق اوجهاً جديدة من الصراع تكاثر وتمدد بتمدد جغرافيتها الكبيرة، فما إن تنتهي منطقة من الحرب والمواجهات، حتى تنتقل الى منطقة أخرى، بمقاتلين جدد وذات التمويل السابق، الذي يريد أصحابه لتعز ألا تتعافى، بوصفها مركز ثقل جغرافي وسكاني، ومركزًا للحراك الثوري، ومصدرًا للتحشيد الجماهيري الداعم للثورات الغاضبة، على امتداد تاريخ اليمن السياسي الحديث والمعاصر.
فبعد أن هدأت وتيرة الصراع داخل المدينة، بين كتائب أبو العباس السلفية المدعومة من الإمارات، من جهة، وبين القيادة العسكرية الموالية لحزب الاصلاح، بشقيها المدعوم قطرياً وسعودياً، من جهة أخرى، ووصل الجميع إلى إتفاق يقضي بتهدئة الوضع وتسليم المسلحين لمقرات الدولة، وفي سبيل انجاز ذلك قامت القوات العسكرية، بالاشتباك مع جماعة أبو العباس، للخروج من المؤسسات، عبر معركتين كانت الاولى نهاية ابريل الفائت والثانية قبل شهرين، اليوم وبعد تلك الأحداث ظهر صراع جديد بين الاصلاح واللواء 35 مدرع، في منطقة الحجرية، على بعد 45 كيلو متر من مدينة تعز.
مصادر عسكرية قالت أن “القيادي الإصلاحي أبوبكر الجبولي، والذي عين قائداً لما يسمى لواء الرابع مشاه جبلي، ، أمر بنقل المئات من المجندين الذين تم تدريبهم مؤخراً إلى مرفق تعليمي بمنطقة الأصابح، قرب مدينة التربة، جنوب تعز”.
وقالت المصادر أن “نحو 300 مجند تم نقلهم إلى المعهد المتنازع عليه، بين اللواء الرابع مشاه، وأهالي المنطقة، تأهباً للمواجهة العسكرية المتوقعة مع اللواء 35 مدرع، الذي يرفض تواجد معسكرات للواء الرابع المستحدث في نطاق سيطرته جنوب تعز”.
وأضافت المصادر أن المئات من أفراد اللواء الرابع الذين تم نقلهم من قوام اللواء 35 مدرع من قبل قائد محور تعز خالد فاضل في وقت سابق، تم اختيارهم من أبناء مناطق الأصابح والقريشة والمقاطرة والصبيحة بعناية، بهدف تفجير اقتتال أهلي بين أبناء تلك المناطق، والتي يوجد المئات من أبنائها ضمن قوات اللواء 35 مدرع”.
وقالت المصادر أن الجبولي ” قام بتوجيه مئات الجنود المتخرجين حديثاً من دورات عسكرية، للتواجد في مناطق سيطرة اللواء 35 مدرع، لقتاله في حال انفجرت الأوضاع في المنطقة، إثر الاحتقان الذي وصل إلى مستويات قياسية بين الطرفين”.
وأكدت المصادر العسكرية أن “الجبولي قام بإرسال عشرات الأفراد من جنوده للسيطرة على موقع قلعة المقاطرة الاستراتيجي، في خطوة استفزازية إضافية، بقصد استهداف مواقع اللواء 35 مدرع في الجهة الغربية من الحجرية”.