تقرير : وكالة الصحافة اليمنية
دوري الأمم الأوروبية البطولة التي اقترحها الاتحاد الأوروبي عام 2011 لتحل محل المباريات الودية التي تم تقريرها سنة 2014 قبل أن تسحب قرعة البطولة بشكل رسمي في 2018، إذ سيشارك بها 55 منتخبًا منضويًا تحت لواء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “اليويفا” على أن تستمر لمدة سنة ونصف، البداية في شهر سبتمبر 2018 والنهاية في شهر مارس 2020، وأعزى الاتحاد الأوروبي قراره بإحداث بطولة جديدة إلى كسر روتين المباريات الودية أولاً وزيادة التنافسية والحماس بالمباريات ثانيًا مع جعلها أكثر رسمية، إضافة إلى أنها ستشكل فرصة لبعض المنتخبات الصغيرة من أجل الوصول إلى بطولة أمم أوروبا التي لم تكن لتحلم بالوصول إليها من قبل.
نظام البطولة
البطولة بشكل مبسط تقوم على جعل كل قارة أوروبا بمثابة دولة واحدة تضم أربعة دوريات، دوري درجة أولى وثانية وثالثة ورابعة، وبشكل طبيعي ستوجد بالدرجة الأولى منتخبات الصفوة (أكبر منتخبات أوروبا) ومع نزول كل درجة ستجد منتخبات أصغر بمستوى أقل، حسب تصنيف الاتحاد الأوروبي للمنتخبات الذي لا يختلف كثيرًا عن تصنيف الاتحاد الدولي، مع ملاحظة أن كل مستوى من الأربعة مقسم لأربع مجموعات.
البطولة ربما تبدو للوهلة الأولى معقدة نسبيًا لكنها ستتضح أكثر مع توالي مبارياتها ونسخها ليعتادها المتابعون
فنجد في المستوى الأول 12 منتخبًا مقسمًا لأربعة مجموعات من ثلاث منتخبات، المستوى الثاني أيضًا يضم 12 منتخبًا مقسمًا لأربع مجموعات، المستوى الثالث يضم 15 منتخبًا مقسمًا إلى أربع مجموعات الأولى بثلاث منتخبات والبقية مكونة من أربعة فيما يأتي المستوى الرابع بـ16 منتخبًا مقسمًا لأربع مجموعات كل واحدة مكونة من أربعة منتخبات.
توزيع المنتخبات على المجموعات المكونة للأربعة مستويات
وعلى نظام أي دوري بالعالم ستلعب فرق كل مجموعة من كل مستوى مع بعضها بنظام الذهاب والإياب وعند نهاية الدوري يصعد الأربعة المتصدرين لمستوى أعلى وينزل المتذيلين لمستوى أدنى وتبقى منتخبات الوسط في نفس المستوى، ولأنه لا يوجد مستوى تصعد إليه الأربعة منتخبات المتصدرة للمستوى الأول فستلعب بينها بطولة مصغرة من نصف نهائي ونهائي يحصل بطلها على كأس دوري أمم أوروبا.
البطولة ستشكل دفعة للقارة العجوز على عدة جوانب، مادي وفني وسياسي وأخلاقي
تصدر المجموعة لا يعني الصعود للمستوى الموالي فقط بل يعني أيضًا أن المنتخب قد ربح فرصة أخرى للوصول لليورو في حال كان غير مؤهل، فمن أربعة مستويات بأربع مجموعات يكون هناك 16 منتخبًا متصدرًا يتم تقسيمهم من جديد على أربع مجموعات حسب تصنيفهم، تلعب بينهم بطولة أخرى مصغرة من نصف نهائي ونهائي يتأهل على إثرها بطل كل مجموعة لليورو مباشرة، وفي حال كان متصدر أي مجموعة متأهل سلفًا لليورو هنا يتخلى عن بطاقته للوصيف وإذا كان الوصيف متأهلاً يتخلى عنها للثالث وهكذا.
البطولة ربما تبدو للوهلة الأولى معقدة نسبيًا لكنها ستتضح أكثر مع توالي مبارياتها ونسخها ليعتادها المتابعون وتصبح جزءًا من الموسم الكروي الأوروبي وتمنح بعض المتعة والإثارة التي افتقدها متابعو اللعبة في مباريات منتخباتهم الودية.
إيجابيات البطولة للاتحاد وأوروبا
بغض النظر عن نظامها وطريقة لعبها، فالبطولة ستشكل دفعة للقارة العجوز على عدة جوانب، الأول مادي: حيث ستزيد هذه البطولة من إيرادات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وهو ما سيمكن الدول من تنمية اللعبة وتطويرها أكثر من خلال زيادة الأكاديميات وتكوين الخبرات.
أما الجانب الثاني فهو أخلاقي، فالبطولة ستزيد من حب اللاعبين لمنتخباتهم وتعلقهم بها بشكل دوري وتذكرهم بأن الانتماء الحقيقي يكون للمنتخب وليس للنادي كما أصبح عليه الحال، إذ أن أغلب اللاعبين يستهترون بمباريات المنتخب عكس النادي والبطولة ستكون بمثابة رد الاعتبار للمنتخبات.
الجانب الثالث فني، فسيكون من الجيد لكل المنتخبات استبدال المباريات الودية الرتيبة التي لا تقدم أي إضافة بأخرى رسمية بمستوى عالٍ وتنافسية أكبر تظهر فيها عيوبها وسلبياتها وتشكل مرجعًا للمدربين ودروسًا للبناء عليها.
وأخيرًا الجانب الرابع، سياسي، فمن خلال البطولة سيعمل الاتحاد الأوروبي على توحيد القارة أكثر وإزالة الفوارق بين الدول فسيصبح سفر المواطن الأوروبي بين الدول لمتابعة منتخبه كأنه يسافر بمدن بلده لمتابعة ناديه.
…………………………
المصدر: noonpost