واشنطن بوست: رواية السعودية حول خاشقجي متناقضة وتثير الشكوك
الخليج//وكالة الصحافة اليمنية// علقت صحيفة “واشنطن بوست” على مزاعم الحكومة السعودية حول كون الصحفي “جمال خاشقجي” قتل أثناء “اشتباك بالأيدي” في قنصلية بلاده في إسطنبول قائلة إنها تثير العديد من الشكوك وتتناقض مع روايات سابقة للعديد من المسؤوليين الأتراك والسعوديين. ورأت الصحيفة أن هذه النتائج التي حرصت على تبرئة ساحة ولي العهد السعودي […]
الخليج//وكالة الصحافة اليمنية//
علقت صحيفة “واشنطن بوست” على مزاعم الحكومة السعودية حول كون الصحفي “جمال خاشقجي” قتل أثناء “اشتباك بالأيدي” في قنصلية بلاده في إسطنبول قائلة إنها تثير العديد من الشكوك وتتناقض مع روايات سابقة للعديد من المسؤوليين الأتراك والسعوديين.
ورأت الصحيفة أن هذه النتائج التي حرصت على تبرئة ساحة ولي العهد السعودي تضع المزيد من الضغوط على إدارة “ترامب” لإجراء تحقيق مستقل في وفاة “خاشقجي”.
وأكدت “واشنطن بوست” أن مسؤولين في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية استمعوا إلى تسجيل صوتي يقول المسؤولون الأتراك إنه يثبت مقتل الصحفي وتقطيعه من قبل فريق من العملاء السعوديين داخل القنصلية، وترى الصحيفة أن وجود مثل هذا التسجيل يصعب على البيت الأبيض قبول الرواية السعودية بأن وفاة “خاشقجي” كانت مجرد حادث.
وفي بيان صدر في وقت مبكر من صباح السبت في الرياض، ادعى المسؤولون السعوديون أن عددا من “المشتبه بهم” لم يكشف عنهم سافروا إلى القنصلية لمقابلة “خاشقجي” حيث “كانت هناك مؤشرات على إمكانية عودته” إلى المملكة العربية السعودية.
ووفقا للبيان فإن المناقشات التي جرت “لم تسر بالشكل المطلوب وتطورت بطريقة سلبية مما أدى إلى وقوع شجار واشتباك بالأيدي أدى إلى وفاة خاشقجي”. ثم حاول المشتبه بهم “إخفاء ما حدث” بطريقة لم تفصح عنها الحكومة السعودية بعد.
وسارع خبراء السياسة الخارجية والمشرعون وبعض مسؤولي الاستخبارات السابقين إلى اتهام الحكومة السعودية بالتضليل.
وقال السيناتور “ريتشارد بلومينتال”: “إنهم يشترون الوقت بحثا عن غطاء”. وأضاف: “يسعون في الواقع، إلى إلقاء اللوم على مجموعة من التابعين وحصر التحقيقات داخل الحكومة السعودية”.
وكان “خاشقجي” قد ذهب إلى القنصلية السعودية في 2 أكتوبر/ تشرين الأول للحصول على وثائق يحتاجها للزواج من خطيبته التركية، ولم تكن هناك أي مؤشرات حول رغبته في العودة إلى السعودية.
وفي وقت سابق، ادعت الحكومة السعودية أن “خاشقجي” غادر القنصلية في ذلك اليوم سالما، لكنها فشلت في إثبات ذلك حيث لم تظهر صور كاميرات المراقبة خروج “خاشقجي” من القتصلية في أي وقت.
ووفقا للصحيفة الأمريكية فإن البيت الأبيض لم يقبل المزاعم السعودية، وقال مستشارو “ترامب” إن الرئيس عبّر سرا عن شكوكه في أن العملية كان يمكن أن تتم بدون معرفة ولي العهد، وأخبر عدد من المستشارين الرئيس أن السعوديين سيحاولون ابتكار قصة تتجنب إلقاء اللوم على “بن سلمان”.
لكن “ترامب” قلق أيضاً من المبالغة في رد الفعل تجاه وفاة “خاشقجي” حيث لا يرغب في إفساد صفقات الأسلحة الضخمة مع الرياض. وأشاد “ترامب” في النهاية بالاعتراف السعودي ووصفه بأنه “خطوة جيدة وكبيرة وذات مصداقية”.
ونقلت “واشنطن بوست” عن مستشار لـ”ترامب” لم تسمه قوله إن المسؤولين الأمريكيين كانوا يعرفون ما الذي يعتزم السعوديون قوله قبل ساعات من نشر بيانهم.
وقال المستشار إن مسؤولين مثل السيناتور “ليندسي جراهام” حذروا “ترامب” أنه إذا لم يرد فسوف يعتبر السعوديون ذلك ضعفا.
وأعلنت الحكومة السعودية أنها احتجزت 18 شخصاً غير معروفين، وأقالت اثنين من كبار المسؤولين المشتبه بهم هما نائب رئيس الاستخبارات “أحمد عسيري”، و”سعود القحطاني” مستشار الديوان الملكي.
وقال النائب “آدم شيف” وهو أبرز الأعضاء الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي إن “الرواية السعودية غير جديرة بالثقة. إذا كان خاشقجي دخل في شجار داخل القنصلية فإنه كان شجارا مع أشخاص أرسلوا للقبض عليه أو قتله”.
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ، “بوب كوركر”، إن “النسخة السعودية من الأحداث تتغير كل يوم”، لذا لا يجب افتراض أن روايتهم الأخيرة تحمل مصداقية.
ولم تقدم الرواية السعودية أي تفسير بخصوص مصير جثة “خاشقجي”.
وقال “بروس ريدل” وهو خبير في شؤون المملكة وضابط سابق في الاستخبارات لمدة 3 عقود: “هذا أسوأ حادث رأيته في حياتي؟ أين الجسد؟ لماذا استغرق الأمر 17 يوما للخروج بهذه الرواية”.
وكان “خاشقجي” قد أخبر أصدقاءه مؤخراً أن مسؤولين سعوديين قريبين من ولي العهد حاولوا إغراءه بالعودة إلى المملكة ولكنه أكد أنهم لن يضمنوا سلامته.
واعترضت المخابرات الأمريكية أيضاً اتصالات مسؤولين سعوديين ناقشوا خططا لإعادة “خاشقجي” بتوجيه من ولي العهد.
وكان “سعود القحطاني”، مستشار الديوان الملكي الذي تمت إقالته، أحد الذين حاولوا استدراج “خاشقجي” للعودة وربما العمل لصالح “بن سلمان”.
ولم يتضح ما إذا كان أي من السعوديين الذين يزعم المسؤولون الأتراك أنهم شاركوا في العملية في إسطنبول من بين الذين اعتقلتهم السلطات السعودية.
ورغم ذلك، يتوقع المحللون أن يقبل الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” طريقة تعامل السعودية مع القضية.