صحف الغرب تحاكم بن سلمان وتحتقر أعماله الصبيانية
وكالة الصحافة اليمنية:
مع تسجيل اليمنيين رقم قياسي بطولي في ملحمة الصمود ضد أشرس وأقبح عدوان تعرض له شعب في تاريخ البشرية، بدأت الأصوات العالمية الحرية تلتفت لصرخات النساء والأطفال، وتلتقط نبض الشارع اليمني الصامد والصابر منذ ثلاث سنوات، بدأت ترتفع أصوات حرة ومرتفعة كما لم يحدث من قبل ومن داخل العواصم الغربية الداعمة لنظام آل سعود والممولة لحربهم على اليمن تسليحا وتكتيكا ولوجستيا وتدريبا.
بدأت الصحف الأمريكية والبريطانية تنشر أخبار وتقارير محايدة لأول مرة عن العدوان وضحايا السلاح الأمريكي والبريطاني من المدنيين اليمنيين، كما بدأت تطالب من دولها عبر شخصيات بارزة بالتوقف عن دعم السعودية وتحملها مسئولية قتل أكثر من ستين ألف مواطن يمني قتلوا منذ بداية العدوان في 25 من مارس 2015م.
فها هي صحيفة الغارديان البريطانية تنشر عدة أخبار وتقارير تكشف فيها أسرار عن ولي العهد السعودي وتهاجمه وتسخر ممآ يقوم به كشخص وكولي عهد ، آخر ما نشرته الغارديان مقالا للكاتب “أوين جونز” هاجم فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واصفا إياه بـ”المستبد المتقلب في ترفه المتفسخ”، مشيرا إلى شرائه مؤخرا قصرا فرنسيا فخما بأكثر من 300 مليون دولار وانغماسه قبل ذلك في فورة تسوق محمومة اشترى خلالها يختا قيمته 500 مليون دولار ولوحة فنية لليوناردو دافينشي بمبلغ 450 مليون دولار، بينما أطفال اليمن يتضورون جوعا تحت وابل القنابل السعودية التي تدمر البلد والتي كان الكثير منها بفضل الحكومة البريطانية.
كما اعتبر جونز ما يحدث في اليمن واحدة من أعظم الجرائم على وجه الأرض، وأضاف أن الحكومات البريطانية تتحمل مسؤولية 60 ألف شخص أزهقت أرواحهم في الحرب التي دخلت يومها الألف أمس، وأصبح بسببها 17.8 مليون شخص بدون ما يكفي من الغذاء و22 مليونا في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية والحماية.
وكان قد صدر بيان أمس الأول وقعه أكثر من 350 شخصية بارزة، منهم حائزون على جائزة نوبل للسلام ومشاهير في عالم الفن، طالبوا فيه قادة فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وقف “تأجيج نار الحرب” هناك. وقال إن النظام السعودي “الهمجي” يجري تسليحه ودعمه من الغرب وهو يمزق اليمن.
أما صحيفة الواشنطن بوست فقد نشرت مؤخراً مقالا شديد اللهجة لنائبة مدير شؤون الأمم المتحدة في منظمة هيومن رايتس ووتش أكشاي كومار دعت فيه الأمم المتحدة الى فرض عقوبات على ولي العهد السعودي فورا حيث قالت أن “الحرب في اليمن، والدور البارز الذي يلعبه ابن سلمان في هذه الحرب باعتباره وزير الدفاع، لا يناسب رؤيته الإصلاحية التي اعلنها في المملكة، مضيفةً: “بما أن القيود المفروضة على الواردات تدفع ملايين اليمنيين إلى مجاعة شديدة وتساعد على انتشار الأوبئة الأمراض، فلا ينبغي أن يمر الأمير دون محاسبة، بل ينبغي أن يواجه هو وغيره من كبار قادة التحالف عقوبات دولية”.
وأشارت أكشاي إلى أنه من بين صلاحيات مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات مغلظة على المسؤولين عن القصف العشوائي والحصار غير القانوني الذي يمنع وصول السلع الأساسية للسكان المدنيين في اليمن، إذ أصدر المجلس قرارا في عام 2015 يعطيه سلطة تجميد الأصول وحظر سفر أي شخص مسؤول عن عرقلة إيصال المساعدات المنقذة للحياة، كما لديه سلطة فرض عقوبات على أي شخص ينتهك قوانين الحرب في اليمن، وهو ما يتلاقى فيه قادة الائتلاف، بمن فيهم الأمير ابن سلمان.
بمثل هذه الاصوات والآراء والنداءات تأخذ القضية اليمنية حقها من التداول الصحفي العالمي وصولاً الى التداول الشعبي الذي بامكانه أن يوقف ويضع حداً لتواطئ الحكومات التي سهل شرائها بأمول وبراميل النفط الخليجية، وتبدأ صورة ولي العهد السعودي تتضح للعالم كمجرم حقيقي يقف خلف أكبر مجازر وجرائم حرب حدثت ومازالت ترتكب في هذا العصر.