تقرير : وكالة الصحافة اليمنية
لم يمر أكثر من 35 يوما على فوز ريال مدريد على نظيره الإيطالي روما، في بطولة دوري أبطال أوروبا، لتنهال عليه عبارات الإشادة من كل حدب وصوب، حتى سقط الفريق في مستنقع عميق من الفوضى، في الوقت الذي يعاني فيه مدربه من سكرات الموت البطيء.
ومن الصعب إدراك وتفهم هذا التغيير الكبير خلال وقت قصير للغاية، فإذا كان ريال قبل بضعة أسابيع فريقا متكاملا يقدم أداء رائعا، فهو لم يعد كذلك بأي حال في الوقت الراهن.
وفي تلك المباراة التي أقيمت ضمن منافسات دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا، لم تفتر جماهير ريال مدريد في مدرجات ملعب سانتياجو بيرنابيو، معقل النادي الملكي، عن التصفيق لفريقها الذي لم يكن واثقا من نفسه فحسب، بل كان يبعث إيماءات تدلل على أنه بات فريقا يتمتع بامتلاكه لفكر تكتيكي واضح.
وتمثل هذا الفكر في اقتراب خطوطه وممارسته للضغط المتقدم وشغل المساحات بكثافة والانطلاق عبر جانبي الملعب، بالإضافة إلى تنوع طرق الوصول إلى المرمى.
كما امتلأت صحف الجرائد أيضا بعبارات الإشادة، حتى إنها طرحت هذا السؤال: “هل هو أفضل فريق في التاريخ؟”.
ولكن من كان يتصور أن تلك الحالة المبهرة التي كان يتمتع بها العملاق المدريدي سيخفت وميضها شيئا فشيئا، حتى يصل به الأمر إلى هذه الفوضى التي يعاني منها الفريق اليوم.
وبعد مباراة روما تلك، حقق ريال مدريد فوزا باهتا على إسبانيول في الدوري الإسباني بهدف دون رد، وكان ذلك بحق جرس إنذار يحذر مما هو قادم.
تسارع الأحداث
وفي أعقاب هذه المباراة تسارعت الأحداث وبدأ ريال مدريد في التراجع بقوة، حيث تلقى هزيمة مذلة بثلاثية نظيفة أمام إشبيلية، وهي الخسارة التي دشنت بداية حقبة زمنية امتدت لـ8 ساعات بدون تسجيل أي أهداف ومن ثم بدون فوز.
وتمكن ريال مدريد أخيرا من فك نحسه بالفوز أمس الثلاثاء على فيكتوريا بلزن المتواضع، في مباراة جديدة في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، ولكنه كان فوزا بطعم الهزيمة.
وأعربت جماهير ريال مدريد عن غضبها من المستوى الذي قدمه فريقها أمس رغم الفوز، وودعت اللاعبين في نهاية المباراة بصافرات الاستهجان، بعد أن خاض الأبيض التجربة الأكثر سوءا للاستعداد لمباراته المرتقبة أمام غريمه برشلونة، يوم الأحد المقبل.
وأزاحت المباراة الستار عن جميع مظاهر الفوضى التي يعاني منها ريال مدريد حاليا، حيث لم يقم بارتداء ثوب التألق من بين لاعبي الفريق، سوى الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، والوافد الجديد من باراجواي، فيدي فالفيردي، الذي خاض أمس أول مباراة مع النادي الإسباني.
ويشار إلى أن اللاعب ايسكو ألاركون تم استبداله في الشوط الثاني، ليخرج واضعا يده على فمه حتى لا يتسنى لأحد أن يطلع عى ما كان يقوله لمدربه خلال تلك الأثناء، وهو بطبيعة الحال لم يكن على الأرجح شيئا جميلا.
وبعد ذلك، أجرى المدرب الإسباني تغييره الثالث في اللقاء، في الوقت الذي سقط فيه الظهير البرازيلي مارسيلو، مصابا، ليغادر على إثر ذلك ملعب المباراة ويكمل ريال مدريد الوقت المتبقي من المواجهة بعشرة لاعبين، يترقب صافرة النهاية بتلهف شديد وسط غضب عارم من جماهيره.
وعلى هذا النحو، يستعد ريال مدريد لزيارة ملعب كامب نو، معقل برشلونة، لمواجهة النادي الكتالوني في الدوري الإسباني، في ظل معانته من أزمة ثقة بالنفس ومن التفكك، في الوقت الذي اختفت فيه علامات الطمأنينة التي كانت تعتلي قسمات وجه مدربه، جولين لوبيتجي، قبل بضعة أسابيع عندما كان الفريق يحلق عاليا.
ويغلب الظن أن لوبيتيجي لا يزال محتفظا بمنصبه، لأن ريال مدريد لم يتمكن حتى الآن من إيجاد اللحظة المناسبة للإطاحة به أو الشخص المناسب ليحل محله فى حالة رحيله .
ولكن الشيء الذي لا يرقى إليه أي شك هو أن الإطاحة بلوبيتيجي ستكون مؤكدة إذا حقق إخفاقا في زيارته لملعب برشلونة، أما إذا كان الحظ حليفه واستطاع أن يقود ريال مدريد للفوز فهو بذلك سيمنح نفسه قبلة الحياة حتى المباراة التالية، وهكذا سيستمر الحال معه في كل مباراة يخوضها حتى إشعار آخر.