المصدر الأول لاخبار اليمن

الأسواق اليمنية تتعرض لغزو “سلعي” مجهول .. والمستهلك الضحية ؟!

  استطلاع ميداني خاص : وكالة الصحافة اليمنية في مجتمع استهلاكي لا يتمتع بثقافة الاستهلاك كالمجتمع اليمني، من الطبيعي جداً أن يكون عرضة لغزو تجاري لا تستفيد منه البلد ولا المواطن المستهلك، خاصة في مرحلة كالتي تمر بها اليمن من عدوان وحصار وحرب اقتصادية. وقد ظهرت منتجات كثيرة إما مقلدة أو تحمل علامة تجارية واسم […]

 

استطلاع ميداني خاص : وكالة الصحافة اليمنية

في مجتمع استهلاكي لا يتمتع بثقافة الاستهلاك كالمجتمع اليمني، من الطبيعي جداً أن يكون عرضة لغزو تجاري لا تستفيد منه البلد ولا المواطن المستهلك، خاصة في مرحلة كالتي تمر بها اليمن من عدوان وحصار وحرب اقتصادية.

وقد ظهرت منتجات كثيرة إما مقلدة أو تحمل علامة تجارية واسم منتج أو شكل عبوته بطريقة احتيالية، كما أن أصناف كثيرة أصبحت تعرض  في الأسواق بلا أسماء لا للمنتج ولا للشركة المصنعة.

الظاهرة خطيرة، والتجار الذين يجلبونها للسوق اليمني لا هم لهم إلا التربح على حساب صحة الناس الذين هم في الغالب من الطبقة الأشد فقراً والتي تزايدت أعدادها بسبب الحرب العدوانية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن والذي استخدم سلاح الحرب الاقتصادية وضرب الشعب اليمني في مصادر دخله ورزقه.

يقول هشام عبدالله (رب أسرة وموظف حكومي):” بعد نقل البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء إلى محافظة عدن  منذ أكثر من عامين، توقفت مرتباتنا، فتضاعفت بسبب ذلك معاناتنا المعيشية ولم نستطع الإيفاء بالتزامات عديدة، وقد اضطرتنا الظروف القاهرة إلى أن نلجأ إلى تلك البضائع التي تحمل أي علامات أو أسماء، مجرد عبوات بأشكال مختلفة، يقول لنا بائعوها أنها كذا وبسعر أقل من تلك الحاملة لأي علامة تجارية، فنأخذها ولا نفكر بعواقبها.. ما يهمنا أن تلبي حاجتنا الآنية وبسعر قد يكون في وسعنا تحمله إلى حد ما”.

لا يعاني أغلب المستهلكين اليمنيين من تدني ثقافتهم الشرائية الاستهلاكية وحسب، بل ولا يعولون بالعلامات التجارية الخاصة بالسلع، يلعب مستوى الدخل دوراً كبيراً في ذلك.. وهذا ينطبق على مختلف المنتجات بما في ذلك الملبوسات والأجهزة الكهربائية وووالخ، وحين

تسأل أحدهم عن السبب يكون رده مطابقاً لما قاله لنا جلال عبده الذي يعول أسرة مكونة من 6 أفراد ويتقاضى راتب ضئيل للغاية لا يتجاوز 45 ألف:” جزع حالك يا أخي، كل شيء غالي ، وشرعية عبدربه قطعت رواتبنا الحقيرة، وعادك تشتينا ندور المنتجات المحلية والأصلية.. المليح غالي واحنا طفارى، ويلا نعيش، نعيش اليوم وبكره على ربك”.

لا يكترث جلال وأغلب اليمنيين الذين يعانون من ظروف مادية بائسة من سلامة المنتج، أو تأثيره السلبي على صحتهم، فتلك أمور أجبرتهم ظروف الحياة الصعبة على تجاهلها.. ولكن لماذا لا يراعي التجار المستوردين لتلك المنتجات الله في المستهلكين المغلوبين على أمرهم؟!، وكيف يرتضون أن يحققوا أرباحاً فيما هم يعرضون عشرات الآلاف لمخاطر صحية كارثية؟!.

مسألة كارثية، يجب أن تتنبه لها الحكومة والجهات المختصة في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، من خلال عمل حملات مداهمة ومصادرة لتلك المنتجات والسلع، بالإضافة إلى حملات توعوية مصاحبة لها.. فصحة الناس أهم من كل شيء، كما أن استهداف المجتمع من قبل تلك الشركات والتجار يبدو مسألة متعمدة تأتي في إطار الحرب القذرة التي يحاول من خلالها تحالف العدوان قتل الإنسان اليمني.

وفي حديث موجز استعرض المهتم في الشأن الاقتصادي والتجاري أمير محمد أمور هامة يجب على المستهلك اليمني معرفتها، وقد اعتمد أمير في ذلك على قراءة تاريخية تعريفية لواقع الصراع التجاري بين العلامات و ألا علامات، حيث قال:  ” عالمياً ، وقبل 80 عامًا تقريبًا كانت الشركات التجارية ملزمة فقط بتقديم منتج ذي جودة جيدة حتى تضمن نجاحها واستمرارها في السوق، ولكن في منتصف القرن العشرين تغيرت هذه المقاييس واضطرت الشركات إلى البحث عن طرق جديدة لجذب المستهلك والتميز عن منافسيها”.

وأضاف :” وبالفعل في بداية الخمسينيات بدأت الشركات تتبع نظام “العلامة التجارية”، بعد أن بذلت جهدًا منقطع النظير في تطوير استراتيجية التسويق من خلال تخصيص قسم خاص فقط بإدارة الإعلانات والعروض الترويجية وتصميم الأغلفة الأنيقة وتأليف الشعارات والعبارات المصاغة بدقة، إلى أن استطاعت في النهاية أن تضيف رابطًا عاطفيًا مبنيًا على الثقة بينها وبين المستهلك”.

ويعرف أمير العلامة التجارية بأنها “عبارة عن عقد مبرم بين الشركة والمستهلكين، فإذا انتهى هذا العقد بسبب الأداء الضعيف أو سوء لتصرف، سيبرم المستهلك عقدًا مع علامة تجارية أخرى.. أي أنه اذا انتهى هذا العقد بسبب الأداء الضعيف أو سوء التصرف، سيبرم المستهلك ببساطة عقدًا مع علامة تجارية أخرى”، مع العلم أن هناك نحو500 ألف علامة تجارية في العالم”.

من ناحية علمية، يفسر لنا العلم سبب انجذابنا إلى العلامات التجارية، فتقول مولي رينولدز الكاتبة التسويقية: “عندما نكون أطفالًا ، ويواصل : “إن عقولنا تشبه الألواح الفارغة الخالية من أي تجارب أو خبرات سابقة، وتطوير المفردات جزء مهم في عملية التعلم، ففي الوقت الذي سنبلغ فيه سن العاشرة سنتعرف تقريبًا على نحو 10 آلاف كلمة، وهي كلمات ذات تأثير سلبي أو إيجابي على أفكارنا ومشاعرنا”.

ويؤكد أمير أن العلامات التجارية ليست فقط إجراءات تسويقية وشعارات فارغة، بل أساس في ضمان استمرار نجاح الشركة: “عندما نسمع عن اسم ماركة للمرة الأولى، نعود أطفالًا ،أدمغتنا فارغة ولا نملك أي تصورات أو دلالات إيجابية أو سلبية عن الكلمة، وبناءً على تجاربنا السابقة معها، سنربط اسم الماركة بمشاعر إيجابية أو سلبية تدفعنا في كل مرة إما لشراء هذه السلعة أو الابتعاد عنها.

قد يعجبك ايضا