تقرير: وكالة الصحافة اليمنية
في الخامس من يونيو/ حزيران عام 2017، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، واتهمتها بإذكاء نيران الاضطرابات الإقليمية ودعم الإرهاب والتقارب مع إيران. ونفت الدوحة هذه الاتهامات كلها، ورغم ذلك فرضت الدول الأربع قائمة شروط مكونة 13 بندا للتصالح مع الدوحة وأصرت عليها.
الآن وبعد مرور أكثر من عام على “حصار قطر” تبدل الوضع قليلا، إذ أصبحت الدوحة هي من تفرض الشروط على دول المقاطعة من أجل المصالحة.
وبحسب وسائل إعلام قطرية خرج وزير الدفاع القطري اليوم بتصريحات في مؤتمر بعنوان: “أزمة الخليج وآثارها.. مقاربات علمية”، بالعاصمة القطرية الدوحة، قال فيها “نمتلك أسلحة ردع لحماية قطر والحفاظ على أمنها واستقرارها”، و”قطر لن تنحني أبدا، ودول الحصار فشلت في إخضاعها”. واشترط الوزير القطري وجود ثلاث خطوات يجب أن تسبق حل “أزمة الخليج”، قائلا، “أي حل للأزمة يجب أن يسبقه اعتذار للشعب القطري، ثم رفع الحصار، والجلوس على طاولة الحوار”.
تصريحات الوزير القطري جاءت بعد أيام من تصريحات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحدث خلالها بلهجة مختلفة عن قطر، وقال خلالها إن “قطر تمضي بنجاح في خططها الاقتصادية، وأن ثمار ذلك النجاح ستظهر بعد خمس سنوات”.
وقال ابن سلمان، في لقاء ضمن مؤتمر “مستقبل الاستثمار” بالرياض، الأربعاء الماضي إن “دول محيطة بنا تسير بنجاح في خططها الاقتصادية، بما فيها قطر”.
وأضاف ابن سلمان، “قطر تمتلك اقتصادا قويا، ورغم خلافنا معها، لكنها ستكون مختلفة بعد 5 سنوات”.
وزير الدفاع القطري، خالد العطية، قال اليوم في تصريحاته اليوم السبت، إن بلاده استطاعت إفشال إمكانية حدوث عمل عسكري، إبان اندلاع الأزمة الدبلوماسية مع السعودية ومصر والإمارات والبحرين، في حزيران/ يونيو من العام الماضي؛ مؤكدا قدرتها على التصدي لأي عمل عسكري يستهدفها.
وأشاد العطية بالموقف التركي المساند لبلاده في أزمتها مع الدول العربية المقاطعة لها، وقال، “من العوامل الخارجية التي أفشلت الحصار كانت وقوف تركيا مع قطر بالدرجة الأولى”.
وتتداخل المملكة العربية السعودية وتركيا هذه الأيام كطرفين في أزمة مقتل الكاتب الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، والذي اعترفت الرياض بمقتله داخل مقر قنصليتها في إسطنبول قبل أيام، وقالت إنه قتل في شجار مع فريق ذهب لإقناعه بالعودة إلى المملكة، قبل أن تعدل روايتها وتقول إن مقتله كان بـ”نية مسبقة”.
الوزير القطري، بين موقف بلاده من الأحداث السياسية في المنطقة، وقال “قطر دولة لها رأي مستقل، ولا تتبع للكتلة السعودية ولا الكتلة الإيرانية، وهذا ما زاد الضغوط على بلدنا”.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، منذ 5 حزيران/يونيو 2017؛ بدعوى دعم الدوحة للإرهاب، وهو ما تنفيه، وتزعم أن الأمر يتعلق بـ “التأثير في قرارها السيادي”.
وعقب اندلاع الأزمة، أرسلت أنقرة الآلاف من جنودها إلى القاعدة العسكرية التركية في قطر، مما أثار امتعاض الدول الخليجية المقاطعة لها، وخصوصا السعودية.
جاءت مقاطعة قطر في أعقاب توترات طويلة تحت السطح في منطقة الخليج إذ غضبت دول مثل السعودية والإمارات من لعب الدوحة دورا أكبر من حجمها في الشؤون الإقليمية ومن دعمها لفئات بعينها في انتفاضات وحروب أهلية وكذلك انخراطها في الوساطة في اتفاقات سلام في منطقة الشرق الأوسط.