تقرير: وكالة الصحافة اليمنية
انهارت المفاوضات بين إدارة ريال مدريد الإسباني، والمدرب الإيطالي أنطونيو كونتي، في الساعات القليلة الماضية، ليتم الإعلان عن تعيين الأرجنتيني سانتياجو سولاري، مدربًا مؤقتا للفريق الملكي.
وحاولت إدارة النادي الملكي التعاقد مع مدرب تشيلسي السابق، مع الإعلان عن إقالة الإسباني جولين لوبيتيجي من منصبه.
ورغم التقارير التي أفادت بقطع كونتي لعطلته في مصر والسفر إلى أوروبا، لبدء المحادثات مع إدارة النادي الإسباني، إلا أن الأخير أعلن، أمس الإثنين، تعيين سولاري ضمن بيان إقالة لوبيتيجي.
ويستعرض موقع كورة سيناريو انهيار المفاوضات بناءً على ما تداولته الصحف الإسبانية، ودور سيرجيو راموس، قائد الفريق، في فشلها، على النحو التالي:
ضربة استباقية
لم ينتظر راموس نبأ إقالة لوبيتيجي والإعلان عن وصول كونتي إلى مدريد، ليفاجئ الجميع بتصريح سابق لأوانه عقب الخسارة في الكلاسيكو (5-1) على يد برشلونة، بعدما سُئل عن رأيه في إمكانية لعبه تحت قيادة كونتي، المعروف بصرامته الشديدة داخل غرفة الملابس.
لم يتفوه راموس بكلمات دبلوماسية، كما جرت العادة من اللاعبين حول المدرب المنتظر، لكنه فاجأ الجميع بالقول: “الاحترام لا يُفرض بالقوة، بل يُكتسب”، في إشارة واضحة لرفضه المبدئي لأسلوب كونتي.
ذكاء كونتي
من حسن حظ كونتي خروج هذه التصريحات قبل بدء المفاوضات مباشرة، ليدرك المدرب الإيطالي أنه بصدد إدارة غرفة ملابس يتزعمها أحد اللاعبين المدللين لدى إدارة النادي، لا سيما الرئيس، فلورنتينو بيريز، وهو ما دفعه لفرض شروطه من البداية.
خشية كونتي من الفشل على طريقة المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز، بعدما اصطدم بنجوم الفريق عام 2015، دفعه لوضع عدة شروط، لحماية نفسه من الصدام المبكر مع قائد الفريق، الذي أدلى بتصريحات تُنذر بأن ثمة أزمة قادمة، حال تولي الإيطالي تدريب الفريق.
شروط كونتي، التي تمثلت بداية في تحكمه المطلق بغرفة الملابس، لتفادي الاصطدام المبكر بزعامة راموس، فضلًا عن عقد يمتد لموسمين ونصف، لبناء مشروع يضمن له الاستقرار، دون وضعه تحت ضغط، جعل النادي يتراجع سريعًا عن إسناد المهمة له، مع إدراك حقيقة الصدام المتوقع بأحد رموز الفريق الملكي.
زجاجات كونتي
ولم تأت تصريحات راموس عبثًا، بل جاءت لعلمه المسبق بطبيعة شخصية كونتي، التي كشف عنها عدد من اللاعبين الذين عملوا تحت قيادته، على رأسهم أندريا بيرلو، لاعب يوفنتوس الأسبق.
وكان بيرلو قد اعترف في تصريحات سابقة بأن “هناك وحش داخل كونتي، لأنه كان يدخل غرفة الملابس ويلقي بزجاجات المياه في وجه اللاعبين، حال ارتكابهم لأخطاء داخل أرض الملعب، حتى وإن كان فريقه متقدمًا في النتيجة، أما في حالة الهزيمة، فإن غرفة الملابس تصبح أحد أخطر الأماكن لأي شخص، من شدة غضبه”.
تلك التصريحات التي تكشف طبيعة شخصية كونتي أدركها راموس مُسبقًا، وهو ما جعله يتقدم بضربة استباقية، لحماية نفسه وباقي اللاعبين من غضب المدرب الإيطالي، وإيصال رسالة له بأن غرفة ملابس الريال ليست كباقي الفرق التي دربها، ليقف حجر عثرة في طريق المفاوضات، لتنهار كُليًا في النهاية.